السبت ٢٨ حزيران (يونيو) ٢٠٢٥
بقلم رنا كمال العسلي

على ناصية الدم

على ناصيةِ الدمِ
أوراقُنا المحروقة
وأجسادُ ضمت قرابينها.. أصواتها الأخيرة.. تعرت الحقيقة
نازحون نحنُ.. نطاردُ السكينة.. وخلفَ أحلامنا خانتنا جدراننا
الموتُ هناك.. يلوكُ زمننا.. ينظرنا بعين خبيرة .. ويطوينا في سجلاتٍ منسية
هويناً يمشون على صمتي
يحملون كؤوس ضحكاتهم ويتوارون خلفي
وأنا سراب
كل المدنِ حولي تئنُ دروبها
موجوعٌ جسدي.. حملوهُ قليلاً.. ثم هرولوا خلف بضاعتهم
الساحةُ التي أمامي تفتقرُ الرصيف.. فوانيسها تحرق زيتَ أخبارها
ونحن الرماد
قد يهذي التاريخ .. حين تصيرُ البارودة منهجاً
وتهبطُ السماء في لحظةٍ.. ونصبحُ بلا أعينٍ ولا أفواه ..
أريدُ ذاكرةً جديدة... وبعضاً مني أنا..
تلك التي سُلبت مني .. وضاعت هويتي
الأرض عطشى.. تمزج تربتها بدم صالح..
تحاولُ التقاطَ أنفاسها الأخيرة.. الحنطة ماتت
من منا أشعلَ ديوان الحزن.. حين تتلوى القصيدة.. تعارك جنودها الألف..
تمحو دمهم عن تاريخٍ كاذب.. تعيدهم أحياء علهم يبنون العقيدة
ضاعَ الجيل يا أبتِ.. ضاعت قيمنا وضاع الزمن.. نُتلف من مروا من حولنا.. ونبقى الفراغ الوحيد..
الشمس في وطني تبكي.. يقطعون أشعتها.. يرجمون جسدها.. يقفون آخر الطابور كي ينتهي الخبز
تئن الوسيلة.. حين أصابعنا تحترق.. أعيننا تنتهز فرصة للهروب.. والجسد خائن
يقولون تعالوا ها هنا..
ارموا أحمالكم وتعاضدوا.. الفكرة تصبح بيدر والأرض تصير معسكر..
وأيادينا تنبتُ من جديد.. حين ما في العقل ينهض
يقولون تعالوا أكثر
فيتناسلُ القمح والتفاح وكل ما خفنا منه يوماً
صار أخرق
كنا نبكي زجاجنا المكسور.. الآن نعجن الدعاء
ونخبز اليقين
ونأكل من تسابيح صمودنا .. كي يتوارى البكاء
لا شيء كالآن.. فالماضي سكين على أعناقنا.. ونحن اعتدنا تخوين الأرض والثقة في الجلاد
وحين عبرنا ظلالنا.. انكمشت الحقيقة
فلنسمع صوتَ قصيدتنا.. حين ترتدينا كوشاحٍ.. تلوحُ للقادمِ بأعيننا.. وتنسى الخوف
فلنسمع صوت يقين صادق.. كلمسة المحب الأولى.. لوجنة التراب
حين بعد صبر يهطل على أرضه فتورق
النهاية


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء او المديرات.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى