الأحد ١٢ أيلول (سبتمبر) ٢٠١٠
بقلم خالد أبو خالد

معلقة غزة على أسوار القدس

إلى الصديق والسند أبو كريم
لنخيل غزة .. ما أراد … ومايريدُ
وما أريدْ..
لنجومه الأصفى .. تكون قصديتي قمراً
وبيتا لانتصار البر .. في لغتي ..وزيتوناً …
ودارْ …
بيني .. وبين البحر قتل دائمٌ
بيني .. وبين القدس نيران مركبةٌ
ونارْ..
أنا حارس الحلم النبيل على شبابيك البيوتْ..
سأعود في نارنجة حلمت طويلا بالجليلِ
أعود كي اجد الخليل .. لأصطفي قلبا لداليةٍ
تموتُ …
ولا تموت غزالة .. قطعت على الصيادِ
نشوته .. ووزعت الشظايا .. فانتهى
الصياد في نعش القتيلْ …
لنخيل غزة أن يرى .. ماسوف يحدثُ ..
أو جرى .. لدم المدائن .. والقرى ..
بين الرصاصة .. والقذيفة .. والوريدْ..
لسماء قريتنا تغني نخلة في القدس – عاليةَ
الجبين – ولا تؤرقها القصيدة .. أرقتها
وردة المعنى .. تؤرقها الطفولة في الحريقْ..
ويحيلها الموت المفاجىء جملةً
في دفتر الشعراء .. أو صحف الصباحْ..
لربيع أطفالي الربيعُ..
لزرقة البحر المسافر في دم المرجانِ
والهندي أخضرْ ..
أروي الحكاية .. والحكاية بين مذبحتينْ ..
مذبحة الجميلة … والجميلْ ..
وكسرة الخبز المغمس في الردى ..
زيتا … وزعترْ..
أروي الحكاية للرعود … وللبروقِ ..
وللرياحْ ..
إني أخاصر بئرنا الأولى .. لأدبكَ
خارج النثر المرواغ في السياسيَّ البليغِ ..
أو البليد ..
لنخيل غزة .. أن يحاكم في الرمادي الشقيقِ ..
رماده .. ليظل أسودْ ..
أنا في الرماد نهضت مرات بأجنحتي ..
وفي النيران .. أنهضْ ..
أنا لي من الأحلام .. أحلامي .. بما يكفي ..
لأصمدْ ..
أنا لي من الألوان .. لون صواعقي .. والأفق أحمرْ ..
كان المقرر أن أموت .. فلم أمتْ ..
كان المقرر أن يغيِّبني الرحيل .. فلم أغبْ..
كان المقرر أن أعيش مجرداً من ذكرياتي ..
أن أكون كشاخص الإسفلت .. منسياً
وأنسى ..
ومىضى المقرر في الدخان .. وصار رمسا
لقلاع عكا .. أن ترى دمنا . . وتشهدْ..
نمت البطولة .. في الطفولة حالةٌ ..
كبرت لنصعدْ ..
أما الضفاف .. فللضفاف .. ولمن يموتُ
على الضفافْ..
ويظل حيا نهرنا المتدفق العاري .. المصفَّدْ …
الريح أجمل بالغناء .. الريح يحملها الغناءٌ
إلى الغناءِ ..
وأنتِ موسيقى .. وأجملْ ..
أنتِ للِشقِّيق أعراس .. وللأعراسِ
أجراس .. وبيدرْ..
لنخيل غزة وحده جدلية الرؤيا .. ومعرفةُ
العدو من الصديقْ ..
وهو الذي فضح الجريمة .. والجنونْ ..
وله الدخول إلى الصدى .. وله المدى
وله جمال القادمين إلى العريش .. الذاهبينَ
إلى صلاة الفحر .. في القدس السعيدةِ
في البعيد المخمليْ ..
وله نشيدي في النشيد المطلق الأبديِّ
في لغتي البديلةِ ..
أنا لي شمالي في الجنوب .. ليَّ الجهاتُ
جميعها .. وليَّ الفصولْ ..
لجنوب موالي .. مواويل الغيومْ..
لشمال موالي .. مواويل السهوبْ..
ولغرب موالي .. مواويل الجبالْ..
ولشرق موالي .. مواويلي تؤولْ ..
لنخيل غزة ـ طاهرا كالزنبق البري ـ أذهبُ
في مواويل الطفولةِ …
لجمال سيدة تساهرها الدموع .. على الشموعْ..
لبرتقالتها الكريمة .. برتقال الشمسِ ..
ـ في العسل الجليلْ ..
سر إئتلاف السم في الدفلى
مع الورد الحنونْ ـ
لمساء قهوتها .. الحضورْ
ليَّ الأغاني تحت شرفتها .. جبال في البعيدِ ..
تعيش في السحب البعيدة .. والغموضِ
الأجمل الشتوي .. في الزمن الطروبْ ..
لجمالها نفرت قصائدها خيولاً في الخيولْ ..
ولأنني دمها .. اشتعلت محلقاً نحوي
لتشتعل النسورْ..
لنخيل غزة .. أن يساهرها .. على البلح الطهورْ..
وله المساحة ..والنوافذ كلها ..
حرية الإبداع في الزمن الجسورْ ..
لحريق أهلي .. صورة .. أو صورتانِ ..
وصورتان .. وصورتان .. وصورتانِ
وصورتانْ ..
أهلي الغلابا .. طيبونْ..
وبعض أهلي يغلقون علي بابي
في الزمان .. وفي المكانْ..
وبعض أهلي … بيدقٌ في المهرجانْ..
وبعض أهلي في قصور الملحِ
بعضٌ في الحصار .. يحاصِرون عدونا ..
فيُحاصَرونْ ..
وبعض أهلي .. ضالعون مع العدوِ
وكالقطيعْ …
وبعضهم زرع الكراسي .. في الكراسي ..
واشترى بدم الطفولة صولجانْ ..
لنخيل غزة أن يحاكم بعضهم في الضوءِ ..
أو قبل اكتمال الليل .. في ليل يخونْ ..
لكتابة القلب المعلق ـ للصبي .. وللصبية ـ
بالقلوبْ ..
لكتابة تجد انتشاري .. في المنافي .. والدروبْ ..
وكتابةٍ .. كشفت .. مرارات الحروبْ..
لفجيعة الزمن المؤقتْ..
وجدت كتابة شاعر … منذورةً
كيما تزول الفاجعاتْ..
وأنا الكتابة ـ لو تنافر معنيانِ ـ
دم الكتابة في الكتابة .. لو تآلف معنيانْ ..
شجر .. ومفتاح الكتابة .. نور أمي ..
ثوبها والشمعدانْ …
لنخيل غزة أن يحمِّلني عليَّ ..إلى المقدَّس
أن يعلمني القراءة .. والكتابةِ ..
أن يقدمني إلى المعنى / نخيلا في النخيل / لكي
أرى المبنى .. وأشتق الجميلْ..
لطيور غزة قوة الأشياء .. خاطَرَها
السحاب إذ استجبت .. أو استجابْ..
طير الحمام على القُبابْ ..
برج القيامة ناطر .. يوم القيامةِ
في النخيلْ ..
يوم العبور إلى السواحل .. والبحارْ..
لنخيل غزة ميجانا .. ياميجانا الحزن الخضيلْ..
لنخيل غزة أن يلم صغاره .. في العيدِ
في الفرح البسيطِ
له على البرق المؤجل … موعدانِ
فموعدٌ لصغاره الناجين .. من زبد الدمارْ ..
وموعد يضع الحدود لم يؤنسن ذئبةً
باسم الذهاب إلى السلامْ..
لنخيل غزة أن يراسل صخرة في السِّنْدِ
أو نخل العراقْ..
لنخيل غزة بوصلات الدم .. في جسد البراقْ
لنخيل غزة أن يقاطع مايروِّجه العدوِ ..
وماتروِّجه المزارعُ
أن يحاور كل من جاؤوا إليه من الشوارعِ
كل من وصلوا إلى الفعل المضارعْ ..
أنا لايؤرخني الغزاةُ
ولايؤرخ طفلتي عبد الغزاةْ ..
إني أؤرخ في البلاد .. لما تؤرخه الجيادْ..
وماتشكل بالحديدْ ..
وبالرمادْ..
إني أؤرخ في البلاد
لما تؤرخه البلاد
الروضة ـ وادي الأردن
19/3/2009
إلى الصديق والسند أبو كريم

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى