شهوة الرماد
| لمعتْ بروح وميضها الأجواءُ | وتطهّرتْ برمادها العنقاءُ |
| عفوية عربية مصرية | تطوي الزمان وفي النهوض ثواء |
| أنوارها وهديرها وخريرها | ألقٌ ونـبـضٌ ماردٌ ونقاء |
| هذا الجناح يحوم في أرجائها | مـدّا وسهلاً للجبال غطاء |
| سطعتْ بدور الحق في أصواتهم | وتقاطرتْ بحشـودهم آلاء |
| أجموع مصر على الربى آثارها! | وجموع مصر تقودها العظماء |
| هذي الحناجر رائع أوتارها | نبراس جيل مهده العلياء |
| تيهي عروبة ، تاج عرسك باذخ | وله على هام البهاء بهاء |
| يا شعب مصر وأنت في نبضاتها | وبقمة الشرف الرفيع حداء |
| وشموخك الرامي إلى جوزائها | فرحتْ بجود صعودك الجوزاء |
| ألهبتَ في كل البطاح مشاعراً | والحقُّ فيك إشـارة زهراء |
| وعمرتَ في صدر الورى أنشودةً | ألحانها التهليل والخيلاء |
| وأتيتَ من كل الصنوف شرارة | درجتْ إلى كبد السماء ذكاء |
| حرية ميدانها يهبُ النهى | أصواتَ فخرٍ فالدنى أصداء |
| ودم الشهيد يطير من أكفانه | ويجول منه سلافة وشفاء |
| تاريخ مصر مهابة وسماحة | وعقيدة محفوظة وولاء |
| السرب يومئ والنفوس بشارة | كالبحر كالنيل العظيم عطاء |
******
| غرفُ القلوبِ تصحّرتْ أرجاؤها | أصفادها صدئت وساد وباء |
| ورئيس مصر تجذَّرتْ أنيابه | الجبن قال إرادة وقضاء |
| ومضت سنونٌ وهْوَ يجمع أمره | جذع وغصن واللحاء سواء |
| من حوله قطط تعاظم شحمها | وعلى الجبين شهادة سوداء |
| وأتى الهدير رعوده موّارة | دوّتْ وفيها الهبَّةُ العصماء |
| وهوى النظام تهدَّمتْ أوصاله | وتساقط العملاء والسفهاء |
| هبّي إلى صحن الكرامة واعصفي | درب الكرامة وقفة ونداء |
| هذالواء الشعب ينطق بالسنا | يا شعب وشمك راية خضراء |
| هل تشتهي العلياء من يرتادها | أم من يناضل عرشه الشهباء |
