الأربعاء ٥ أيلول (سبتمبر) ٢٠١٢
بقلم فيصل سليم التلاوي

ذكرتُ لوزان

أُتيح للشاعر فرصة زيارة مدينة لوزان و غيرها من المدن السويسرية في الفترة مابين 25-30/8/2012 فكانت هذه القصيدة:

ذكـرتُ (لوزانَ) إذ قالت مُضيفتنا
هنا الجنانُ فلا تَرتدَّ حيـــــــــرانا
هنا النعيمُ مقيمٌ في جــــــــــوانبها
يَبُثُّ أفياءها روحًا و ريحــــــــانا
على بحيرتها ماد الســـــــفينُ بنا
يُريكَ من جنـــــة الفردوسِ شُطآنا
يا للمراكبِ نشوى فوق صفحتها
تميسُ في ســــــيرها دلاً و تَحنانا
و للنســــــائمِ في الآصالِ رقتها
كأنما نســـمت من صوبِ رضوانا
لوزانُ لا مثلها عينٌ قد اكتحلت
ولا رأت من صنوف الحُسنِ ألوانا
نزلتُ لوزانَ لا لهوًا و لا ترفًا
فِعــلَ الأعاريبِ والصيتِ الذي كانا
حيث القمار الذي يحثون ثروتهم
على رؤوســـــــــهمُ صُمًا و عُميانا
حتى الغرابيبُ في الشطآن تلحظها
أنّى حللتَ زُرافاتٍ و وِحـــــــدانا
لكنها الدربُ حطّت بي على عجلٍ
وأنزلتني عليل القلب ظمــــــــآنا
حتـــى نزلت بواديها و شاطئها
فتيمتني و بات القلب نشــــــوانا
لا آبَ يلهبني حرًا بســـــطوته
و لا السـوافي الذي تذرو بدنيانا
ذكرتُ أهلي و أقوامًا لنا عرَبًا
يصَّـــارخون إلى الثاراتِ رُكبانا
ممزقينَ، حرابُ الغدر تنحرهم
كدأبهم حيث عاشوا الدهر عُربانا
كم في دمشقَ و في بغدادَ من شجنٍ
يدمي الفؤاد و يُجري الدمع طوفانا
يُخـــــــــرِّبون بأيديهم بيوتهمُ
و ينفثون لهيب الحقـــــــــد نيرانا
و يدّعون انتماءً، ضَلّ سعيُهمُ
و خاب من لا يرى في الناسِ إخوانا
و نحنُ في الشرق من كُنا ذوي رحمٍ
نحيا و نجــمعُ إنجيلاً و قرآنا
ماذا تغير حتى مسـَّــــــــــــنا هَوَسٌ
و ساءَ طالعنا نحسًا و خُسرانا
هنا شـــــــــــعوبٌ و أقوامٌ، هنا أممٌ
كعالم الطيـــر تغريدًا و ألحانا
تعلموا العيش في أُنسٍ و في سَكَنٍ
في ناعمٍ من رغيدِ العيشِ جيرانا
هنا شــــــعوبٌ تناست ما يفرقها
و زيّنت أرضــها عدلاً و عمرانا
لكننا العُمرَ أفنيناهُ في حَــــــرَبٍ
و نحن أقـــــــربُ خلق اللهِ إنسانا
يا ويحَ قومي لو لوزان جارتهم
لمزقــــــوا عرضها إفكًا و بهتانا
و أشـــــــــــبعوها أقاويلاً ملفقةً
كدأبهم يطلقــــــون القول بُركانا
لقطّعوها و عاثــوا في مرابعها
أما ترى صُنعهم في أرضِ لبنانا
هــذا النعيمُ رقيق الظلِ ذكرني
أرضًـــا و أهلاً و أحبابًا و خلانا
ففاضت النفس إذ ثارت مواجعها
و بُدِّلت بلذيذ العيش أشــــــــجانا
قف بي ولو لحظاتٍ في مرابعها
فربما لحـــــــــــظاتٍ فُقنَ أزمانا
و ربما عِبَرٌ يأتي بها نَظَــــــــرٌ
تُغنيكَ وعظًـا و إرشادًا و برهانا
حمــدتُ ربِيَ أن لم يأتني أجلي
حتـــــى وقفت على لوزانَ هيمانا

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى