الثلاثاء ٢٤ حزيران (يونيو) ٢٠٢٥
بقلم فاتن شوقي علي

قَاوِمْ بِقَفلِ سِتَارِهَا العَبَثِي

اِنْفِضْ شُعُورَكَ مِن جَرَائِمِ ذَاتِكْ
نَقِّ فُؤَادَكَ مِن هَوَى لَذَّاتِكْ
الصَّمْتُ دَاءٌ لَوِ استَبَاحَ دُرُوبَكَ
أَبْوَاقُ صَوْتِكَ تُعتَلَىَ بسُكَاتِكْ
إِنْ كَانَ دَاءٌ يَسْرِي فِيكَ بِهَوْلِهِ
نَبْعُ التَّحَدِّي يٌشقُّ فِي فَلَوَاتِكْ
اللَّيْلُ يأتينا بِأَسْدَالٍ وَغَيْمٍ
ذَبَحَ البَرَاءَةَ فِي خُطُوَاتِكْ
وَالفَقْرُ جَاءَ إِلَيْكَ مُتَبخترًا
وَالجُوعُ يَنْهَشُ فيك، حَتَّى فُتَاتِكْ
صَبْرٌ يَخُطُّ بِرِيشَةٍ قَدَرِيَّةٍ
أَجْمَلَ مَعَانٍ للرِّضَا في لَوْحَاتِكْ
وَمَسَارِحُ المَوْتِ تَقُولُ "هِيتَ لَكَ"
وَعُرُوضُهَا وَشْمٌ بــ كَآبَاتِكْ
حَتَّى لَتَشْعُرَ أَنَّكَ وَحْشِيٌّ
إِنْسَانُكَ يَفْنَى بِدَرْبِ حَصَاتِكْ
قَاوِمْ بِقَفْلِ سِتَارِهَا العَبَثِيِّ
وَاجْعَلْ سَلَامَكَ مِنْ عَطَاءِ هِبَاتِكْ
اِنهَضْ بِعَزْمِكَ وَاقْتُلِ العَثَرَاتِ
سَيْفُ الشَّجَاعَةِ يُحْيِي خَوْفَ مَمَاتِكْ
لَا تَجْعَلِ الأَهْوَالَ تَرْمِي شِبَاكَهَا
تَصْطَادُ حُزْنَكَ، تَسْتَبِيحُ أَهَاتِكْ
وَحَدَائِقُ الكَلِمِ المُطَرَّزِ بِالتَّفَاؤُلِ
تَغْدُو.. تُغَرِّدُ بِالْآمَالِ نَايَاتِكْ
هَذِي مَشَاهِدُ فِي الحَيَاةِ جَمَّةٌ
فَكَيْفَ تُقَسِّمُ لَهَا أَوْقَاتِكْ؟
كُلُّ المَنَاظِرِ يَفْتَرِسُهَا صُرَاخٌ
هَلْ تَمْتَلِكْ بُوقًا بِفَمِ سِيَاطِكْ؟!!
اِصْعَدْ عَلَى جَبَلِ الحَيَاةِ مُقَاوِمًا
وَاقْطِفْ نُجُومًا تَهدِيْ فِي ظُلُمَاتِكْ
تِلْكَ الصِّرَاعَاتُ تَدُورُ فِي الرَّحَى
تَطْحَنُ تَعَاطُفَكَ مَعَ حَسَرَاتِكْ
النَّدْبُ فِيكَ قَدْ غَشَى كُلَّ الوُجُودِ
وَجِيَادُ عُمْرِكَ قَدْ شَكَتْ كَبَوَاتِكْ
أَنْتَ المُشَاهِدُ وَالمَشَاهِدُ تَنْزِفُ
دَمًا تَخَثَّرَ فِي هَوَى دَمْعَاتِكْ
وَالعَجْزُ عَبْدٌ ضَاعَ فِي الصَّحْرَاءِ
وَأَطَلَّ مَارِدُكَ الشُّجَاعُ بحِوَاتِكْ
رَشَقَ الأَعَادِيَ حَتَّى صَارَ أَمِيرَهُم
شَدَّ السِّهَامَ مِنْ جِرَابِ ثَبَاتِكْ
وَجَعٌ وَقُبْحٌ تِلْكَ الحَيَاةُ بِوَجْهِهَا
وَالحَرْبُ تَنْقُشُ بِالدِّمَا صَفَحَاتِكْ
نَيْلُ المَطَالِبِ بِالتَّمَنِّي مُقَاوِمًا
مُتَحَدِّيًا صَخْرَ الحَيَاةِ.. فَاتِكْ
تَحْلُمُ بِأَنْ (صَلَاحَ الدِّينِ) يَسْكُنُكَ
وَيَسِيرُ مَعَكَ فَوْقَ خَطِّ صِرَاطِكْ
وَالكَوْنُ نَاجَى عَدَالَةً وَتَحَرُّرًا
مَاءُ الخَلَاصِ قَدْ مَلَا كَأْسَاتِكْ
وَصَنَعْتَ نَصْرًا كَانَ السَّلَامُ مَلِيكَهُ
وَالعَرْشُ َانَ (مُقَــاوِمَاً مَأْسَاتِكْ).


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء او المديرات.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى