

طِينٌ مِنْ دَمٍ وَبَارُود!
يَا مُعتِمًا!
آفَاقُهُ أغلَالُنَا! ..
كَمْ تشتهيْ سَفكَ الظَّلَامِ نِصَالُنَا!
كُلِّفتَ حَتفَ الكَائِنَاتِ، جَميعَهَا ..
بِعدَائِنَا؛ فعلى النّجومِ رِمَالُنا!
أزَلٌ جَريحٌ، نَحْنُ ضمّادَاتُهُ ..
أَبَدٌ أَكيدٌ، يَأسُهُ آمَالُنَا
تَغلِي بنا الحُرّيّةُ الحَمْرَا،
متى .. أدركتَ ذروتَهَا؛
فتِلكَ ظِلَالُنَا!
الْدَّمْعُ مَدّ العَينِ،
طِينُ ضِفَافِهِ الـ .. ـبـارودُ، والدَّمُ؛
لَا يَجِفُّ نِضَالُنَا!
سيّانَ مَوْتٌ، والبَقَاءُ، كِلَاهُمَا ..
تَحتَ التُّرابِ، وفَوقَهُ؛
ما حالُنا؟
قَبِّلْ ثَرَانَا؛ إِنْ شرُفتَ بِخطوِنا
لِيُضيءَ أفئِدَةَ الجَوَابِ سُؤالُنا!
الشّاهِقونَ؛ عِظَامُنَا آساسُهُم ..
وَالهَانِئونَ؛ أمَانُهُمْ أَوجَالُنَا
أَوطَانُنا عِشْقٌ، سَماءٌ؛
هَلْ سِوى الــ .. ــعُشّاقِ،
والطّيرِ_الشّهيدِ_ تَخَالُنا؟
إنّ اتِّزانَ الأَرضِ وِقفَةُ ثَائِرٍ ..
فَإِذَا سَقطنَا؛ رُبّما ستَطَالُنَا
تَحْتَلُّ شِبرًا، سَاخِرًا مِنْ كَونِهِ ..
حقًّا، وَفِيْ صَلصَالِهِ آصَالُنا!
تَغتَرُّ أَنّا بالحِجارَةِ، أَنتَ
بالرّشَّاشِ،
وَهيَ بيوتُنا، وجِبَالُنا
فالخَارِقُ، الجبروتُ ليسَ بقامةٍ ..
طولى؛ تهابُ جلالَهُ أطوالُنَا!
هُوَ آخِرُ الشّيطَانِ، أوّلُ آدمٍ ..
لَمّا أراقت وجههُ أوصالُنَا!
تَنسَى جَرائِمَكَ الّتي إِمّا
فناؤكَ
أَوْ فناؤكَ، عفوُهَا، وزَوَالُنَا!
كُلُّ التّفَاصِيلِ امتدادٌ لِلّذي ..
عِشنَاهُ، والأحبَابُ؛ كَيفَ وِصَالُنَا؟
هَشّمتَ عالَمَنَا البريءَ،
فأينَ قَد نَغفو،
وَصيحاتُ الرّدى تَغتَالُنَا؟
حَسبُ البِلَادِ رَصَاصُ غَدرٍ لَم تزَل ..
بِعروقِنَا، تَدنو بِهَا آجَالُنَا
هَذي مَسَاقِطُنَا، عَرَصنَا هَا هُنَا! ..
عُمْرًا زُلَالًا، طَيشُنَا مَوّالُنا
عُريٌ بَواحٌ قارِسٌ، ونخيطُهُ ..
دفئًا، فذَاكِرةُ الشِتا أسمَالُنا!
نَحسو الغِنَاءَ العذبَ، نَخبَ بَساطَةٍ ..
حَتّى لَيبتَدِعُ السّلوَّ مَلَالُنَا!
زُرّاعُنا يُلقونَ حَبّ قلوبِهم ..
تربو، فتعيا بالسِّلَالِ جِمَالُنَا
ونساؤنَا يهمسنَ، عودوا كُلّما ..
ودّعنَنا للحربِ، هُنّ كَمالُنا!
لَنُكَافِحَن، صُمُودُنَا مَاءُ
الخُلودِ
المُستنيرِ، أُفولُهُ إليالُنَــا!
غَادِرْ وَخَذْ أحقَادَ غابِكَ،
قُلْ لَهُمْ:
يَفدِيْ حِمَانَا سِلمُنا، وقِتَالُنَا!