قرارات المؤتمر ٢٤ لاتحاد الكتاب العرب
اجتمع الأدباءُ والكتابُ العربُ في مدينةِ سرت، بالجماهيرية العربية الليبية الشعبية الاشتراكية العظمي، في الفترةِ من 18-22/10/2009، ولما كان الوطنُ العربيُ كلُهُ يحتفلُ هذا العامَ بالقدسِ عاصمة للثقافةِ العربيةِ، فقد عُقدتْ الدورة تحت اسمِ "دورة القدس"، وقد رأى المجتمعون أن يعبروا عن موقفهم من القضايا المصيرية في وطنِهم، وفيما يدورُ حولَهم، فأصدروا هذا البيان.
إن أعضاء المؤتمر يجرمون ما يقوم به الكيان الصهيوني في المدينة المقدسة من محاولاتٍ للتهويد والأسرلة، ومحوِ الهويةِ العربية، وبناءِ المستوطناتِ علي أرضِها، واقتحامِ الأماكنِ المقدسةِ فيها، والإصرارِ علي الحفرِ تحت المسجدِ الأقصى، وطردِ أهلِها من الفلسطينيين، وعدمِ احترامِ أيةِ أعرافٍ أو قوانين دولية، ويناشدون أصحابَ الضمائرِ الحية، في كل مكان، أن يهبوا للوقوفِ ضد ما يفعله العدوُ الصهيوني، والمطالبة بحق العودة للاجئين الفلسطينيين إلي أرضهم، وإقامة دولتهم المستقلة علي كامل ترابهم الوطني، وعاصمتها القدس، ويطالبون الهيئات الدولية المعنية بالتدخلِ العاجل، والفوري، لوقف الممارسات الإسرائيلية علي الأرضِ المقدسة، التي باركها سبحانه وتعالى
كما يؤكدُ المجتمعون أن القضية الفلسطينية هي القضية المركزية للعربِ جميعاً، ويعلنون رفضهم للاعتداءات الإسرائيلية علي الفلسطينيين العزل، التي شهد عليها جولدستون في تقريره، ويطالبون الدول العربية بالسعي لاستصدار القرارات اللازمة لمحاكمة مجرمي الحرب الصهاينة، كما طالبنا من قبل في بيانات الاتحاد.
ويدين الأدباء والكتاب العرب إصرار الصهاينة المدعومين من الإدارة الأمريكية، على تجويع الشعب الفلسطيني، ومحو هويته، و حصاره، وحبسه خلف الأسوار العنصرية. ويهيبون بالأشقاء الفلسطينيين أن يوحدوا صفوفهم، وأن يسعوا لتحقيق المصالحة حتى لا تضيع قضيتهم وهم يتصارعون، ويتمنون علي الأشقاء العرب والمسلمين تقديم الدعم اللازم لتثبيت المرابطين على الأرض الفلسطينية.
وإذ يحيي المؤتمرون المقاومة الباسلة للشعب العربي في فلسطين، ولبنان، والعراق، فإنهم يطالبون الشعوب العربية، التي يحتل أرضها الأعداء، أن يرفعوا سيف المقاومة في وجه الغاصبين، حتى تتحرر الأرض السليبة. وينتظرون اليوم الذي تندلع فيه شرارة المقاومة السورية في الجولان الذي طال أسره، حتى لا يظن العدو الصهيوني أننا نسينا أرضنا، أو فرطنا فيها. كما نتطلع لتحرير أي أرض عربية، بكل الوسائل المتاحة، بما في ذلك القوة المسلحة، على اعتبار أن المقاومة حق لكل الشعوب المحتلة.
ويعلن الأدباء والكتاب العرب تمسكهم بحق دولة الإمارات العربية المتحدة في استرداد جزرها الثلاث (طنب الكبرى، طنب الصغرى، وأبو موسي) التي تحتلها إيران، وضرورة دخول الشقيقة المسلمة في حوار مع الإمارات حول هذه الجزر، أو اللجوء إلي المحكمة الدولية، حتى لا تكون هناك مماثلة بين الشقيق المسلم والعدو المحتل.
ويناشد أعضاءُ المؤتمر الرابع والعشرين للأدباء والكتاب العرب، أمتهم وقادتَها، أن ينتبهوا إلي المحاولاتِ الدائبةِ لأعداء هذه الأمة، لزرع الفتن والانقسامات بين أبناء الشعب الواحد، في كل من: فلسطين، واليمن، والعراق، ولبنان، والسودان، والصومال، ومصر. ويطالبونهم بنبذ التفرقة الدينية، والطائفية، والمذهبية، سعياً لغد مشرق تظلل فيه الوحدة شعبنا العربي بإذن الله.
ومن علي أرض الجماهيرية العربية الليبية المناضلة، ننبه إلي ضرورة السعي للحفاظ علي الوحدة بين شمال وجنوب السودان، ومعالجة الوضع في دارفور بحكمة، لأن تقسيم السودان ـ لا قدر الله ـ يمثل انتصاراً لفكرة التقسيم والفرقة، ولا يحقق إلا مصالح العدو.
ويطالب المجتمعون الأشقاء في اليمن بعدم الانسياق وراء أفكار الانفصال بين الشمال والجنوب، وتحكيم العقل، والمحافظة على منجز الوحدة، مذكرين بأن هذا العصر هو عصر الوحدة لا عصر الانقسامات، ولنا فيما حدث بين شطري ألمانيا أسوة حسنة، كما يطالبون بالوصول إلي إنهاء الصراع بين أبناء القطر الواحد، حتى لا تتمزق الأوطان بسبب مصالح ضيقة لا تخدم أهداف الأمة العربية.
ويضم الأدباء العرب المشاركون في المؤتمر الرابع والعشرين صوتهم إلى صوت معمر القذافي، قائد الثورة الليبية، في مطالبته بضرورة إصلاح الأمم المتحدة، من أجل تحقيق المساواة والعدالة بين الدول الأعضاء.
ويقف الأدباء والكتاب العرب المجتمعون في سرت بكل حزم ضد الهجمة الفكرية الظلامية المتطرفة أيًّا كان مصدرها، التي لا تعترف بالآخر، ولا بالتعددية، وتداول السلطة، والديمقراطية،ويؤكدون انحيازهم لكل ما يحقق الانفتاح، والنماء، والتسامح، عبر الحوار، طريقاً واحداً آمناً وحضارياً.
ولأن الندوة المصاحبة للمؤتمر الرابع والعشرين كانت تحت عنوان "المثقف والهوية في عصر العولمة" فإن أعضاء المؤتمر يلفتون الأنظار إلي ضرورة الحفاظ علي الهوية، وعدم الاستسلام لمحاولات القضاء علي الخصوصية، وتهميش الثقافة العربية، وتهديد لغة القرآن، والتهوين من قيمة التراث، وإدخال قيم مضادة للأعراف والعادات والتقاليد، بما يؤدى لتحويل الإنسان العربي إلى مسخ لا هوية له.
إن الثقافة العربية الإسلامية التي قدمت للعالم أئمة الفقه، وابن سينا، والبيروني، والزهراوى، والجاحظ، والمتنبي، وابن رشد، أمانة بين أيدينا.
إن اللغة العربية أمانة بين أيدينا.
إن تراثنا الشعبي بما فيه من فنون وآداب وإبداع لاحدود له أمانة بين أيدينا.
إن قيمنا الأصيلة أمانة بين أيدينا.
وإن ضيعنا هذا كله، أو بعضه، فقد ضيعنا أمتنا، وهيهات أن نرضي لأنفسنا بهذا.
وفي إطار حديثنا عن الهوية نحذر من هيمنة الإعلام الاستهلاكي الذي سيطر علي أجهزة الإعلام العربية في الفترة الأخيرة، وتراجع اللغة العربية فيه، وتراجع القيم الدينية، والتاريخية، والاجتماعية، وقيم الانتماء أمام سلطة الإعلانات، ورأس المال المعلن.
ويكرر المؤتمرون مطلبهم السابق بضرورة الاهتمام باللغة العربية في التعليم، والإعلام، والإعلان، حفاظاً علي الهوية. كما يكررون مطلبهم السابق بضرورة تدخل الجامعة العربية لدى الحكومات من أجل إزالة العوائق أمام انتقال الكتاب العربي بين الدول العربية، تصديقًا لما جاء في توصيات الندوة المصاحبة لهذا المؤتمر.
ومما يود الأدباء والكتاب لفت الأنظار إليه، قضية الحريات العامة للمواطن العربي، فالإنسان الذي لا يتمتع بالحرية لا يستطيع المساهمة في بناء مجتمع حر، ولعلنا في هذا المقام نتذكر ما قاله الفاروق عمر: متي استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً؟
ويؤكدون، وسيظلون يؤكدون، أن الحرية هي البوابة الوحيدة للمستقبل، وفي هذا الصدد فإن المؤتمرين يحيُّون تقارير الحريات الأربعة الصادرة خلال الدورة الماضية.
وتتويجًا لأعمال هذا المؤتمر، ونظراً لما يستشعره الأدباء والكتاب العرب من أخطار علي الثقافة العربية، واللغة العربية، والقيم العربية، فقد اجتمعت آراء المؤتمرين جميعًا على توجيه نداء عاجلٍ إلى قادة الأمة العربية لعقد قمة ثقافية، أسوة بالقمة الاقتصادية العربية، لما لذلك من أهمية قصوى في المرحلة الحالية التي تستهدف فيها الثقافة العربية.. مؤكدين أن الثقافة هي حجر الأساس في بناء الإنسان العربي وحصنه الأخير، وأنها لا تقل أهمية عن الاقتصاد والسياسة، فليس بالخبز وحده يحيا الإنسان.
والسلام عليكم ورحمة الله
- تثبيت عضوية المغرب وشرعية وفدها وفق ما تقدم به الوفد من أوراق ومستندات تثبت أنه جاء بشكل شرعي لا يخالف نظامهم الأساس، مع إرسال خطاب إلى الدكتور عبد الحميد عقار رئيس اتحاد كتاب المغرب يتضمن حرص الاتحاد العام على تخطي الاختلافات بين أعضاء الهيئة الإدارية، والتطلع إلى مشاركة المغرب الفعالة، وأن الاتحاد العام على استعداد للمساعدة في ذلك.. مع إشراك مكتب شئون العضوية في التوصل إلى حل باعتبار الموضوع داخلاً في صميم اختصاصه.
- اعتماد تقرير الأمين العام حول نشاط الاتحاد العام والوضع المالي للاتحاد في الدورة الماضية من المؤتمر العام الثالث والعشرين بالقاهرة حتى المؤتمر العام الرابع والعشرين بليبيا.
- تقديم الشكر للأمين العام على ما تم إنجازه خلال الدورة الماضية 2006 ـ 2009، وكذلك للمسئولين المالي والإداري.
- إعادة انتخاب الأستاذ محمد سلماوي رئيس اتحاد كتاب مصر أمينًا عامًا للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب لدورة ثانية 2009 ـ 2012.
- انتخاب ليبيا في موقع النائب الأول للأمين العام، وسورية في موقع النائب الثاني.
- تحويل وحدة الملكية الفكرية إلى مكتب يتبع الأمانة العامة، وانتخاب الأمناء المساعدين للأمين العام على النحو التالي:
وأن يتولى نيابة تحرير مجلة الكاتب العربي كل من: السودان والإمارات وسلطنة عمان.
- الإقرار بصحة اجتماع المؤتمر العام غير العادي الذي انعقد بعمَّان بالأردن في الفترة من 15 ـ 18/ 12/ 2008، واعتماد كل قراراته ومنها تعديلات النظام الأساس واللائحة الداخلية للاتحاد العام، التي وافق المكتب الدائم في اجتماعه بالكويت من 3 ـ 5/ 5/ 2009 على صيغتها النهائية.. على أن تقوم الأمانة العامة بطبع النظام الأساس الجديد وتوزيعه على كل الأعضاء.
- تفويض الأمين العام في الاتصال بالأمين العام لجامعة الدول العربية لكي تتبنى الجامعة مبادرة الاتحاد العام لعقد قمة ثقافية عربية على غرار القمة الاقتصادية لمواجهة تيار العولمة الذي يهدف إلى طمس هويتنا الثقافية العربية، ولكي يحظى الاتحاد العام بعضوية مجلس وزراء الثقافة العرب.
- تفويض الأمانة العامة في بحث تفاصيل عقد ترجمة الروايات العربية إلى الإيطالية مع جامعة كوري بصقلية ووضعه موضع التنفيذ.. على أن تعطى الاتحادات والروابط والأسر والجمعيات مهلة ستة شهور وحتى اجتماع المكتب الدائم القادم بالجزائر في منتصف 2010، لإرسال ملخصات الروايات وسير ذاتية ملخصة عن المؤلفين وموافقاتهم الكتابية على الترجمة، مع اعتبار الذي يتأخر عن هذا الميعاد غير راغب في المشاركة.
- الموافقة على عقد النشر مع دار بيبلوس كونسالتنغ الروسية لنشر الروايات التي سبق ترجمتها إلى اللغة الروسية، وتفويض الأمين العام في إتمامه.
- إقامة فعاليات مهرجان الشعراء الشباب بالبحرين (دورة القدس) في الفترة من 7 ـ 9/ 12/ 2009، مع تكليف البحرين بإرسال صورة من البرنامج والمواعيد المحددة إلى الأمانة العامة لتقوم بتوزيعه على الأعضاء، على أن يلتزم الجميع بموعد إرسال الأوراق المطلوبة حتى يتسنى للدولة المضيفة عمل الترتيبات اللازمة في الوقت المناسب.
- يصدر عن الاتحاد العام كتاب عن القدس يتضمن كل المعلومات الأساسية التي ينبغي على كل عربي وغير عربي أن يعلمها، على أن تقدم الاتحاد العام للأدباء والكتاب في فلسطين مادته الأساسية خلال شهرين، ويتولى المغرب ترجمته إلى اللغة الفرنسية، والإمارات إلى اللغة الإنجليزية، على أن تتحمل الإمارات قيمة طباعته في اللغات الثلاث كاملة.
- قبول طلب العضوية المقدم من الاتحاد العام للكتاب والصحفيين الأرتريين بالاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب، إعلاء من شأن الأهداف التي يتطلع إليها من الدعوة إلى تحرير الوطن والاهتمام باللغة والثقافة العربية طبقًا لأحكام النظام الأساس واللائحة التنفيذية.. على أن تستكمل الإجراءات القانونية التي ينص عليها نظامه الأساس، وتقدم إليه الدعوة لحضور اجتماع المكتب الدائم بالجزائر منتصف 2010
- تحديد أماكن اجتماعات المكتب الدائم والمؤتمر العام على النحو التالي:
– منتصف 2010 الجزائر (احتياطي المغرب)
– نهاية 2010 سلطنة عُمان (احتياطي الإمارات)
– منتصف 2011 اليمن (احتياطي مصر)
– نهاية 2011 الإمارات (احتياطي مصر)
– منتصف 2012 سورية
– المؤتمر العام الـ25 البحرين (احتياطي الإمارات وسورية)
ويقام اجتماعٌ إضافيٌّ بالمغرب يحدد موعده لاحقًا، تعقد على هامشه ندوة فكرية عن حرية الكاتب. - يتم تأكيد استضافة اجتماعات المكتب الدائم والمؤتمر العام في خطابات رسمية توجه إلى الأمانة العامة خلال شهر من الآن، وإلا اعتبرت الدولة متنازلة عن الاستضافة.
- يتعهد العضو الذي يتقدم بطلب استضافة أحد اجتماعات المكتب الدائم، بأن يقوم باستخراج تأشيرات الدخول لجميع الأعضاء دون استثناء، على أن يلتزم الأعضاء بالتاريخ الذي يحدده الاتحاد المضيف لإرسال وثائق السفر المطلوبة.
- بطلب من وفد فلسطين تقوم الأمانة العامة بمخاطبة الطرفين المتصارعين في فلسطين بما يفيد أنه في حال إتمام المصالحة سوف يتوجه وفد من الأدباء والكتاب العرب إلى قطاع غزة عبر رفح المصرية للتأكيد على عروبة الأرض المحتلة.
- اعتمد المؤتمر العام اختيار رابطة الأدباء والكتاب الليبيين بتسمية الدكتور خليفة صالح أحواس ليتولى مهام النائب الأول للأمين العام، على أن يكون الدكتور حسين جمعة ممثلاً لاتحاد الكتاب العرب بسورية في موقع النائب الثاني.
- التأكيد على الحفاظ على وحدة الاتحاد العام، والتحفظ على إقامة تجمعات إقليمية تجمع عددًا من الاتحادات والروابط والأسر العربية، إذا كان لها نظم ولوائح أساسية مستقلة عن الاتحاد العام، وفي المقابل يتم تعميق التعاون بين الأعضاء من خلال الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب.
- مطالبة الاتحادات والروابط والأسر والجمعيات والمكاتب النوعية بترجمة كل ما يصدر عن الاتحاد العام من قرارات ومواقف إلى إجراءات عملية كل في تخصصه، بالتنسيق مع الأمانة العامة.
- أقر المؤتمر موقف الاتحاد العام الساعي إلى إعادة اتحاد الأدباء والكتاب العراقيين إلى عضويته، مؤكدًا على المطلبين السابقين في هذا الخصوص، وهما: إعلان موقف اتحاد الأدباء والكتاب العراقيين من المقاومة ضد الاحتلال، وإجراء الانتخابات التي طال تأخرها.. وفوض المجتمعون الأمين العام لإكمال المساعي التي يبذلها في هذا الشأن.
