الاثنين ١٩ أيار (مايو) ٢٠٠٨
بقلم عبد الغفور الخطيب

عَبْرَ نافذةِ طُلوعِكِ

قبلَ أنْ تستيقظَ الطُّيورُ
وقبلَ أنْ تُريقَ أغنياتِها الصّافيةَ
على مسمعِ الوجودِ
أَفتحُ دفترَ رسمٍ جديداً
وأرسمُكِ على أوَّلِ صفحةِ الفجرِ
وأُشهدُ الدُّنيا
على أُنثى النَّرجسِ التي أحبُّ.
 
أيُّ دربٍ لا تزرعينَهُ جمالاً وحسناً
ولا تطرِّزينَهُ غِناءً
هو دربٌ لم يعشْ بعدُ.
منْ دونِكِ لنْ أرى العالمَ إلا كابوساً مقيتاً
وقبحاً يغرزُ مخالبَهُ في جسدي..
ولأَنَّ وجودَكِ رائعٌ في حياتي
فلا تصلبيني على جناحِ الوقتِ..
لا تحرقي عينيَّ بُعداً وهجراً
لا تحرميني لَذَّةَ النَّظرِ إليكِ
وإلى الدُّنيا عَبْرَ نافذةِ طلوعِكِ.
 
لم يبقَ لي وطنٌ سواكِ
أَستظلُّ في فيءِ خمائِلهِ
أَهرولُ على شواطئهِ الطّويلةِ
وأَزرعُ أرضَهُ تراباً كترابي
له خصائصي نفسُها
أَبذرُ في أرجائِهِ قوافلَ فرحي..
لتنمو وتتفتَّحَ في لحظةِ وطنٍ فاتن.
 
لم أربحْكِ في اليانصيبِ
فلستُ ممنْ يؤمنونَ بالحظِّ..
ولم أعثرْ عليكِ مصادفةً
ولم آتِ بالكهانِ
كي يأتوني بكِ إلى حفلةٍ راقصةٍ،
تنسينَ فيها دليلاً يوصِلُني إليكِ؛
خاتماً
قرطاً
سواراً
حذاءً..
ولستُ عرَّافاً أَضربُ الرَّملَ
وأَقرأُ الكفَّ..
أستنطقُ العيونَ
أَنظرُ ما وراءَ الوجهِ
وما بعدَ البَعْدِ..
وأفعلُ ما أُريدُ ببعضِ الهينماتِ والإشاراتِ..
إنَّما أنا شاعرٌ أبدعتُكِ قبلَ أنْ أراكِ..
أحببتُكِ وأنا أكتُبُكِ في دفاترِ الماءِ،
وعلى صفحاتِ النّرجسِ والبنفسجِ والياسمين.
عشقتُك وأنا ألوِّنُ بريشتي رسمَكِ الملائكيَّ
وأنا أنقشُ جسدَكِ على صخوري البركانيّةِ.
تعبتُ حتّى صنعتُكِ في ذاكرةِ الكونِ
وأنا أنظمُكِ في سلكِ الوجودِ
ذرّةً ذرَةً..
حتّى صرتِ أمامي صورةً خارقةً.
....
حتّى بتِّ حبيبةً
أستهل بها قصيدةَ حياتي.

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى