السبت ٢٥ آذار (مارس) ٢٠٠٦
الاغريق الذين اتوا الى ليبيا ليسو غزاة
بقلم الشريف حسن بوغزيل

قورينا .. اثينا

قبل أن يعي التاريخ نفسه

قبل أن يعي التاريخ نفسه بقليل . وقبل ان يتعرف على ذاته ببرهه . وقبل ان يجادل مراحله كان الفضاء وكان الوعي كانا يبحثان عن الوعاء . عمن يستلهم هذين السياميين . الزمان والمكان . العدم والانطلاق . المسافة والاتجاه وما تبقى من براح يستوعب كل شئ حد الجدل.. هنا .. كان الجمال والسحر كما كان . هناك . كانت اثينا وكانت قورينا ولكل منهما عالم خاص .. لن ينصف الفكر اثينا وحدها ولن يتنكر لقورينا . لان الفكر لا زال يحبو ساعتها .ولم يكشف لنا عمن هو المعلم ومن المتلقي . من هو الدليل ومن هم القافلة ؟ من هو الذئب وما شكل الفريسة ؟ وهل اسست بالفعل قورينا المكان على اساس فكرة اثينية بحتة ؟ هل كانت بالفعل مكانا دونما بشر ؟ ام كانوا بشرا ينتظرون من يقودهم ويقرون له بالسيادة وحق المعلم . ام كانت ليبيا بثقافتها وفلسفتها وجمالها وعلومها .؟؟؟

.. يجب ان يجيب التاريخ عن هذا . والا تاهت الحكاية . واجبرت على مسار قد لايكون صحيحا . هناك كانت اثينا بفنها وجمالها وفلاسفتها ورجال دينها بقوتها وطبقاتها . فماذا كان هنا . هل العدم البشري؟ لماذا سلط التاريخ والمؤرخون الضوء هناك وتجاهلوا هنا الا بعد قدوم الاغريق بقليل . ولم تسرد الا حكاية الاغريق هنا ايضا . وان ذكر شيئا من هنا فلابد ان يكون اغريقي الملامح والحرف والعرق او نصف العرق. الف لماذا نوجهها هنا لسيادة التاريخ كي يجيب ونحن ننتظر...

.. بعد مضي اكثر من عشرين قرنا على ميلاد اثينا . اراد كولمبس الذهاب الى الهند فوجد نفسه بامريكا
رغم تطور التقنية والبراح الذهني والعلمي والزمني الكبير الذي قد يكون اوفر حظا من الاغريق انذاك
فهل بالفعل وقبل مضي عشرين قرنا عن رحلة كولمبس اراد الاغريق الذهاب من النقطة الف الى باء فوصلوا
دونما مشقة او هلاك ؟

وهل بالفعل النهج الاسطوري قد يكون دليلا تاريخيا دامغا على ان الآلهة او الطبيعة اشارت لهم أن اذهبوا وابنوا
قورينا فبنيت ؟
اثينا يا سادة كانت فضاء للفكر والفلسفة والجمال والحب . جزرا متناثرة كي يتعلم الانسان ابجدية الانطلاق
حوصر الاغريق بالمكان والجمال فلابد لهم ان يبحثوا عن فضاء اوسع . انه المطلق والبحث عنه ولاشئ
سواه . استفزهم البحر وجماله وشروقه بعد ان سرد الفنان الفيلسوف حكايته عن اليابسة فلابد له الان من المغامرة لمعرفة المجهول او ما وراء كل هذا . انها طبيعة الفنان الفيلسوف الانسان لابد ان يعرف ويعبر ويعبر
.. انطلقت رحلة البحث عن المجهول او المطلق ان اردنا استعارة ذلك
انطلقوا من اثينا الى المجهول فكانت ليبيا هي النقطة القدر التي قدر لها ان تكوب 0باء) ولكن دونما قصد او نوايا مسبقة.
ليبيا انذاك كانت فضاء للفضيلة والخير والسمو والجديد الدائم . رحبو بهدية البحر وكأنه اراد ان يجيب على تساؤل الليبي دونما معاناة

توالى الزمان وحدث الامتصاص والمزج فتكونت حضارة مركبة اشبه بشقيقاتها انذاك . انها الحضارة ( الليبويونانية ) او ( القيرواثينية ) وهذه حضلرة المصاهرة الفكرية والعرقية والمعملية ان سمح لنا التاريخ بذالك
.. هم كانوا قله حسب ما روت الاسطورة التاريخية المصدر
ماذا يعني وجود المسارح والساحات والاسواق بقورينا ان لم تكن حضارة معلم ومتلق ولابد للحضارة ان تكون
هكذا واكون حضاريا عندما اكون معلما ومتلقي بذات الوقت . وهذا يؤكد رغبة الليبي الدائمة في تعلم الفنون والمعرفة وبعثها للعالم كرسلة للحضارة منذ ان انطلق الفكر ومعالمه بها .. ليبيا .

من هنا نخلص الى ان الاغريق الذين اتوا الى ليبيا ليسو غزاة . وانما فلاسفة وفنانون قصدوا وجه المعرفة والمطلق لا وجه الحرب الذي لطخهم به من كتبوا التاريخ زورا
من هنا لابد لنا ان نعيد صياغة التاريخ وكتابته بنوايا حسنة وان لا نجيره على حتمية لا يطيقها . ولا نوقف مده الدائم . لان التاريخ لايقف مادام الوعي اساس حركته والجموع اساس فعله.

قبل أن يعي التاريخ نفسه

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى