السبت ٢٨ حزيران (يونيو) ٢٠٢٥
بقلم سعيد طلحا

سُقْراطُ متحدثًا إلى كْرِيتُو

دَعْهُمْ يُحضرونَ السُّمَّ يا كْرِيتُو
ولا تقلقْ مِنْ أجلي هذهِ المَرَّةْ
سقراطُ يَخْرُجُ مِنْ أَديمِ الطِّينِ
و مِنْ وجْهيَ القَمِيءِ
لكنَّهُ أبدًا لا يذْوي يا كْرِيتُو
أبدًا لا يموتُ
سقراطُ يطْوي المسافاتِ بعيداً
إلى جهةٍ لا يراها أَحَدٌ
إِلَّا سقراطُ
فَدَعْهُمْ يُحضرونَ السُّمَّ يا كْرِيتُو
ولا تقلقْ مِنْ أجلي هذهِ المَرَّةْ
ها أَنَذَا
من كُوَّةٍ في القرنِ العشرينْ
أتطلع إليَّ جميلاً كما لَمْ أَكُنْ
مُتَوَّجاً بأَلْقابي
وبأَمْجادي
تِلْكَ التي أَسْدَلَهَا عَلَيَّ
 و يا لَلْعَجَبِ -
أولئكَ الذينَ لَوْ أَنّهُمْ
حاضرونَ الْآنَ يا كْرِيتُو
في أثينا الموحِشةِ
لَقَدَّمُواْ جسَدي طُعْمَةَ لِلشَّوْكَرَانْ
همْ أنفسُهُمْ يا كْرِيتُو في كلّ مكانْ
قلوبٌ واحدةٌ وإِنْ غَيَّرُواْ الأَزْمِنَةْ
قلوبٌ غُلْفٌ وإِنْ بدَّلُواْ الأقنعةْ
همْ أنفسهمْ يا كْرِيتُو
يرقصونَ حوْلَ جُثَّتِي طربًا
و يبكونَ هَلَعاً
على حِكْمَتِي اللّامِعةْ!
.....
دَعْهُمْ يُحضرونَ السُّمَّ يا كْرِيتُو
وَلْتَفْرَحْ مِنْ أجلي هذهِ المَرَّةْ
لَمْ أَعُدْ قادرًا أَنْ أعيشَ بينهمْ
ضاقَ بِي بَدَنِي
وضاقتْ بي أَرْضُهُمْ
قُلْ لَهُمْ يا ولدي
أَنْ يُسْرعواْ بالسُّمِّ
 رجاءً-
قُلْ لَهُمْ أَنْ يُبَادِرواْ بِالتِّرْيَاقِ
غداً يَسْطَعُ نَجْمِي
ولنْ يذكرهُمْ أَحَدْ!


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء او المديرات.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى