السبت ٩ آب (أغسطس) ٢٠٢٥
بقلم أنس عبد القادر العيسى

خضر بلا موسى

يعاتبني إذا ما جِئت سَهْرا
أجبني هل أنامَ الليلُ بدرا؟

و لي بعضُ المآربِ لو تَراها
لجئتَ بمثلها و أتيتَ أخرى

و لو أدليتَ دلوك نحو قلبي
أتاكَ محمّلاً شعراً و نثرا

فَكَم بيتٍ نظمتُ و ليتَ أنّي
سَكَتُّ و لم أُفِضْ للحب نهرا

ظننتُ الشعرَ ذا أسُسٍ و لكنْ
لعينيها يصيرُ السردُ شِعرا

و عندي في كلا خدّيَّ خَالٌ
كأوراقٍ رأتْ شفتيكَ حِبرا

فهيّا لا تُطِل بالبُعدِ إني
أتوقُ تَخُطُّ فوق الخالِ سَطرا

و ليتك لو ترى عقلي و قلبي
كم ازدانا و قد كانا كصَحرا

و كم دربٍ سلكتُ و لي ظنونٌ
تقولُ بأنّ بعد العسرِ يُسرا

طرقتُ لأجل وصلكَ ألفَ بابٍ
على طول المدى سراً و جهرا

و جئتَك أستميحُ الوصلَ عذراً
فما لكَ لا ترى للصبّ عُذرا ؟

و ما لك كلما قاربتُ باعاً
أتيت لتفرغَ الأعذارَ قِطرا

ضممتكَ و الأسى في القلبِ حوتٌ
جَفاهُ الموتُ في ملقاكَ حصرا

فكن لي مثل موسى و اغتنمني
تجد قلبي على كتِفَيْكَ خِضرا

و لا تسأل عن الملقى لأنّي
سأُحدثُ كي أراك اليوم ذِكرا

و لا تقلقْ فلستُ نذيرَ سوءٍ
و لستُ بِمُبتغٍ بالوصلِ إمرا

أتيتُكَ رَغم نفسي باشتياقٍ
وجدتُكَ تستطيعُ عليه صبرا

و أودعتُ الفؤادَ لديكَ، لكن
هَدَمْتَهُ و اتخذتَ عليه أجرا

و لي قلبٌ أقمتَ عليه حدّاً
و لم يُرهقْكَ طُغياناً و كُفرا

و لم تصبر لتعرفَ ما يُعاني،
جهولٌ لم تُحِطْ بالحبّ خُبرا


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء او المديرات.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى