

قمر المقاومة
مِنْ هَاهُنَا.. قَلْبِي يُتَكْتِكُ
مِثْلَ سَاعَتِنَا عَلَى كَتِفِ الجِدَار
بَلْهَاءَ، بَارِدَةٍ وَشَاحِبَةٍ.. قَدِيمَة
مَا عَادَ مِنْ زَمَنٍ لَهَا فِي البَيْتِ قِيمَة
ودَمِي تَخَثَّرَ فِي عُرُوقِي.. مِنْ رَحِيقِ الشِّعْرِ
حَتَّى لِلدُّوَار
ومُدَى التَّوَاطُؤِ والخِدَاعِ.. أَلِيمَة
أَوَّاهُ.. تَقْتُلُنِي السَّذَاجَةُ والرَّتَابَةُ - يَا صَدِيقِي -
والذُّلُّ مُنْتَشِرٌ بجِسْمِي فَوْقَ جِلْدِي كَالحُرُوقِ
ولَيْسَ تُنْقِذُنِي الخَطَابَةُ والحَمَاسَة
لَيْسَ تُنْقِذُنِي سِوَى.. هَذِي الرَّصَاصَة
طَلْقَةُ المَوْتِ الرَّحِيمَة
فِي الضُّلُوعِ الآنَ أَحْلَى.. مِنْ هَزِيمَة
بَدِّلْ قَنَاتَكَ أَيُّهَا المُتَفَرِّجُ المُرْتَاحُ دَهْرًا
خَلْفَ أَسْوَارِ المَدِينَةِ والحِصَار
عَلَى الهَوَاءِ.. وعَبْرَ أَمْوَاجِ الأثِير
تَأْوِي إِلَى وَهْمِ المَشَاهِدِ "كَانَ يَا مَا كَان"
تَرْصُفُ ذِكْرَيَاتِكَ كَالحِجَارَةِ مِنْ زَمَان
صَفًّا فَصَفًّا.. فِي جِدَارٍ للأَمَان.. ولَا أمَان
بَدِّلْ قَنَاتَكَ.. اِضْغَطِ الأزْرَارَ زِرًّا بَعْدَ زِرّ
اِنْزَعِ دِثَارَكَ أَيُّهَا العَرَبِيُّ.. قُمْ مِنْ تَحْتِ كابِيَةِ الخَدَرْ
مِنْ تَحْتِ كَابِيَةِ المَذَلَّةِ والهَوَان
فَلَكَمْ هَوَانُ الذُّلِّ مُرّْ
بَدِّلْ قَنَاتَكَ.. أَدْرِكِ "السِّنْوَارَ" يَضْرِبُ
مِثْلَ مُوسَى بِالعَصَا وَجْهَ الغُرَاب
وَجْهَ الجَرِيمَةِ والخَرَاب
ويَمُدُّ فِي عُمْقِ العُبَابِ لَنَا زُقَاقا.. ظَهْرًا بُرَاقا
جِسْرَ أَطْيَافٍ يَمُوج.. يَمُوجُ شَوْقًا لِلعُبُورِ أَوِ العُرُوج
لَا يُهَادِنُ أَوْ يُسَاوِم..
بَلْ يُقَاوِم
كَمْ كُانَ فينَا..
حِينَمَا حَطَّ الظَّلَامُ عَلَى المَدِينَةِ.. كَالغُرَاب
فَأَطَلَّ مِنْ خَلْفِ الغِيَاب
مِنْ خَلْفِ أَلْفَيْ أَلْفِ نَافِذَةٍ وبَاب..
هَذَا القَمَرْ
يَخْتَالُ قُدْسِيَّ الخُطَى.. نَبَوِيَّ بارِقَةِ النَّظَرْ
ما كُنْتُ أعْرِفُ وجْهَهُ أوْ شَكْلَهُ أوْ صَوْتَهُ
لَكِنْ عَرَفْتُ الشَّوْقَ فِيهِ.. والأرْضَ حَالِمَةً تَرَاهُ فتَشْتَهِيهِ
ويشْتَهِيهَا.. شَهْوَةً للقَدْحِ فِي صَمْتِ الحَجَرْ
يَا أيُّهَا الوَعْدُ الأبَرّْ.. أكَمَا يَمُوتُ النَّاسُ مِنْ قَهْرٍ تَمُوت؟
وهَلْ يلُفُّكَ مِثْلَمَا لَفَّ الشَّهِيدَ سُكُوت؟
فمَنْ سَيَنْشُرُ فَوْقَ رَابِيَةِ المَدَائِنِ ضَوْءَهُ المَاسِيَّ
فِي لَيْلِ القُنُوط
يَا أَيُّهَا الوَعْدُ السَّرَاب.. عَلَى القِبَابِ وفِي البُيُوت
كَمْ كُنْتَ فِي الأفْقِ انْعِكَاسَ الصُّبْحِ فِي لَيْلِ الهَزِيع
والشَّمْسُ قُوت.. أَوْ مَرَايَا
لَا أرَى فِيهَا سِوَاكَ.. وفِيكَ مِنْ شَوْقٍ سِوَايَا
فِيكَ نَحْنُ اليَوْمَ نَحْيَا أَوْ نَمُوت
بَلْ فِيكَ يَا يَحْيَى سَنَحْيَا.. لَنْ نَمُوت
قَسَمًا سَنَحْيَا.. لَنْ نَمُوت