

رسالةٌ لقبرهِ المجهول
سنبقى حماةُ القدسِ رغمَ النوائبِ
سنبقى نصدُّ البطشَ والبغيَ يا أبِي
سنبقى على العهدِ القديمِ فمجدُنَا
قديمٌ حديثٌ قادمٌ غيرُ ذاهبِ
ندافعُ عن مسرى الرسولِ ولم تزلْ
عروبتُنَا تقتاتُ من صمتِهَا الغبي
تحالفَ أعداءُ الشجاعةِ ضدَّنَا
وعزمي سلاحي والصمودُ كتائبي
ننامُ على صوتِ المدافعِ حولنَا
وترسمُنَا الأحلامُ فوقَ الكواكبِ
يسيرٌ علينا أن ننالَ شهادةً
ولا وقتَ عندي كي أودِّعَ صاحبي
لنا الأرضُ إنْ مِتنَا ستنبتُ غيرَنَا
رجالًا أتوا بالحقِ من كلِّ غاصبِ
لنا النصرُ إنْ شاءَ الإلهُ فعزمُنَا
نشيدُ الأماني والكفاحُ مآربي
فلسطينُ يا أرضي أُحبُّكِ رايةً
على جبلِ التاريخِ فوقَ المناقبِ
فلسطينُ يا عمري النفيسِ وغايتي
فديتُكِ والأسلامَ مِن كلِّ أجنبي
أزودُ عن الأقصى الحزينِ بمفردي
وكم كَلَّ عزمي فاتكأتُ على صَبِي
بلادي دمي روحي وأهلي وطفلتي
فداءٌ لها والعُرْبُ ليسوا أقاربي
إذا مسّكِ الأعداءُ كنتُ غضنفرًا
تُفرِّقُهُمْ حتّى الفناءِ مخالبي
أَأَخشى ونصرُ القدسِ عهدٌ رسمتُهُ
على جبهتي إنَّ الوفاءَ مذاهبي !
دعي لومَ حُكَّامِ العروبةِ إنَّهُمٍ
أُسَارَى حَيَارَى - حاربي لا تُعَاتبي
لأنَّا شربنَا الصبرَ نَضربُ وحدنَا
ونحمي حمى الأوطانِ مِن كلّ جانبِ
لأنَّا أسودُ اللهِ نَضربُ وحدنَا
ويجْهَشُ بالخذلانِ دمعُ الأعاربِ
لأنَّا حماةُ العِرْضِ نحملُ همَّنَا
وفي كلِّ قلبٍ من شجاعتهِ نَبِي
نصدُّ سلاحَ الخوفِ رغم عنادهِ
فيا أُمّةَ الخزيِ الطويلِ تأهَّبي
سأبقى فلسطينُ الأبيةُ دائمًا
أُحقِّقُ من عينِ الشهيدِ مطالبي
سأبقى إلى يومِ القيامةِ حُرَّةً
يقيني يقيني من خداعِ الثعالبِ
سألقاكَ يا خزيَ العروبةِ مرَّةً
لكي لا أرى أفراحَكُمْ ومصائبي