الأحد ٢٥ تشرين الثاني (نوفمبر) ٢٠٠٧
بقلم حسين عتروس

قومي وإن جاروا عليّ كرامُ

بـني جـلـدتي لا لن أكون بـحـاقـدِ
ولست لدارٍ من جدودي بزاهدِ
 
كظمتُ لكم غيظي وقلبي مسامـحٌ
ورغم صروف الدهرِ غدرِ المكائدِ
 
ومهما إهـابي قـد تلقّى فقدْ عـفـا
فؤادي، فوجدي من مشاربِ عــــابدِ
 
وعشقي َتسمّى بي هواه الجزائرُ
وتشْرُدُ في صحارِ عشقي قصائدي
 
كتمتُ الجوى رمزا بشعـرٍ لـمادحٍ
تقطّرَ من قلبي دما منهُ شاهـــــدي
 
وراعفُ، كابدتُ الهوى نزْفهُ ضحىً
كأنّ الحشى مَشْوى و نادلها يــــــــدي
 
وراجفُ ليلي في حِمامٍ منَ النوى
وترياقُ طبٍّ ليس حَقْنا بواجــدِ
 
وجرّبتُ دهرا قد سكونٌ للـوعتي
فلا الخمرُ أنشاني و لا صحوُ واجدِ
 
أنادي بوصـلٍ ما حـيـيـتُ ببلدتي
أناجي و همّي قربُ ليلى و معبدِ
 
فليلى، وسلوانُ الشريدِ بوحشةٍ
و أُخْرايَ تذكي عود طيبٍ لمشهـــــدِ
 
فكــان عــناقا من حروفٍ ثـلاثــةٍ
و صيغتْ لها لامٌ و همزٌ و سيّدي [1]
 
و نرجستي للـ"كهفِ صالحَ"* روضها
رواها رضابٌ من خيولِ محــــمدِ [2]
 
فذاك عليٌّ قدْ إنطوى لهُ ســهـلـها
و خلفهُ زهْرٌ بالحواضِرِ قد نَــــدِي
 
ينابـيع خـيرٍ من زلالٍ لأخـضـرٍ
و" عين ابْنِ سبعٍ"* بَرْدُ ريٍّ لواردِ
 
"رماده"* سهوبٌ، زرعُ جدٍّ ووالدي
بها في حنينٍ للأراضي و مولـــــدِ
 
وفي قول لفظٍ من حديثٍ لأرضنا
وسَـمْـنَاهُ كامْتَـدّتْ بفـتـحٍ مُـعـبـّدِ [3]
 
فـلا غـنَــجٌ يـأوي دَلالا تحـرّكــنْ
وللأفْـقِ امـتـدادٌْ للّــهـاةِ المــردِّدِ
 
وفي كنْف ضادٍ ريّـُنا في لسانـنـا
كأمــر الـذي حُـرّا طــليقا يُـسدَّدِ
 
فلا غَـبْـنُ أنثى أو مـذكّـرِ عنــدنــا
كمـثـل شـهودٍ، جمعُـهُـنّ بواحـدِ [4]
 
فهذا الجـَوى ما زال فــيَّ و قلبــيَ
يرتّلهُ كل الوفاء لـمـوعــــــــــــــدي
 
فذي حامَةٌ [5] إكليلها من مآثرِ الـــــشّهيد بها، أنعمْ بهِ اسْمٌ لرائــــــــدِ
 
و جنّاتها أغرت بإسمٍ [6] يلاصقنْ
كوشمِ اغتصابٍ من فرنسا المعتدي

 كاف صالح، عين بن اسبع، رماده : أسماء أماكن بمدينة حامة بوزيان بضواحي قسنطينة.


[1كلمة " الله" المكونه من ألف و لام و هاء، و الهاء دالة عليه من ضمير "هو" في عديد من آيات القرآن مثل (الله الذي لا إله إلاّ هو...)

[2تروي الأسطورة المحلية أن عليّا مر بقرب " كاف صالح" فلما ولغ حصان علي بتربها

[3نبتت زهرة النرجس المعروفة بإسم "برلّي" بالحامة و بـ" بلّيري" بمدينة قسنطينة

[4كما لهم نزع إلى مخاطبة الجنسين بخطاب واحد مرة يؤنث المذكر و أخرى يذكر المؤنث.

[5حامة بوزيان، و بوزيان أحد شهداء المدينة ضد المحتلّ الفرنسي.

[6أعطى لها المستعمر الفرنسي إسم حامة بليزانس أي المشتهاة.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى