السبت ٧ حزيران (يونيو) ٢٠٢٥
بقلم عارف عبد الرحمن

قصائد الصمت

«1»

لا تسمع كلام الجلاد دع جسدك يردُ الألم بالصمتِ بالدموع
كون مثل سمكة لا أذان لها
كلمة رجاءٌ واحدة
تجعل الجلاد
أكثر نشوةٍ و أكثر وقاحة
الجلاد يحْفَظُ كلمات الضحية
عنْ ظَهرِ قَلبٍ فلا تقلها ابتلع
لسانك
ملعون هذا الجلاد لقد لعنتة أُمُّهُ
من ألم المخاض الأول ثم لعنته
حين ضرب أخوه الصغير
ب مدق الثوم الحجري
ثم لعنته حين
رمى بقطةٍ صغيرة من الطابق
الخامس وهو يضحك
يَعرِفُ بقرارةِ نفسه أنه مُدانَ
بالحياة و الممات
مع ذلك يستمر
بجلد الناس
يَكسِبُ قوتَه بِعَرقِ
المَوْت.

الصمت لا يعني بأنك لا تتكلم
الصمت النظر الى السماءِ بعيونٍ
شاخصة ممتلئةٍ بالصرخاتِ و الحسرات
الصمت الشيء الذي فقدته من لسانك
فقفز من لعابك ,وأستقر
في عيون
الحب أيضا قفز منك
و رحل الى مسافات بعيدةٍ
حتى سقط من أبجديتك
ربما الحب
أجمل دون كلام
و أجمل حين يكون بعيد
الصمت أنقذك من الموت
مرات و مرات
الصمت جعلك تتكلم
بعيون البشر
لا بلسانهم .

لا تغمض عينيك
سَيقتلُكَ الرصاص البرتقالي
أو يقتلك الجوع وأنت نائم
أرضك مَليئةٍ بالبارود
والأموات رحلوا دون قبور
مفقودٌ أَنت فِي مَسارِ الحياة
كِتابَاتِك دموع الذين
رحلوا لمْ يقرأْها.
إخوتك الذي تنتمى إليهم
بالعرق و الدم و الدين
لنْ تستطيعَ أَن تَملأ
إِناءُ الماء حتى بماءٍ عكر
رغم قرب النيل منك
ألمك محفور بالحُروفِ
المسماريَّةِ وانت غارقٌ برمال غزة
سيشاهدونَ أَلمك موتك فِي متاحف
القاهرة وبغداد و دمشق و بيروت
وجودُكَ المعروف على السوشيال ميديا
في الهند الصينية و اميركا اللاتينية في بقاع الأرض
وجهك الكامل
على قماشِ الوطن
أحمر دم الشهداء
سوادُ عيون الأمهات
أبيض كالسماءُ البعيدة
و الأخضر الذي لم يأتي بعد
وأَنتَ لمْ تأْتي بعد
مازلت هنا تصارع الموت
و الولادة.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء او المديرات.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى