الاثنين ٢٤ أيلول (سبتمبر) ٢٠١٢
بقلم
سفرٌ .. سفرْ
تسألُني الحقائبُ الحزينةُمتى موعدُ السفر ْ؟ولماذا دوماً تغتديو عيناكَ أعياهما السهرْ؟المرافئُ يا سيدي و السفنُ الكئيبةُتبكى لعمرِكَ الذي ضاعَ و انفطرْفلا تكنْ دوماً كَذوباًو تقولُ : قدرٌ .. قدر ْفأنتَ في الهجرانِ كالعصفور ِتعشقُ دائماً ويلاتِ السفر ْتعشقُ دائماً معطفَ السفرْأم أنكَ مثلُ النارِلا تُبقي و لا تذرْ ؟لن أكونَ يا حقائبي كذوباًو سألقي عليكِ ألفَ خبرْأنا من أضـاعَ العمـرَ مغتربـاًأنشدُ البينَ وأصبو لنسيانيأنا من غالبَه الدهرُ منتقماًأينما أذهبُ الأحزانُ تلقانيصرتُ غريباً بينَ الأهلِ محترقاًصرتُ غريباً وما فارقتُ أوطانيقلبي يلينُ لكلِ الناسِ أجمعهمْو تلقاني الدنيا بألفِ حجرْحتى أنا .. لا أعرفُ .. من أنايستوي في عيوني الجدبُ و المطر ْربوةُ في الآفاقِ أو أسفلُ مُنحدَرْأنْ أموتَ على كتفيها .. أو يغتالنَي السفرْكلُ الأحباءِ سابقوها إلى الهجرانِفلماذا لا أغدو يا حقائبي للسفرْلا تسألي الدروبَ و المرافئ و المطاراتْو لا سهدَ النوارسِ و البواخرِ و الحكاياتْعن قلبٍ أماتَه عذابُ الضجرْفلا سلوانَ و لا رفاقَ و لا شرفاتْفالصحراءُ لا تلقي ظلالاً أو ثمرْحتى الأطيارُ العليلةُ هاجرتْ أيكَهاحتى القمرْفلماذا لا أغدو يا حقائبي للسفرْصورتُها الجميلةُ تلوحُ .. في غفلةِ الوسَنْابتسامتُها البريئةُ.. خِدرةُ الوجنتينِعينُها التي كانتْ تحتضني من خُطوبِ الزمنْعبيرُها الفواحُ .. حتى الجراحْدلالهُا الفتانُ في الغناءِ و الشجنْكُنتُ أظنُ لو باعَني الناسُ يوماًسيكونُ صدرُها ألفَ وطنْوأن عينيها السابحتينِ فوق شعريأبدعُ ليلٍ و أجملُ سكنْولكنّها أرادَتْ لي في يومِ عُرسِهارداءَ عُرسِها ثوبَ الكفنْفكانتْ أولَ من باعَ و أولَ من هجاو أولَ من غَدرْفلماذا لا أغدو يا حقائبي للسفرْكلُ شيءٍ سقطَ الآنَ و احتضرْسقطَ الزيفُ عن ألفِ وجهٍ للقناعْعَلَمُوا قلبَها البريءَ فنونَ الخِداعْوأنَّ الأوفياءَ في الدنيا قطيعٌ من رعاعْحتى أنا عَلَمُوني .. كيفَ أسافر ُبلا وداعْوكأني لستُ من البشر ْكلُ شيءٍ سقطَ الآنَ و احتضرْفلماذا لا أغدو يا حقائبي للسفرْسفرٌ .. سفرْسفرٌ .. سفرْكنتُ أظنُّ لو باعَني الناسُ يوماًسيكونُ صدرُها ألفَ وطنْولكنّها أرادتْ لي في يومِ عُرسِهارداءَ عُرسِها ثوبَ الكَفنْ