السبت ٢٨ حزيران (يونيو) ٢٠٢٥
بقلم منى الرزقي

لاَ تُطْفِئِي النَّارَ

الرّغيف على الصّاجِ
لا تُطفئي النّارَ
غنّي ٫
وحينَ يجئُ الغزاةُ
استَدِلِّي
بصوتِ البواريدِ عنكِ و عنّي.
و لا تترُكِي لَحْمَ أطفَالنَا
للطّيورِ الغريبةِ
لا تَذْهَبي
مثْلَ سَرْوِ المدينَةِ ظَلِّي.
دمي في القَميصِ
و كفّي علَى الأرضِ
قدْ دهَسوا في اشتباك الظهيرةِ ظِلِّي.
وَ أنتِ تنامِينَ خلفَ الحواجِزِ
قدْ داهمتْنَا المدافِعُ
والمَوْتُ يَكْبُرُ في رَاحَةِ الكفِّ
أعْتَى مِنَ السّرْوِ
والبَيْتُ صَارَ غُبَارا علَى أكْمَةِ التلِّ
يَا ليتَنِي لمْ أَعِشْ لأرَى لَحْمَنَا
في نِعَالِ الجُنُودْ.
ليْتَ أنَّ المدائِنَ مَفْتُوحَةَ الأفْقِ
لا الجُنْدُ في آخِرِ الدّرْبِ
لا الأَهْلُ خلْفَ الحُدودْ.
هَلْ طَبخْتِ حَسَاءً لنَا
حِينَ نَرْجِعُ مِنْ مَوْتِنَا هَادِئِينَ
كَمَا الطّيرِ بَعْدَ العَوَاصِفِ
لَا تُطفئي النّارَ
إنّ البُيوتَ بأَنوارِها
سَوْفَ يرجِعُ أطفالُنَا مُتْعَبينَ
مِنَ المَوْتِ
دَاخِلَ أكْيَاسِ خَيْشٍ
مَعًا يَعْبُرونَ التّلالَ
إِلَى جِهَةِ الشّمْسِ
ها قَدْ تَعَلمتُ أنَّ البلَادَ التي افتكّها الجنْدُ مِنْ عيْنِ غَضْبانَ
حتّى الجَليلْ
سَوْفَ تَنْهَضُ منْ وِحْشةِ الحَرْبِ و المَوْتِ.
أَحْزَانهَا خَلْفَهَا
سَوْفَ تَعْبُرُ هذَا الطريقَ الطَّوِيلْ.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء او المديرات.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى