شجرة ميلاد إسلامسيحية
صديقتي- المسلمة- التي تشاركني المشاعر الإيجابية ذاتها تجاه شجرة عيد الميلاد التي يحتفل إخواننا المسيحيون بتزيينها ليلة رأس السنة الميلادية تساءلت: ماذا سيكون موقفي ممن حولي لو زينت المنزل بشجرة عيد الميلاد لهذا العام؟ وهل سيكون ذلك مدعاة لمحاولة اتهامي بالردة ؟ شاركتها التفكير وبصدق تعتريني الرغبة ذاتها في بداية كل عام ميلادي، فأنا أحب طقوس الأعياد والطقوس الدينية لكلا الديانتين، تروق لي مشاهدة الأطفال الذين يتسابقون ليحظوا بهدايا بابا نويل كما تروق لي مشاهدة فرحة الأطفال الذين يتلقون هدايا القادمين من موسم الحج، ولا أنسى أن أزين باب منزلي بهلال رمضان من كل عام ولا يشغلني شاغل عن صنع كعك العيد المنزلي في آخره .
أجبتها: ولما لا ؟ والعالم كله يتحدث عن حوار الأديان وتسامحها، لما لا؟ ومعركتنا الحقيقية ليست مع الأديان وإنما مع السياسات التي نصّبت ذاتها كونية، لما لا؟ والصراع العالمي بعكس ما جاء به "فوكوياما" ليس صراع حضارات بقدر ما هو صراع مصالح اقتصادية بحتة
صديقتي أصبحت أكثر جرأة وهي تشاركني الآراء ذاتها حول الأديان والحضارات والصراع الإنساني الذي نحتل منه نصيب الفريسة من المفترِس، هي قررت أن تشتري شجرة عيد الميلاد وتحتفل بالعيدين المتزامنين معاً، عيد الأضحى وعيد رأس السنة الميلادية، لكنها أضافت نكهة أخرى لسيناريو الاحتفال وطقوسه في محاولة لدمج الرموز الدينية لكلتا الديانتين، لذا فهي سوف تزين شجرة عيد الميلاد بأسماء الأنبياء جميعاً، وكذلك سوف تجتز –حسب ما ذكرت- من صوف خروف "ضحية
العيد" وتقوم بتلوينه وتعليقه على الشجرة مع الإبقاء على الإضاءة والإضافات الخاصة بعيد الميلاد
فكرتها تلك القابلة للتنفيذ أعجبتني وقررت مشاركتها في خطوة قد فريدة للدمج الفني والجمالي والروحاني بين كلا الديانتين، لكنها بالتأكيد خطوة حضارية لا تريد هي من خلالها إثبات حسن نوايا تجاه الغرب – وكثيرا ما نفعل- ونكون كمن يستعجل اتهام ذاته بآليات الدفاع. هي تريد فقط أن تعبر عن مشاعر إنسانية إيجابية ، نظرتها تلك أو مزاجها ذاك يعكس صورة جميلة لانسجام الأديان بعيدا عن الصراعات السياسية والاقتصادية التي يتم خلالها توظيف الدين وإشعال الفتن الطائفية لتحقيق مصالح الدول التي تُعد عظمى
أبارك لصديقتي فكرتها وأهنئها بشجرتها التي يصح أن يطلق عليها " شجرة عيد ميلاد إسلامسيحية"