صوت القلوب
(مهداة إلى علي الجابر والشعب الليبي البطل)
| هدهدْ خطاك فشعبنا فوّارُ | ودعِ الكلام فجمعنا الثـوّارُ |
| هذا الهتاف من القلوب تردُّداً | وصدى الحناجر قادمٌ هدّارُ |
| ثوري عروبةُ أو عقيدةُ ها هنا | سـرُّ الحقيقةِ والصدى الموَّار |
| دوري على العتبات نوراً يرتوي | بدم الشهادة تُزهرُ الأشجار |
| وسنا الشعاب زنابقٌ ومشاعلٌ | تجري على كنفِ الرُّبى أنهار |
| في البحر والصحراء تمخر ليبيا | نضاخة وعلى الجبين الغار |
| هل يصنع التاريخَ إلا ثورةً | لبّى نـداها شـعبُها المغوار |
******
| دعني أناظرُ يا إلهي مـرَّة | وأرى الطغاة إلى الخنادق صاروا |
| وأراهمُ تحت الرغام تمدُّداً | كالهاربين وفي الزمان صغار |
| فهمُ الغثاء على الرؤوس تجبَّروا | وتحصَّنوا خلف الجماجم ساروا |
| إبليس فرّ من الخديعة والخنا | وتقزَّمَ الفعل الخسيسُ العار |
| هيئْ متاعك فالرحيل على شفا | جرفِ الهوان سفوحه الإنذار |
| صنمٌ تهاوى كالغرابِ تقهقراً | وتوارتِ الأزلام والأحجار |
******
| مزَّقت قلبي يا (عليُّ) لأنهم | غدروك ظلماً في النداء وجاروا |
| قد أقفلوا كلَّ العيون وكمَّمُوا | نـُطْقَ الشفاهِ فماتتِ الأخبار |
| وتعطَّـشتْ فينا السريرة تصطلي | وأصابنا في الغائبين أوار |
| صوَّرتَ تفضحُ بطشهم وفعالهم | عدساتُ مغوارٍ في عينهم نار |
| قد جئتَ بالشرف الرفيع على الذرا | ومشيتَ في مالصادقين اختاروا |
| ونقشتَ في سِـفرِ الخلود نجومَه | لتزول من طرق الورى أسوار |
| قدَّمتَ روحك للحقيقة مهرَها | أنت الكريم وها ؤم الأحرار |
| قسماّ وظلُّ الوارفات على المدى | عضدُ الحقائق صِنْوهُ الإعصار |
| فاهنأْ أخيَّ على الجنان تهافتاً | بين الخمائل بلبلٌ وهزارُ |
| زهرٌ تضوَّعَ في الربوع رحيقه | ودمُ الشهادة يا أخي أنوار |
| فدقائق الأيام حبلى بالعلا | والقادمات كأنهنَّ نضَار |
| قولوا لأذناب الطغاة هنيهة | زخم الشعوب محطة وقطار |
(مهداة إلى علي الجابر والشعب الليبي البطل)
