الاثنين ١٣ أيلول (سبتمبر) ٢٠١٠
بقلم خالد أبو خالد

قال الفتى

كتابة ثانية

إلى مراد السوداني وبحارة العوديسا

قال الفتى :

سميت باسمك .. وارتفعت إلى سمائك

شيعتني نجمتي .. فطويت أجنحتي ـ سأشقى

قيل لي .. ويقال من سغب فضاؤك

أنت من ضوء وقلبك ساطع

بيتي على ظهري وامتعتي مبعثرة وشعري من ركام

جاؤوا جميعا فاحتفلت بهم أضاؤا

سوف أحملهم على كتفي دهرا قادما وأزين السقف

الشفيف بهم ليزهو موتهم وعلى الأكف رفاتهم

ودمي المُسجى بين قنطرة العبور وبين رفرفة الحمام

نصبوا مواكبهم فقدمني غنائي

يستريح على الشواهد.. ليلهم واصيح ياوطني أغثنا

أنصتوا وتزاحموا كيما يقوموا..

أوغل الليل المعرش بالنجوم أعود.. محمولا على دمهم

وتحملني رياح في الرياح رايت حنائي ..يفيض على الغمام

حقلي يوزعني على أسمائهم وأنا ضحى طير يؤهلني لأبكي

أو يعلمني دلالات الكلام

ولقد كتبت

وفي فمي ماء وسكين كتبت وداخلي بوح يلاطم

فالدروب إلى الكتابة كالدروب إلى القرى

ماذا رأيت.. ولا أرى

واريد داري والقليل من الهواء ..

قال الفتى :

"سامحت من دلوا علي" [1] فقلت تخطىءُ

لا تسامحهم ولا تصعد لتصلبْ

قال الفتى

ياليتني حجر أليف في المهاجر إذ تغربني

لا مشي في الشوارع من زجاج البار للمقهى

ومن مقهى إلى مقهى لأنس في شوارعنا دمائي

قال الفتى

لكنني حجر وتقذفني الطفولة في المدى المجدي

أنا حجر ومن لغتي الجميلة يبدع الشعراء زلزالا

يصب الموت في الموتى ويأخذ شكله الأحياءْ...

حجر يفاجى مايرى ـ شعر حداثي ـ كرؤيا

الوقت من حرية أخرى كتطريز على الثوب الفلسطيي

أدهشهم بأني لم أزل بعد الفتى العربي محترف الدروب

تنوعت قصص الحبيبْ

حجر غريب قام من نوم قصير

صاح يا أمي خذيني.. علقت قمصان أخوته عليه

فشيعوا إفطارهم لغد سيأتي ـ هل هو الياقوت

سر غامر باحت به مدن ممزقة وتنهب

قال الفتى :

حاصرت أعدائي خذوهم حيثما وجدوا – منهل

نهضت على صبح ... أرامل من حصاد الدم والفوضى

كأبهى مايكون الورد أجمل من شغاف الوجد

فاحتكم الطفيلون للأعداء وانتظروا لنذهب

قال الفتى

حجر وحيد لا يكيف حزنه .. أو صمته ... أو يشتري الفرح المزيف والفتى شبابة جذلى

ـ ـ يقول ـ العز وقفة فارس والليث وصف ٌللذي افترس الحديد مزغردا

سيف ورمح طالعان من الندى

بين الحواجز والجسور على الردى

حجر شريد جر من منفى إلى منفى

ولم يصل البريد

قال الفتى ويقول طوبى للمنازل بعدما درست

وغيبها الغبارْ

وصل الغريب لأهله والأهل للشجر الشهيدْ

طوبى بحجم العيدْ

وجع بحجم الكون حزني اللون لوني من دمي

ودمي ترابك أنت روحي جبهتي الأولى

القصيدة جبهتي الأخرى ـ دم سيديم دورته

ونارْـ

سميت باسم حبيبتي من لم تودعي ولا خذلت خطايْ

سميت باسمك أنت سيدتي وأمي

أنت مرضعتي وحلمي أنت أختي

للتراويد الجميلة أرفع الأنخاب

يارمانتي الحبلى وياشمس القلاع

لكأنني حلم " كأن الريح تحتي "

لكأنني خفق الشراع قلت تحملني دماؤك

قلت يحملني أسايْ

سأصوغ منها مايدفئنا ويحرسنا يمانا في الجمان

وأطير نحوك بالحنين وفي الحنان

سأصوغ رملا للشواطىء تربة للبرتقال

كصخرة في وجه جرافاتهم جسدا وقلبا

سأصوغ أجوبه ودربا

سأطوف ياأمي مداي وليس من أحد سواي

قال الفتى

لشوارع المدن القديمة والجديدة

قال طوبى ـ للمرافىء في المرافىء حلمها

وأنا على شوقي يداي

ماقلت غادرني هوايْ

سأقول طوبي مرة أخرى لأمي وهي تهجس بالمقاوم

قال الفتى

انحدر المقاول عن جبالك حيث تنتشرين

في الرؤيا وفي وجعي وناركَ

جمر يراوح في الحناجر كي نغني

قال الفتى أني بكيت مع السحاب على تقاسيم الربابُ

ولقد رحلت فلوحت غزلان روحي للغزالة

للذي يأتي .. فجاءْ

فجر وأدخل في السماء فدثريني

شعر بلى شعر وأدخل في يقنيي

ها أنت روحك في يديك ولست وحدكْ

قال الفتى

ها انت جمرك تحت جلدكْ

ليل وبيتك من شظايا

موت وعالمنا مرايا

يتنكر الأعداء فيك وتحت ظفركَ

خلف ظهركَ

من أمامكْ

روم وينتشرون حولكْ

قال الفتى

طوبى لسيدتي البهية والسلام لهاإذا اشتدت حرائقها

وطوبى للدماء

طوبى برغم برودة المنفى

وطوبى للذي غسلوه قلبي شاهد سيقول

طوبى للرسائل في السنابل والسنابل في

الرسائل

قال الفتى طوبى

واقلع نحو نجمته على الأشعار والأسفارِ

طوبى للمكان وللزمان وللشقائق

من روحها روحي ولي من بوحها التذكار

لي حبر الكتابة مفرداتي وجهها قمري

الأغاني والنخيل .. لي الروابي والكروم

ولنا ختام القول في فوضى الفتاوى

قال الفتى

ولنا السلام إذا احترقنا والقيامة

لي ماؤها وخيالها أحلامها

ولسيرة العشاق نخب من زنابق


[1إشارة إلى قصيدة يوسف المحمود


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى