الأحد ٢١ أيلول (سبتمبر) ٢٠٢٥
بقلم أحمد يونس

صمت الذات وغربة الحياة

بين الغياب والوجوه

الوحدة سوط يجلدني، والنهار يكتظ بوجوه تٌقرفني، والصمت يؤذيني، والكلام يجرحني، والمرض يعاقبني، والمسير كل يوم يضيف إلىِّ جناحين اُحلِق بهما، وفي ذات الوقت أخاف أن يغدرني، والحياة عندي مجموع هذه المتضادات، وأحيانا المتناقضات، لا اعرف منها أو عنها سوى شهادة الميلاد، والبقية لا تعنيني!

أشياءُ لا تعرفها، اعرفُها
إنٌ تلكْم من حسناتِ الدنيا!
أنْ تعرف أشياءْ..
لا أعرفُها!
أنْ تبق في زمنٍ غير الزمنَ الـ(أحياه)!

دنياك..
تلك حياة لا أعرفها!
أنت.. منْ تعرفها..
تفهمها..
تفقهها..
تشربها دون تنفس، دون حتى..
أنْ ترشفها..
مرات، مرات!
رشفات، رشفات!

لا أفهمُ صنفَ العيشِ الثابتِ!
اشربُ، أتنفسُ..
أتأنى في أشواقي، في مشياتي..
في كل الدقاتِ.. لقلبي.. وتفصيل حياتي!
أبدا اقسم أني لا أعرف! لا أفهم!

أنا غيرٌ عن أنت..
لن أجزم أني عشت حياتي.. بالقرطاس..
كل الأشياء حسابات في حسابات..
لا تنقص منها أهات..
لا أُلفح فيها بنسمات!

اعذرني قد ألقيت الورقة..
منذ سنين..
ورميت القلم في الغيابات..
وشطبت جميع حساباتي!
أعذرني أني..
لا اجتر مشية أخر غير عني..
في جلِ الصفاتِ..
لم يولد في ذاتِ التاريخِ..
لم يحي حياةً شبه حياتي..
حتما –أيضا- لما يموت يوم مماتي!
وان كان!
من يضمن منْ ماتْ.. قبل الأخر باللحظاتِ!

أجنحة في التيه

وما جَمَعَ الشرُّ أقوامًا بغيرِ هُدى،
إلّا ليُظهِرَ في الآفاقِ ما يفرجُ

الدُنا رحى تدورُ، الحلمُ مَطحونُها،
وما نرى بأعيننا خيالٌ يُنسَجُ

تمضي الليالي كأنّ الوقتَ أجنحةٌ،
تُهدي السرابَ وتخفي ما يولجُ

نخطو ونظنّ أن الدربَ يعرفُنا،
ولكنّه مثلنا في التيهِ يُعرَجُ

نسلك سبيلا، والعثراتُ تُثقلنا،
ويُشرقُ الأملُ بعدَ الليلِ المدججُ

ضاقَت فَلَمّا اِستَحكَمَت حَلَقاتُها
فُرِجَت وَكُنتُ أَظُنُّها لا تُفرَجُ


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء او المديرات.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى