الثلاثاء ١٢ حزيران (يونيو) ٢٠١٨
بقلم جميلة شحادة

رحلة

يقيناً، أنَّ ما الإنسان على وجهِ هذهِ الارضِ، الا زائرا، قد تقْصُرُ زيارتَهُ أو تطول، لكنها لن تدوم.

إذن، بما أنك يا أخي لستَ مالكا للأرضِ، فبأي حقٍ تبسِطُ سطوتَكَ على غيركَ، وتسلبُهم حقَهم في الإنطلاقِ نحو شعاعِ الشمسِ ونورِ القمر، بأي حق، تحرمهم استنشاقِ عبيرِ كرومِهم وشذى الريحان والزهر؟ بأي حق يا أخي تسرق فرحتهم في أن يطربوا لهديل الطيور، وهمس الريح للشجر؟ بأي حق تحظر عليهم، بأن يرقص كلٌ منهم على ما اختاره من شكل ومن وتر؟ يا أخي! هذه رحلة، تضم كل المسافرين من ألوان البشر؛ فدعهم يهنئون برحلتهم؛ لتهنأ معهم، ويطيب لك السفر. واعلم، أنك عندما تسلب أخاك الإنسان حقوقه، تغدو ظالما، وهو المظلوم، وكلاكما نُزعتْ منه الحرية، وغابتْ عنه الإنسانية، ولم يبق منها أثر، وبالله المحبة، قد كفر.

كلَّ يومٍ يجيءُ الصباح

كلَ يومٍ، تُطلُّ الشمسُ من نافذةٍ شرقيةٍ، بوجهٍ باسمٍ. تَطبعُ قُبلَها الشهيةُ على صباحِ الدنيا؛ فتعيدُ لها شبابِها، وتوقظُها من نومِها، وتُغرقُ أحزانَ ليلها في بحرِها. كان هذا، عندما كان الأطفالُ يرسمون لوحاتِهم الملونة كأحلامهم، بألوان النقاءِ وألوان البراءةِ، وألوان البهجةِ وحب الحياة. كان هذا، عندما كان الكبارُ يهربون معهم، مع أطفالهم، على أجنحةِ الخيالِ الى أطيافِ الحبِ وصوره البديعة؛ فيعيشون السعادةَ من خلالِهم، وينتظرون أيام حصادٍ مباركة. أما الآن، واللون الأحمر القاني والأسود الحالك يسودان الشرق والغرب، أشكُّ، بأن الأطفال ما زالوا يرسمون وجه الشمس باسما، وبأن الكبار ما زالوا ينعمون بأحلام عذبة، تدغدغ مشاعرهم، و تداعب توقعاتهم من أطفالهم.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى