فردوس عبد الحميد وليل الثعالب
تعيش الفنانة القديرة فردوس عبدالحميد هذه الأيام حالاً من النشاط الفني المكثف إذ تشارك في بطولة مسلسلين جديدين هما «شرخ في جدار العمر» و « ليل الثعالب». كذلك هي مرشحة للعب دور البطولة في مسلسل ثالث يجرى التحضير له هذه الأيام هو «السائرون نياماً» من إخراج زوجها المخرج محمد فاضل.
وعن كل هذه الأعمال قالت فردوس عبدالحميد إلى «الحياة»: «أوشكت على الانتهاء من تصوير دور البطولة في أحداث المسلسل الجديد «شرخ في جدار العمر» وهو من تأليف طارق ريحان وإخراج إلهام دراز، ويشاركني البطولة يوسف شعبان وأحمد ماهر وريهام عبدالغفور وغيرهم.
وأحداث هذا المسلسل تناقش قضايا تشغل المجتمعات العربية في السنوات الأخيرة، وفي مقدمها مشكلات سن المراهقة لدى جيل الشباب من الجنسين، والبطالة، وصراع الأجيال، وغياب القدوة والتربية الخطأ للأبناء. إلى جانب رصد ظاهرة تجارة الأعضاء البشرية سواء عبر سرقتها في بعض المستشفيات سيئة السمعة أو عبر استغلال حاجة البسطاء للمال ودفعهم إلى بيع أعضائهم».
وهذه الأمور يرصده المسلسل في قالب اجتماعي تلعب فردوس عبدالحميد من خلاله شخصية زوجة صعيدية تقوم بتربية أبنائها بمفردها في غياب زوجها الذي اتهم ظلماً في جريمة قتل هو لم يرتكبها. وهي أمام ضغوط الحياة تضطر لأن تطلب الطلاق منه وتتزوج بآخر. وبعد مرور 25 سنة تفاجأ بخروج زوجها السابق من السجن ومطالبته لها بأن يتعرف على أبنائهما إلا أنها ترفض وتخبره بصعوبة أن تقول لهم إن والدهم كان في السجن وليس متوفياً منذ سنوات كما اضطرت للكذب عليهم طوال السنوات الماضية. وأمام إلحاحه تهتدي لفكرة أن يعمل سائقاً خاصاً لدى الأسرة، ويشاهد ابناءه ويقترب منهم كل يوم من دون أن يخبرهم بحقيقته فيوافق وتتوالى الأحداث التي تحمل العديد من المفاجآت...
تشير فردوس عبدالحميد إلى أنها «سعيدة بالعمل مع المخرجة إلهام دراز التي تمتلك موهبة ورؤية متميزة كمخرجة تمتلك أدواتها جيداً». وتضيف ضاحكة وقد تذكرت الهجوم الحاد الذي شنه البعض عليها عندما فضلها زوجها المخرج محمد فاضل مؤخراً لتلعب بطولة مسلسل «السائرون نياماً» بدلاً من الفنانة القديرة لبنى عبدالعزيز.
«فوجئت في الفترة الأخيرة بهجوم حاد من جانب بعض من يجهلون تاريخي الفني الطويل، وكمّ الأعمال الناجحة التي قدمتها مع عشرات المخرجين. ووجدت البعض يدعي انني لا اعمل إلا مع زوجي المخرج محمد فاضل كيف هذا وأنا في هذا المسلسل اعمل مع إلهام دراز فماذا أقول لهم؟... ربنا يهديهم».
وتحدثت فردوس عن عمل زوجها قائلة: «محمد فاضل مخرج كبير ويعرف كيف ينتقي الممثل المناسب للدور وعندما يتوافر دور يناسبني يرشحني له. أما أنا فلا اقبل إلا بعد قراءتي للعمل ككل فنان وفنانة. فإن لي جمهوري الذي ينتظر اعمالي وصنعت اسمي ونجوميتي من خلال اجتهادي واعمالي المتميزة على مدار أكثر من ثلاثين سنة قدمت خلالها أعمالاً هي بمثابة علامات مضيئة في الساحة الفنية. ولا يزال كثيرون يذكرونني بأدواري في مسلسلات «بابا عبده» و «أنا وأنت وبابا في المشمش» و «الشارع الجديد» و «الصبر في الملاحات» و «هدى شعراوي». وكذلك دور السيدة تحية عبدالناصر في فيلم «ناصر 56» وغيرها من الأعمال الناجحة التي نلت عنها عشرات الجوائز والتكريمات. فكيف يقولون انني لا اعمل إلا مع زوجي؟... كيف هذا وأنا التي يُعرض علي عشرات السيناريوات فأرفض الكثير منها لأنها لا تناسبني تارة، او لضعف السيناريو تارة أخرى. من غير المعقول انني وبعد هذا المشوار أن أمثل في أعمال فنية لمجرد التواجد. وعندما عرضت علي المخرجة إلهام دراز مسلسل «شرخ في جدار العمر» أعجبت بالسيناريو ووافقت بعد أن وجدته يقدمني في شكل مختلف.
وتقول فردوس انها كفنانة لن تتوقف أمام «هواة قلب الحقائق» و «سأستمر اعمل مع محمد فاضل ليس لكونه زوجي ولكن لأنه مخرج كبير يشكل العمل معه إضافة لأي فنان. وقد عمل تحت قيادته غالبية نجوم مصر من عادل إمام إلى يحيى الفخراني والراحل احمد زكي... وغيرهم. وتلقى أعماله دوماً النجاح الجماهيري الكبير. وهو لا يجامل أحداً في عمله أبداً وعندما يرشحني لعمل فهو يكون واثقاً انني انسب من يلعب هذا الدور. وهو ما وجدته في مسلسل «ليل الثعالب» الذي بدأت في تصويره تحت ادارتة».
«ليل الثعالب» من تأليف وسيناريو وحوار محمد حسن الألفي، وتدور أحداثه حول الدكتورة نبيلة شكري التي تلعب دورها فردوس عبدالحميد وهي محامية ناجحة في مجال عملها ولكنها تعاني في حياتها الشخصية بسبب تصرفات والدها الذي يتهم في جريمة قتل، وأيضاً بسبب زوجها رجل الأعمال الوصولي الانتهازي الذي يؤمن بمبدأ الغاية تبرر الوسيلة لتحقيق الثروة والسطوة، وحين يرتبط بعلاقة قوية مع إحدى الراقصات ينتشر الخبر بين الناس ما يهز مكانة المحامية الشهيرة أمام منافسيها فتسعى لان تتدارك الأمر وتصلح ما أفسده والدها وزوجها.
ويناقش المسلسل تداخل العلاقات بين الشخصيات الثلاث إلى جانب التطرق لظاهرة انتشار الزواج العرفي بين الشباب في السنوات الأخيرة وما يترتب عليه من قضايا أسرية شائكة مثل إثبات هذا الزواج والأبناء وكثرة قضايا إنكار النسب القائمة بسببه، كما يتناول العمل ظاهرة تغلغل النفوذ الأجنبي عبر الشركات متعددة الجنسيات ومحاولة السيطرة على رؤوس الأموال المصرية والتحكم في الاقتصاد الوطني وهي من القضايا المهمة التي نسلط عليها الضوء من خلال هذا العمل الذي تعتبره فردوس عبدالحميد واحداً من «أهم الأعمال التي تشهدها الدراما المصرية في السنوات الأخيرة».
