الأربعاء ١٤ حزيران (يونيو) ٢٠٢٣
بقلم مصطفى معروفي

فلاح يقوم بإطراء السوقِ

كانَ أتى ليوازنَ بين مداهُ
وبينَ النهْرِ
ويأخذ نحو أقاصي الأرض
كبيرَ مشاغلهِ
فقريبا سيميلُ
لينظر كيف يدلُّ الطيرَ
على النبْعِ
يمدُّ إلى الليل يديهِ
يطلب إيواء طفولتهِ
في لؤلؤة الوقتِ
ويشرب نخْب الرغَباتِ الأولى
ليس له علمٌ بالغيبِ
ولكنْ
ها هوَ قد فسّرَ غايتَهُ بالأقمارِ
وفي معطفهِ خبَّأَ
عاصفةً للمخْملِ
ثم مضى يحفرُ بين الأسماء
متاهاً شبِقاً
ممشوقَ القامةِ...
(في اليدِ طلَلٌ
كاد يكون بعيدَ الشأوِ
لوِ الزمن المطلقُ صار جدارا للمرآةِ)
في الغرفةِ
كنتُ أهدِّئ من غلواء سريري
أغسلُ بالضوء سماءَ الحبق المونقِ
يندلع الظل على
مرْمَى حجرٍ مني
فأصير أنا الحبَّةُ والطلقةُ
والهامش ذو اليقق المعسولِ
(لمَ الغابات المطريّةُ لم تحبلْ بالبجعِ؟
وهل باع المرمَرُ لي قُبَبَ الريحِ
ومال إلى لَهَبهْ؟)...
ما زال الفلاح يقوم بإطراء السوقِ
لأن له ماشيةً تستوفي شروط البيعِ
بشكلٍ استثنائيٍّ
وبدون مشاحّةْ.

مسك الختام:
صافــحْ يدي بيدٍ لــــها عفويَّةٌ
أو من مصافحة التكلّفِ دعْني
إن التكــــلّــفَ من يعاملني بهِ
يبدو صغيراً لــي عديمَ الشأنِ


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى