

في الشّعر بقاء
ذاتَ خريفٍ مثمرٍ بالآهات
فلاحٌ سقيمٌ يفرش مائدةَ العزّ صلاة
يسكبُ فراتَ النّصر
يستعد لوليمة مع الموت عقيدة افتداء
هناك عند سفح التّلة، خلفَ الجدار
في أرضِ السّناء، مهرجانُ إسراء
أغصانٌ كهلةٌ تعزفُ الأنينَ
ظلالُ ذبائحَ، رنينُ رصاصٍ،استدعاءُ موت
أبوابٌ ترتمي أسرّةً للشهداء
فوق القدس غيومٌ حبلى بالرصاص
تنجبُ نهر دمٍ ممزوجٍ بزيتِ زيتون وإباء
في تلك الأزقّة، تحتَ قناطرِ البؤسِ
جدّةٌ، لا تزال تحوكُ أكفانَ الانتصارِ كِساء
دموعُ أمهاتٍ، تحوّلتْ إلى تجاعيدَ في وجه الأرض
قلوبُ آباء كسرتها أصواتٌ عوجاء
باعتْ فلسطينَ ببضعِ خطاباتٍ نكراء
وجوعى، تحو!ّلوا إلى قضبانٍ في سجن الّليل
وشفاهٌ عطشى ترتوي تلاوةً ودعاء
خطفتِ الرّيحُ أثوابَ الصّلاة من على الشّرفات
غفتْ عيونُ الأطفال من وقعِ صراخ الجرحى
وحدها القبّة صامدةٌ، تأذنُ بالرّجاء
الشّمسُ خجلتْ من زيارة الجوامع والكنائس
ضوءُ الوجوه كافٍ لإشعال مصابيحَ العزاء
كلّما سقط شهيدٌ شهقتْ حبّاتُ الزّيتون
كلّنا للأرض، للكرامة خلفاء
كلمّا فلسطين تنزفُ، أنحتْ قصيدتي سدّادةً لبنادقِ العدو البكماء
خلفَ السّياج، سيرحلُ ذاكَ الخريفُ
بأطفالٍ شفعاءَ، بأكفانٍ بيضاءَ، سيأتي ربيعُ الجلاء
على بابِ الأقصى العتيد
بالدّم، بالشّعر، بالحّب سنكتبُ
هنا فلسطين الحياة، هنا فلسطين البقاء
وسيرتفع عالياً صوتُ بلالٍ : اللهُ أكبرُ من القتلِ
الله يحبُّ الحياةْ