السبت ٢٨ حزيران (يونيو) ٢٠٢٥
بقلم ‎⁨وهيبة كساسرة

صمودُ الأرضِ ودموعُ السماءِ

صمودُ الأرضِ ودموعُ السماءِ يحكيانِ
مآسيَ المَلاَحِمِ لمْ تَكنْ يَومًا أقَاويلاَ

أيَّا أيُّها القلبُ، هل لديكَ متَّسعٌ للفَرَحِ؟
والعيدُ على ثغرِ النَّدَى ارتدَى قَتيلاً

أطفالُ الوطَنِ الجريحُ، ودعوهُ منذُ زَمنٍ
أزهارٌ تشتاقُ الشَّهدَ، والعسلُ مُقفًى وبيلاً

وأزهارٌ تَلحَّفتِ الخِيامَ ، تَرْتَقِبُ الصُّبحَ
لَكِنَّ اللَّيلَ لمْ يَنقَضِ عَهْدهُ وغَدَا طَويلاً

ذاكَ الثَّغرُ كانَ باسمًا، والأعْيُنُ تُرمِقُ
والشَّوقُ طَيْفٌ مُتَخفٍّ، أوَ لَيسَ لِلدَّمعِ بَدِيلاً؟

تعذر الكَلامُ ، فَمَن يَكسِرُ حَاجِزَ
الَّمتِ إِذَنْ؟ وَيَسُدُّ الحَناجِرَ ، وَلَوْ قَلِيلاً

سِردابُ حيَاتِهِمْ مُظْلِمٌ، آهِ يا وَجَعِي
أمَّهاتٌ أيقَنَّتِ الطَّريقَ بالدعاءَ دونَ بَدِيلاً

سَقْفُ السَّماءِ مُلبَّدٌ ، والرَّمَادِيُّ يُحاصِرُ
المَشاَهِدَ بِالوانِ الدَِّمَاءِ ، تُبَجَّلُ تَبْجِيلاً

تَصرُخُ البِنْتُ: "لِماذا رَحَلَ أَخِي ؟ لِماذا "
تَرَكَ حَلوَىَ العِيدِ ، والعِيدُ غَابَ عَنِّي جَليلاً!"

"أمَّاهُ، أيْقظيهِ! رُبَّما غَفَا ليىَراحَ،
فَإنْ لَمْ يَشْبَعْ، إُٔعطِهِ مِنْ حِصَّتِي قَلِيلاً!"

تُحَضِنُ الأمُّ ابْنَتهَا ، تَصرُخُ بصمتٍ مُثْقَلٍ
"رَبَّاهُ، مُصِيبَتِي عَظيمَةٌ، هَبْنِي صَبْرًا جَمِيلاً!"

قَدْ خَابَتِ الظُّنُونُ وتَناهَتْ، والقَلْبُ
مُرَصَّعٌ بالأَمَانِي، والعَالَمُ أجْوَفُ بَخِيلاً

اِنحَرَفتِ الْوُجُوهُ عَنِ المَآذِنِ َانْزَلَقَتْ
فِي دُجَى الْقَلْبِ العُمْيَانِ ، وَساَءَ سَبِيلاَ

صامدون جدا، وَ الكَفُّ مََبْسُوطٌ رَجاَءً
شيَّدنَا مُدُنَ السَّلامِ، فزَاحَمَتْهَا حِشدًا ثَقيلاً

أَيُّ الهَزائمِ تَحْمِلُ أكتاَفَنَا؟ فَلتَكُنْ جَميِعُهَا
التَوحِيدُ لَيسَ عِلَّةً، بعُرفِنَا لاَ يُضَاهيهِ مَثيِلاً

أيُّهَا المَوْتُ، أضْحيْتَ الضَّيفَ القَرِيبَ
لَمْ تَكُنْ يَوْمًا غَرِيبًا، فَكُفَّ عَنِ الأعْدَاءِ تَثَاقُلاً

تَفوحُ الأرضُ مِسْكًا يُزَفُّ بِهِ الضَّحايَا؟
تَنْكِسُ علَى الأَعْداءِ ، والأثَرُ نٕسِيمًا عَليلاً

ذاتَ فَجْرٍ تَبزُغُ شَمْسُ الحُرِّيَّةِ، ويَجْمَعُ
الوَطنُ أشْلاَءَهُ، ويطْغَى الْمَشْهَدُ ويَشْفِي الغَلِيلاَ

وَنُعِيدُ الأَرْضَ سِيرَتَهَا ومَآقِيهَا، وَتَعْتَصِمُ
وَلَوْنُ السَّمَاءِ يُشْرِقُ فِي الأُفُقِ بِلَونٍ جَمِيلاً

وَعْدُ رَبِّي، دُونَ شَكٍّ ذَاكَ حَقٌّ مُجَدَّدٌ
فِي كِتَابِهِ الْمُبِينِ، أَقْوَى حُجَّةٍ وَخَيْرِ دَلِيلاً

لا نُكْرانَ لِكَلِماتِ رَبِّي، عَرَبِيَّةٍ فُصْحَى
كلامٍ عذْبٍ رُتِّل، ومازَالَ يُرَتَّلُ أجمَلَ تَرتِيلاً


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء او المديرات.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى