الأربعاء ٩ كانون الثاني (يناير) ٢٠١٣
بقلم فيصل سليم التلاوي

طرب الفؤاد وهاجهُ شَجنُ

طرب الفؤاد وهاجَهُ شَجَـــــنُ ونَأَتْ به الشُطآنُ والسُفنُ
وتقطعتْ من هَــــــــولِها سُبُلٌ لا ســاكنٌ فيها ولا سَكَــنُ
وهفا إلــــــــــــى ظِلٍ ومُنقلبٍ يَحنو على أطياره وطـنُ
هام الغــــــــــريبُ بكل ناحيةٍ إذ أوصدت أبوابها المـدُنُ
جَــــــــــــوّاب آفاقٍ يدور بها حتى يُنَهنِهَ خطوَهُ الوهَـــنُ
وتلوكُهُ الطــــــــــرقاتُ تقذفهُ ما حدّهُ شــامٌ ولا يمــــــنُ
عبر الدروب تضيع خطــوته حتى يُغيِّبَ وقعَها الزمــنُ
بستانُ عائشــــــــــــــةٍ يُظللهُ يكفيه مــن أفيائهِ فنَـــــــنُ
حجرٌ يجاور بيت عائشــــــةٍ يا طيفها أزرت به المِحَـنُ
وعدا عليها الدهــــر ، خلَّفها روحًا تُهَــوِّم ما لها بَـــــدنُ
عينان واســــــعتان إن هَمَتا بالدمع تُغدقُ فيضَها مُـــزنُ
يا ليت عائشــــــــةً بمغزلها منها تُطــــوّق جيدهُ مِنَـــــَنُ
وتحيكُ يُمناها لـــــــــه كفنًا سلمت يَمينكِ أنتِ والكفــــنُ
يا صاحباً رقّت شــــــمائلهُ وســرَت به الأنواءُ والدُجَنُ
أوما مررت بأرض نابُلسٍ وحنا عليك بســـفحها حِضنُ
أو شنّفت أذنيك صـــادحةٌ ورقاءَ هامت خلفــــها الأُذنُ
أو ظللتك ظـــــلال وارفةٍ وكســـاكَ من زيتونةٍ غصنُ
هلا حملت لعاشــــقٍ دنِفٍ لم يغتمض فـــي ليلهِ جفـــنُ
أخبار من حلّوا ومن رحلوا وحديث مـن في قلبها سكنوا
أشــتاق تربتها وصخرتها وأريج من في تربها دُفنـــوا
إني أحِــــــنُّ إلى مرابعها ويهيج شوقي الوجدُ والشجنُ
لطفــــولةٍ وصِبًا بجيرتها أيام كان الشـهدُ واللـبـــــــــنُ
لكننــــــــــي ناءٍ بمُنقَطعٍ أشكو الأولى غَبنوا لمن غُبنوا
وأظل أسمع رجعَ أغنيتي ملهـوفةً قد شفَّها حَــــــــــزَنُ
أمشي وأحملُ هامتي بيدي أو تســـتديرَ بأهلها السَنـَــــنُ

مشاركة منتدى

  • أخي الشاعر جميل ما قرأت لك ها هنا، الذكريات صدى السنين الحاكي (صدق أمير الشعراء)، نغترف منها ما يُؤنس قلوبنا وتغترف منّا عمرنا لكنها تبقى معنا لأنها تاريخنا وبدونها نصبح لا شيء سوى جسداً خواء لا عاطفة به ولا حياة، أعجبني بوحك ورقيق شعورك ونبل عطائك الواضح في أبيات قصيدتك الجميلة، اشكر لك مشاركتنا بها. ودمت عزيزاً أخي الكريم.

    أخوك/ أحمد توفيق أنوس - لبنان طرابلس

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى