الثلاثاء ٩ آب (أغسطس) ٢٠١١
بقلم نبيهة راشد جبارين

فَجْرٌ... وَمُحاق

أيّتُها الأخواتُ والإخوان..!

كم يتعاقبُ الجديدان، ونحن في غفلةٍ من الزمان، قلّما يذكّرُنا طلوعُ الشمسِ أو غروبُها بالواحدِ الديّان، أو برسالةِ سيّدِ بني الإنسان، فلا نحن «نُفشي السلام، ولا نُطعم الطعام، ولا نَصِلُ الأرحام»، بل كل ما نريد هو «أن ندخُلَ الجنّةَ بسلام».

ألا ليتنا نتذكّرُ الآياتِ الكريمة، ونتدبّرُ غاياتِها العظيمة، ومعها نتذكّرُ آياتِ الأكوان، فاللّيلُ والنّهارُ لا يتوقّفان، ولكنّ عُمرَ كلِّ واحدٍ منّا يمكنُ أن يتوقّفَ في كلِّ لحظةٍ وآن. فعندما تبزُغُ شمسُ حياتِنا تبقى في حركةٍ ودَوَران، وتظلُّ تغذُّ الخَطوَ الى أن تتوقّفَ عند أُفقِ النّهايةِ والفقدان.
فيا أخواتي ويا أخوتي في الله!

ما دُمنا نعلَمُ عِلْمَ اليقين، ونرى رأْيَ العين، أنَّ الحياةَ لا تدومُ لأبرارٍ أو لِفُجّار، فلماذا لا نملؤها بالخير، بما يعودُ علينا، مثلما يعودُ على الغير. فنحن بمجيئنا الى الحياةِ سواءٌ، وبمغادرتِنا لميادينِها أيضًا سواءٌ.

فلتكُنِ الابتسامةُ العريضة، بلْسمًا للنُّفوسِ المريضة، ولْتُطفئِ النظرةُ الحانية، أيَّ نظرةٍ جانية، ولتَخرُجِ الكلمةُ الطّيّبة، كالغمامةِ الصَّيِّبة، تَسقي النفوسَ الصّادية، فتغدو ريّانةً نادِيَة.
أخواتي وإخواني!

إنْ لم نَكُنْ نحنُ لِبعضِنا، فمَنْ سيكونُ لنا..؟!

نحنُ تجمعُنا العروبةُ، وشمائلُها المحبوبة، يجْمعُنا التوحيد، بربِّ الأحرارِ والعبيد، فلِمَ لا نَبُثُّ محامِدَ الأخلاق، مثلما يَبُثُّ الفجرُ نورَهُ بعدَ ليلِ المُحاق؟

حبّذا يا إخواني لو نتَّبعُ سبيلَ الرّشاد، في تربيةِ الاولاد، فَنُرَبّيهِم على المحبةِ والوفاء بدلَ الحقدِ والبغضاء، فيكتسبون اصدقاء، بدل ان يكتسبوا اعداء. عندها لن تفتُرَ في قلوبِنا وبيوتِنا الحرارة، ولن يتنكّرَ أحدٌ لأنفاسِ المحبّةِ في كلِّ حارة، ولن يظلمَ الجارُ جارَه،لأن هذا من قِيَمِ دينِنا، فنحنُ في خيرٍ ما دام كلامُ اللهِ دستورَنا، وحديثُ رسولِهِ نبراسَ نورِنا، وسيرةُ خلفائِهِ وتابعيهِ الأبرارِ قدوتَنا، وفكرُ الحقِّ، وقولُ الحقِّ، وفعلُ الحقِّ غايتَنا، عندها سيوفِّقُنا اللهُ بِصِدْقِ نِيَّتِنا، وبحُسْنِ إخلاصِنا في أعمالِنا.

أخواتي وإخواني!

فَلْنَلْتَمِسْ لبعضِنا الأعذار، قبلَ أنْ نُشعِلَ للغضبِ الأُوار، ولنُحسِنِ الظَّنَّ بنوايا إخوانِنا، قبلَ أنْ نُسيءَ اليهم في أقوالِنا أوأعمالِنا، ولنرجِّحْ في أُحكامِنا كفّةَ الايجابيّة، ولنُخْسِرْ كفّة السَّلبيّة، ولتكن أفكارُنا وآمالُنا وأعمالُنا ناصعةً تفاؤليّة، عندئذٍ يسودُ بينَنا السّلام، وتتَّشِحُ علاقاتُنا بالودِّ والوِئام وتكونُ بيننا المَسَرّة، ويكونُ على أرضِنا السّلام...!


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى