

صمود امرأة
مَا زلتُ أتذكُّر ذَاكَ اليوم جيِّدًا، مُنْذُ فَتحتُ عَينيَّ عَلَى الدُّنيا، بين معالِمها وشوارعِهَا الَّتِي تُشبِهُ فِي أَزقَّةِ حوارِيها، وأسواقِها، وميادينِها جُزءًا مِن قَافلةٍ.
أُسافِرُ بينَ البُلْدانِ شاقًّا صُعوباتِ الحياةِ، والغَوْص فِي أحداثِها... بينَ طياتِها وجنباتِهَا شتَّى أنواع الألم والمُعَاناة... حِينذَاكَ أدركتُ أنَّنِي (يتيمةُ الأب والأم)!!... كائِنٌ حيٌّ يحملُ صِفةَ الوجود!!
عندما كَانَ عُمْرِي لا يتخطَّى الحادي عشر، هل يُفتَحُ لي باب الرَّجاء المُتشائِم ببريقِ الصَّلاح يشعُ مِنْهُ أَمْ تنتهِي الدُّنيا في عينِي فتسودُّ؟
كنتُ أفكِّرُ، مَنْ أنا؟!
تعتصرُني العَبَراتُ المكتومةُ التي مَلَأت الحناجرَ!
مُرِيعًا ومُفْجِعًا، كما لو كنتُ أتذكَّرُ شيئًا مِنْ أيام طفولتي!!
أتيتُ بكِ اليومَ؛ كَيْ أَرْوِي لكِ أحلامي الَّتِي أردتُ تحقيقَها، كما كنتُ أفعلُ في كُلِّ مرَّةٍ أحتاجُ فيها لصدرِكِ يضمُّني!
دَعِينِي آخذُكِ إلى بدايةِ قصَّتِي، لَنْ أطيلَ عليكِ.
قصَّتي لَمْ تنتهِ بعدُ، رُبَّما حان الوقتُ؛ لأقصَّ عليكِ حكايتي الَّتِي تستغرقُ وقتًا أطول مِمَّا كنتُ تعتقدينِ؛ لِذَا في المقام الأوَّل يجبُ عليكِ أنَّ تتحلِّي بالصَّبر.
عندما كانت الأمهاتُ تداعبُ أطفالَها فِي شتَّى أنحاء العَالَم، كانت الأمُّ الفلسطينيَّةُ تلجأ بمشَاعِر الأمومة المُتدِّفقة للإمساك بقلمٍ؛ لكتابة أسماء أطفالِها عَلَى أطراف أجسادِهم الغَضَّة!!
حتَّى إذا اُستُشهِدُوا بقصف صواريخ الصَّهاينة مِنْ زِنة ألف طنٍ، يجدُ المُنقِذُون بعض أطرافِهم المُشتَّتة هُنَا وهُنَاك، فيجمعُونَها في كفنٍ واحدٍ أو مع أجزاء أخرى مِنْ أطراف أجسادٍ تحملُ التَّوقيع الحزين نفسه!!
في يومٍ اقتحمتْ قُوَّات الاحتلال الإسرائيلي مُسْتَشْفَى للأطفال بشمال قطاع "غَزَّة"، وطردتْ طاقمَهُ مِن الأطباءِ والمُمرِّضينَ!!
والمُثِيرُ أنَّ قُوَّات الاحتلال منعت الأُسَرِ مِنْ نقل أطفالِها الذين كانُوا في العناية المُركَّزة؛ مِمَّا اضطرَّ تلك الأُسَر تحت التهديد بالقتل إلى ترك فلذاتِ أكبادِها لمصيرِها!!
كنتُ أنا مِنْ بين هؤلاء الأطفال!!
بعد أربعة أيامٍ انسحب الجيش الإسرائيلي، وعاد الأطباءُ إلى المُسْتَشْفَى الَّتِي أوشكتْ عَلَى الانهيار، والمساهمة في تخفيف مُعَانَاة الجَرْحَى، فوجدُوا جُثَث الأطفال جميعهم قد تحلَّلتْ إلَّا أنا!!
أراد اللهُ لي البقاء عَلَى قيد الحياةِ؛ لأنَّ البقاءَ رغبةٌ، والبقاءُ دُونَ رغبة حياةٍ زائفةٍ... حياة مليئة بالمُجَاملاتِ... حياة تنقصُها حياة!!
ظللتُ أربعة أيامٍ أنظرُ إلى جُثَث الأطفال، وأنا أُنْصِتُ في توتُّر، لم أسمع صوتًا!!
والسُّكُونُ يلفحُ أُذني، كَانَ الصَّمتُ والسُّكُونُ يُنْصِتَانِ إلى بُكائي المُفْرِط، أدركتُ ذلك، عندما لم أجد أحدًا يستطيع الرَّدَّ عليَّ!
كنتُ لا أَعِي شيئًا مِمَّا يحدثُ، وتزاحمت الهلوساتُ في رأسي مثل: تيار الخمر، يغمرُ خيالي في لحظةٍ لا أَعِي فيها إدراكي!
رجعتُ بذاكرتِي لحظة سُقُوط قذيفةٍ صاروخيَّةٍ في أثناء خروجي مِن المدرسة الابتدائيَّة، أصابتْني شظيةٌ في قَدَمِي مِن الشَّظايا المُتنَاثِرة، لم أدرِ ماذا صار مِنْ حولي، إلَّا حين استفقتُ فِي ذَاكَ اليوم مِنْ عَلَى سريري في المُسْتَشْفَى!!
كان والِدِي رافضًا النُّزوح نحو الجَنُوب، ومغادرة المدينة قسرًا؛ بسبب الهجمات والتحذيرات الإسرائيليَّة بإخلاء المدينة، رفض تركَ أرضِهِ الَّتِي عاش فيها، حتَّى إن ضاقتْ به الأحوال.
كان يقولُ:
– إذا تركَ كُلُّ فلسطيني مكانَهُ؛ خوفًا مِن القَصْفِ، فلن تبقَى لنا ذِكْرَى أو مكانًا!!
الأرضُ أَرْضِي!!... إمَّا أن أَحْيَا عليها، وإمَّا أن أُدْفَن في باطنِها!!
أرضُنا هِيَ جسدُنا!!
كنتُ أستشعرُ كلماته الدلاليَّة عَلَى الحماسة، نابعةٌ مِنْ قلبٍ، وعن يقينٍ بحُبِّ الوطن وتُرُابه، فطرةٌ تَسْرِي مع الدَّم، ولو كان الوطنُ كُثبانَ رملٍ بصحراء! وطنِي ذلك الحبُّ الَّذِي لا يتوقَّفُ، وذلك العطاء الَّذِي لا ينضبُ!
كانتْ هذه المشَاعِر تأتي إليَّ طواعيةً، تحملُ نفس المعنى الَّذِي يدورُ في نفسي.
يَا إِلَهِي!!... لَقَدْ نسيتُ أَنْ أُخبِرَكِ عن سرٍّ خطيرٍ في قصَّتِي، كنتُ أَنْوِي إِخْفاءَهُ عَنْكِ، ولكن لَاْ تنضَجُ ثمرةُ القِصَّةِ إِلَّا بِهِ:
وُلِدتُ بغَزَّة لأسرةٍ بسيطةٍ، فِي حَيّ "الشجاعيَّة" شرقِي قطاع "غَزَّة" الواقع جنوب غربِي فلسطين، وسكنتُ حَيَّ "الشجاعيَّة"، تفوَّقتُ في دراستِي، وتزوَّجتُ، وأنا في بداية الثانويَّة العامَّة، لكن لم يمنعني الزَّواج مِنْ إكمال دراستي، فواصلتُ، وقدَّمتُ لامتحانات الثانويَّة، وأنا حاملٌ بمولودِي الأوَّل، ثُمَّ أنجبتُ ستةً مِن البَنينَ، وبنتًا واحدةً فقط، ورغم كُلِّ ذلك لَمْ أنسَ ليلة الجُثَث السَّاكنة، عندما كنتُ طفلةً!!
أردتُ الانتقام مِن العدو الغاشم، كبرتُ، وكَبُرَ بداخلي الجهادُ الَّذِي ورثتُهُ عن وَالدِي، فتحتُ بيتِي للمُجَاهِدينَ، كنتُ أسمعُ كثيرًا عن وضع الشَّباب المُطارَدينَ الَّذِينَ لا يجدُون بيوتًا آمنةً، ومُناسبةً؛ لإخفائهم عن أَعْيُن الجيش الإسرائيلي ومُخَابراتِهِ!!
ابتكرتُ فكرة حفر الخندق خلف المنزل؛ ليكونَ مخبأً للشَّباب المُقاوِم المُنَاضِل، استشعرتُ أُمومتِي تجاه أبناء الوطن المُنَاضِلينَ والمُجَاهِدينَ.
كانت البدايةُ، حين تحوَّل منزلِي إلى غُرفة عمليَّاتٍ، مِنْها ينطلقُ المُجاهِدُون لتنفيذ العمليَّات العسكريَّة ضِدَّ الاحتلالِ، يُقاتِلُونَ، ويُصِيبُونَ، ويبثُّون الرُّعب في قلوبِهم، ثُمَّ يعودُون إلى منزلِي؛ ليختبئوا فيه.
إلى أَنْ وَشِيَ به أحدُ عُمَلاء الصَّهاينة؛ فحاصرتْ قُوَّات خاصَّة إسرائيليَّة المنزل، دارتْ حينها معركةٌ اُستُشهِدَ فيها عددٌ مِنْ أبناء المُجَاهِدينَ!
رغم ما تعرَّضتُ لَهُ، لم أترك النِّضَال الوطنيّ؛ لتحقيق حُريَّته، واستقلالِهِ، وتحقيق مصالحِهِ ورفاهيتِهِ.
كَانَ أبنائي يكبرُونَ، وتتفتَّحُ أَعْيُنُهم، وتَرَى المُجَاهِدينَ أثناء إيوائِهم في منزلي؛ حيثُ تفيضُ أَعْيُنُهم بالدَّمع مِن الحَقِّ الَّذِي عرفُوهُ.
تَرَبّوا عَلَى الجهاد، وترعرعُوا في حُبِّ الوطنِ، فطرةٌ تربط الإنسان بأرضِهِ وتاريخِهِ، فطرةٌ إنسانيَّةٌ تجرَّد عنها ومنها أصحاب القُلُوب الفَظَّة، والعُقُول المُغْلَقة!!
رأيتُ في ابني البالغ عُمره سبعة عشر عامًا حُبَّ الجهاد، شجَّعتُهُ عَلَى ذلك، وقدَّمتُهُ للتَّدريب عَلَى تنفيذ عمليَّةٍ فدائيّةٍ، وحين جاء الموعدُ، أوصيتُهُ بألَّا يعود إليَّ إلَّا مُثْخنًا فِي عدوه، محمولًا عَلَى أكتاف الرِّجال، وأنا أقبِّلُهُ قُبُلات الوَدَاعِ، وأعلمُ أنَّهُ ذاهبٌ بلا رجعةٍ!!
فذهبَ في عمليَّة اقتحامٍ قُتِلَ فيها تسعة جنود إسرائيليينَ ثُمَّ اُستُشهِدَ!!
أمَّا وَلَدِي البكرُ، هو أوَّلُ مَنْ صنعَ صاروخًا في فلسطين، وعندما نجحَ، جاء إليَّ يُبشِّرُني.
كَانَتْ فرحَتِي لا تسعُها الدُّنيا، ومَنْ عليها، ثُمَّ بدأ في تجهيز طائرةٍ بدُونِ طيَّارٍ، استعانَ بموادٍ بدائيَّةٍ، واَشْتَرى طائرةً خُردةٍ؛ كَيْ يستخلص منها قِطَع غيارٍ، لكن عَلِمَت الصَّهاينةُ؛ فدبَّرتْ لَهُ مكيدةً، وزرعتْ قنبلةً في الطَّائرة الخُردة الَّتِي اِشْتَرَاها، انفجرتْ عُبوةٌ ناسفةٌ كانتْ بداخلِها، وكان مَعَهُ ثلاثة آخرُون!!
اُستُشهِدَ وَلَدِي الثَّانِي!، وكَانَ لِسَانِي لا يلفظُ إلَّا بكلماتِ الشُّكْر، والحمد لله، بأن أكرمني باستشهاد ابني الثَّانِي!!
ولَمْ يَمُرّْ عامانِ حتَّى اُستُشهِدَ وَلَدِي الثَّالث، بعدما قَصَفَت الطَّائراتُ الحربيَّةُ الصهيونيَّةُ سيَّارتَهُ في قطاع "غَزَّة"!!
الابنُ كسرةٌ لا يشعرُ بها إلَّا مَنْ عَانَاها!!
كما قَضَى وَلَدِي الرَّابعُ إحدى عَشْرَة سنةً أسيرًا في سُجُون الاحتلال الصهيوني، فما كان عليَّ إلَّا أن أصبِّر النِّساءَ والنَّاسَ الذين كانُوا يأتون لمُوَاساتِي في أبنائِي!!
أَمَّا عن وَلَدِي الخامسِ، تجرَّعتُ مرارةَ الألمِ، لكنَّهُ أهونُ مِنْ ذُلِّ الانكسارِ، كَانَ حينَ قامتْ جنودُ الصَّهاينة بذبحِهِ أمام عينيّ بلا رحمةٍ، ولا شفقةٍ!!
في منظرٍ مُؤلمٍ، سيَبْقَى خالدًا في ذاكرةِ كُلِّ مَن رآهُ انتقامًا منّي، لكنَّنِي تسلَّحتُ بالصَّبرِ ورباطة الجأشِ؛ لأنَّنِي عَلَى يقينٍ أنَّهُ في مكانةٍ عند ربِّنا خيرٌ مِن الدُّنيا، ومَا عليها؛ فسيعوِّضُهُ اللهُ في الآخرة، والآخرة خيرٌ وأَبْقَى، وما عندَ اللهِ خيرٌ للأبرار.
كان الاحتلال يعتقدُ أنَّهُ باستهدافِ أبنائِنا سيكسرُ عزيمةَ شعبِنا.
نقولُ لَهُ:
– إنَّ هذه الدِّماء لن تزيدَنا إلَّا ثباتًا عَلَى مبادئِنا، وتمسُّكًا بأرضِنا!!
كنتُ أَرَى شَباب المقاومةِ الفلسطينيَّةِ أبنائي؛ فلا فرقَ بينَ ابنٍ وابنٍ؛ لذلك كان ابني مِنْ صُلْبِي ليس خيرًا مِن الَّذِينَ اُستُشهِدُوا، كان كفاحُهم مِنْ أجل الحُريَّة والتَّحرير، وبطولات الكثير مِنْ رجالِها الَّذِينَ ضحُّوا بأنفسِهم؛ مِنْ أجلِ تحرير أوطانِهم، وتضحيات الكثير مِنْ نسائِها، وإصرارهُنّ عَلَى الدفاع عن حقِّ أبنائِهِنّ في أن يكونُوا أبطالًا وقادةً.
هُنَاكَ الكثير مِن الأبطال في فلسطين، تشكِّلُ قصصُهم مرحلةً جديدةً مِن الكفاح، والمقاومة، والإصرار؛ فقد أبدعُوا، وابتكرُوا، وأنتجُوا أفكارًا جديدةً؛ ليحرِّرُوا بها أرضَهم، حتَّى صور شهدائِنا تثيرُ الخيالَ الَّذِي سينطلقُ؛ ليكتشفَ آفاقًا جديدةً للكفاح، والمقاومة، والتَّحرير، بَدَتْ هذه اللوحة الإنسانيَّة مُؤلِمةً حزينةً، تُبْكِي مَنْ يراها.
لَمْ يبقَ لِي مِن الأبناء إلَّا ولدٌ واحدٌ!!... كَانَ مُصَابًا بمُتلازِمة "داون"! أُصِيبَ في آخر عُمره بالتوحُّد؛ مِمَّا زاد أوضاعه الصحيَّة تعقيدًا!
كنتُ أقومُ بتغيير ملابسه، وتنظيفه، ولا يكادُ يأكلُ ولا يشربُ إلَّا مِنْ يدي، ولا يتحرَّكُ إلَّا بمُساعدتي.
أمَّا البنتُ الوحيدة، تزوَّجتْ بعد وفاة زوجِي، وأصبح لديَّ حفيدة جميلة، عندما كَانَ عُمرها لا يتخطَّى الحادي عشر، كنتُ أَرْوِي لها قِصَّتِي:
– أردتُ الآنَ، وأنا عَلَى فِرَاش المرضِ، ولو أنَّ اللّهَ مَنّ عليَّ بالعافية، فإنَّ أوَّلَ ما سأفعلُهُ، هو: زيارةُ قَبْرِ جَدَّتِي، ولكن دعيني الآنَ أكملُ قصَّة جدَّتكِ قبل أن يُباغتنِي الموتُ فجأةً.
لقد كبرتُ بما فيه الكفاية، ولَمْ أعدْ أَقْوَى، ولم تَعُدْ أنيابُ الحياةِ تُفْزِعُني، حينَ أُصِبْتُ بهذا المرض الَّذِي لا يوجدُ لَهُ دواء!... صرتُ أَرَىَ ما بعد الفجر الَّذِي حلمتُ فِيهِ برؤية فلسطين حُرَّة!!
– مِن المُفترِض عليكِ أن تستلقِي الآنَ، وتستريحِي يا جدَّتِي بعد تناولِ الدَّواء، لقد أنهككِ الحديث عن جدَّتِي الكُبْرَى، وسوف نكملُ فيما بعدُ.
– لا يَا بُنيتِي!... أشعُر أنَّ الأجلَ قد اقتربَ، وكَمَا قال الشَّاعر:
"نُعلِّلُ بالدَّواءِ إِذَا مَرِضْنَا فهَلْ يَشْفِي مِن الموتِ الدَّواءُ؟
ونختارُ الطَّبيبَ فهَلْ طبيبٌ يُؤخِّــــرُ مَا يقدِّمُــهُ الــقضـاءُ؟"
وأنتِ الآنَ قد بلغتِ الحادي عشر مِنْ عُمركِ، وأصبحتِ تدركينَ ما أقولُهُ لكِ، نفس العُمر تقريبًا، حينَ كَانَتْ جدَّتِي تقصُّ عليَّ قِصَّتَها هذه، وهَا أنا أفعلُ كما فعلتْ.
فلا بُدَّ أن تَعْلَمِي قِصَّة جدَّتكِ الكُبْرَى الَّتِي تُوفِّيتْ، بعدما وهبتْ نفسَها وأبناءَها للجهاد في سبيل الحقِّ والوطنِ، ومَا ذَاكَ إلَّا لِمَا يترتَّب عليه مِنْ نصرِ المُؤمِنينَ، وإعلاء كلمة الحَقِّ والدِّينِ.
والآنَ أريدُ مِنْكِ، عندما تتزوَّجينَ أَنْ تُعلِّمِي أبناءكِ؛ حتَّى تتوارث الأجيالُ حكاياتٍ مِنْ كفاح المرأة الفلسطينيَّة، حكايات مُؤثِّرة محفورة في ذاكرةِ كُلِّ فلسطينِي وعَرَبِي.
كما كَانَتْ جدَّتِي تقولُ دائمًا:
– الابنُ غالٍ، لكنَّ الوطنَ أَغْلَى!!
(تَّمَتْ)