الأربعاء ٥ أيلول (سبتمبر) ٢٠١٨
بقلم سلوى أبو مدين

غًادرتني فصولُكَ

كثيرًا مَا تعطي المعانِي أهميّتهَا!

حتّى وجهكَ الشاحبُ خضبتهُ بألوانِ الطيفِ..

كي أخرجَ عن المألوفِ!

لمْ أقصدٍ أنْ أغيّرَ تلكَ الملامحَ

وأعطيهَا هويةً جديدةً..

بل لأنزعَ عنك تلكَ النظرةَ السوداويةَ

التي بدأتْ تشيخُ رويدًا..

رويدًا وكأنّكَ تريدُ أنْ تصلَ بهَا إلى المجهولِ .

كنتُ أسيرُ معكَ في طرقٍ مختلفةٍ دونَ أنْ أفهمَ ماذَا يعنِي؟

في كلِّ منعطفٍ تسيرُ فيهِ أشمُّ رائحةَ الأقحوانِ

ولم أكنْ أعلمُ أنّكَ ستلقِي بي في دهاليزَ معتمةٍ.

يا للقسوةِ ومرارتهَا في طبعكَ

تستوقفني كلماتُكَ.. كمْ من مرّة ٍ

تجاوزتُهَا وأنتَ تلقي بهَا دونَ اكتراثٍ.

وفجأةً هبّت رياحُكَ العاتيةُ.

خثّرتْ جميعَ أحاسيسِي!

في لحظةٍ ذبلتْ حدائقُ الزنبقِ

التي رعيتُهَا لَكَ.

تركتُ باقاتِ دمعِي تجفُّ

ارتدَى قلبِي معطفًا داكنًا

ليسَ من السهلِِ أنْ يخلعَهُ

عندهَا

استعرتُ قوّتي من البحرِ

كي أواجهَ أمواجَكَ العاتيةَ.

كنتُ لا أملكُ سوى انتظارِكَ

خارجَ حدودِ العالمِ

حينهَا بادرتنِي بسؤالٍ أنهكَ قوايَ:

هلْ تكونُ نقطةُ البدايةِ ذاتُهَا عودةً للنهايةِ؟!

حاصرتنِي في حيّزٍ أكبر من قدرتِي

وأوسع من جرحِي.. في كلِّ مرةٍ كنتُ أرتقُ قلبِي

إذًا

أليسَ من نهايةٍ لهذا العذاب؟

كنتَ تعتقدُ أنِّ مصباحَ روحِي لا يخفتُ

فحينَ أردتُ أنْ اتّخذَ قرارِي

فاجأنِي المنعطفُ الثّانِي في طريقِي.

تمنيتُ أنْ أعودَ.. ولكنْ وقعُ سياطكَ أدمَى نفسِي

صدّع خلاياه

ألغيتُ كلّ المواثيقِ التي ربطناهَا في ليلةٍ مَا..

تحتَ نجمةٍ متّقدةٍ، وثورةِ موجٍ عاتيةٍ..

تناثرَ رذاذُهَا على وجهَينَا..

الصمتُ سيّجَ المكانَ.

لمْ أسمعْ سوى وقعِ خطاكَ

الثقيلةِ علَى الطريقِ

وأنتَ تحاولُ لفتَ انتباهِي..

ماذَا قلت حينهَا: وأنتَ تختلقُ العباراتِ؟

سأزرعُ في قلبكَ حديقةً من براعمِ الغاردينيَا

وأرويهَا من دمِي!

تساءلتُ حينهَا:

هلْ يأخذنِي الحبُّ أبعدَ ما يمكنُ؟

هكذَا بدَا صوتكَ المترددُ

عبرَ الأفقِ البعيدِ.

بالرغمِ من أنَّ ليلتنَا كانتْ لافحةً..

إلاّ أننا لمْ نشعرْ بوخزِ البردِ

دفءُُ حديثكَ كانَ كمعطفٍ دافئٍ

وبلا مقدماتٍ أطفأتَ كلّ شيءٍ!

اقتلعتَ بستانَ الأحاسيسِ من داخلِي..

إعصاركَ دمّر كلّ شيءٍ..

احترقتُ بصمتِي

أيّ عذرٍ تختلقهُ؟!

وأيّ موسمٍ ترتجيهُ؟!

كلّ شيءٍ تلاشَى..!

فصمتُكَ في تلكَ اللحظةِ

أسدلَ ستارَ النهايةِ

وتشظّتْ

أحلامِي

كضــــوءٍ

لمْ يعدْ سوَى فصلٍ واحدٍ اعتادَهُ (... ).

وسأظلُّ أحتفظُ لكَ بمحطةٍ

ولنْ يعبرهَا سواكَ

عذرًا سيدي.. فقلبِي لا تعبرُهُ فصولُكَ!


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى