لا تُحاولْ
لا تُحاولْ
إنَها الحِكْمةُ أنْ تُخفِقَ في كلِّ المسائِلْ
إنّهُ حظُّكَ أنْ يقْتُلَكَ النّاسُ
وأنْ تَأتِي على أَنَّكَ قاتِلْ
لا تُحاوِلْ
إنَّهُ عَجْـزٌ إذا حاولتَ أنْ تَشْرَحَ لِلْبَحْرِ
تَوَارِيخَ السَّواحِلْ
إنّهُ عَجْـزٌ وقد حاوَلْتَ
حتّى انْكَسَرَتْ منكَ قويّاتُ الـمَفاصِلْ
إنّهُ عَجْـزٌ فلو حاولتَ أنْ تبعثَ روحاً فيكَ
قد تُصْبحُ جاهِلْ
لا تُحَاولْ
روحُكَ الخضراءُ ماتتْ فيكَ
والأحْلامُ لا تُعْطِيكَ
حتى القِشْرَ مِن حَقْلِ السَّنابِلْ
اقْبَلِ القِسْمَةَ كُنْ مُحْتَرَماً أو بعضَ عاقِلْ
حيثُ أَنَّ القَدَرَ الواقِفَ في بابِكَ لا يُعْطِيكَ
مَهْمَا كَثُرَتْ مِنكَ الوسَائِلْ
لا تُحاولْ
أَغْلِقِ البابَ على نفسِكَ واصْمُتْ
مِثْـلَما يَصْمُتُ في الرِّيحِ الشَّجرْ
أَغْلِقِ البابَ على نفسِكَ مِنْ حُزْنٍ على ماضٍ
ومِنْ خَوْفٍ على مُسْـتَـقْبَلٍ حَفَّ بهِ أَلْفُ خَطَرْ
جَفَّ شِريانُكَ يا هذا
وأصْبَحْتَ شبيهاً بحَجَرْ
أَغْلِقِ البابَ على نَفْسِكَ واحْذَرْ
ناقَةَ البَدْوِ وثُعْبانَ الحَضَرْ
وصديقاً ربَّما تحسَبُهُ النّاسُ لأيّامِكَ لو تَـقْسُو
وأيّامِي إذا ما أدبَرَتْ كانَ صديقي
قدَرِي الأشرسَ مِنْ كُلِّ قدَرْ
وصديقاً خَنَقَتْهُ غَيْرَةٌ مِنكَ
وفي وجْهِكَ مِنْ حِقْدٍ تَشَظّى وانْفَجَرْ
وصديقاً كانَ مِن أيّامِكَ السَّوْدَاءِ أدْهى وأَمَرْ
وصديقاً دائِماً يَغْلي وقدْ عَضَّ الأنامِلْ
ضجراً يَغْلي لأنّي
لم أزلْ رُغْمَ سُقُوطي مُتَفائِلْ
حيثُ حاولتُ و حاولتُ ومازِلْتُ أُحاولْ
كنتُ أرجو مِنْ عَلاقاتِي رُقِيّاً وتكامُلْ
كنتُ لو قالوا بأنَّ الحبَّ والأشواقَ زَيْفٌ
يَعْتَريني ألَمٌ حَتّى المفاصِلْ
وإذا قالُوا الصَّداقاتُ نِفَاقٌ
أتَحَدَّاهُمْ بِصَحْبي وأُمَاطِلْ
وأخيراً بعْدَما صِرْتُ وَحِيداً
وتَغَرَّبْتُ وَهَزَّتْنِي الزَّلازِلْ
فإذا قلتُ أنا عِنْدِي صديقٌ
فأنا إنْ لمْ أُنافِقْ فَأُجامِلْ
غُرْبَةٌ يُزْعِجُها جِدًّا وُجُودِي
والَّذي يُزعِجُها أَنِّي مُفَكِّـرْ
غُرْبَةٌ حُبْلى بإِعْصارٍ قَوِيٍّ وَ مُدَمِّرْ
أَجِّلِ الصَّرْخَةَ فَالمَوْعِدُ مكتوبٌ
وسَاعَاتُ أَعَادِيكَ تُقَصِّرْ
أَجِّلِ الصَّرْخَةَ ما زِلْتَ شُجَاعاً
والشُّجَاعُ القَاهِرُ الدُّنْيا مَتى شاءَ يُقَرِّرْ
وَمَتى شاءَ يُكبِّرْ
ومَتى شاءَ ومَنْ شاءَ يُصَغِّرْ
لا يُهِمُّ القِـرْشَ ما مَعْرَكَةُ البَحْرِ
وعنْ ماذا سَـتُسْـفِـرْ
إنَّما القِرْشُ وإنْ غَطّاهُ مَوْجُ البَحْرِ
فِي داخِلِهِ يَبْقَ الـمُسَيْطِرْ
فَعَلامَ القَـلَقُ القَاهِرُ
والفُرْصَةُ قَدْ تَأتي ولِلْأَمْرِ مُدَبِّرْ؟
وعَلامَ اليَأْسُ والأيَّامُ أَشْواطٌ
وما أدْراكَ؟ فالوَقْتُ مُبَكِّرْ
مُنْذُ عامَيْنِ وأتْباعُـكَ في رأسِكَ تَلْهُو وتُنَظِّرْ
مُنْذُ عَامَيْنِ وأَيّامُـكَ تُعْطِيكَ الَّذي تَرْجُوهُ
لكِنْ لنْ تُريدَهْ !
مُنْذُ عامَيْنِ وأَقْلامُكَ تَشْكُو مِنْ جَفافِ الحِبْرِ
والأَوْرَاقُ بَيْضَاءُ جَدِيدَةْ
مُنْذُ عامَيْنِ ولمْ تَكْتُبْ قَصِيدَةْ
مُنْذُ عامَيْنِ وقدْ غابَتْ جِراحٌ
وجِراحٌ ظَهَرَتْ فِيكَ جَديدَةْ
مُنْذُ عامَيْنِ وتَأْريخُكَ مَجْهولٌ
وضَيَّعْتَ سَراياكَ العَدِيدَةْ
مُنْذُ عامَيْنِ وأَرْقامُكَ أَرْقامٌ
وزُوّارُكَ جُلّاسٌ على نَفْسِ الحَدِيدَةْ
مُنْذُ عامَيْنِ وأَخْلاقُكَ ما عادَتْ حَمِيدةْ!
مُنْذُ عَامَيْنِ تَغَيَّرْتَ كَثِيراً
يا لِذُلِّ المَلِكِ الواقِفِ يَسْتَجْدِي عَبِيدَهْ
مُنْذُ عَامَيْنِ وأَرْقَامُكَ صِفْرٌ
والَّذي عِنْدَكَ لا تَعْرِفُ في السُّوقِ رَصِيدَهْ
إنَّها حَقّاً مَكِيدَةْ
وعَلَيْكَ الآنَ أنْ تَخْرُجَ مِنْ جُحْرٍ وأَنْ تُخْفِي الـمَسائِلْ
وتُحاوِلْ
وتُحَاوِلْ
وتُحَاوِلْ

مشاركة منتدى
١٦ تشرين الأول (أكتوبر), ٢٠:٤٥, بقلم فاطمة علوان رحيمه
أنا حَيرى أُحدّقُ في الظلام
اللّيلُ يَسألني عنكَ
سيبقى يَسألُ
والجوابُ يَحجُبُهُ السراب
المتمرّدة..
صامتةٌ لا تملكُ جواب
قنعتُ كنَفسي بالسكون
ولففتُ قلبي بالظنون
وبقيتُ ساهمةً هنا
لأرى ما العائقُ بيننا!
لم تكنِ المسافاتُ ولا البُعد
أنا العائق!
أنا؟!
أنا من أكون؟!
والرّيحُ تسألُ: من أنا؟
أنا روحُها الحيرانُ التي أنكرَها الزمان
أنا مثلُها في لا مكان
سمّمتُ باللومِ دمي
فلَقَتُّ رأسي بالعتب
ذلك لا يجب!
ذلك منكر!
ذلك دهاء!
ذلك ذنب!
ماذا تريدُ أن تُشعرني؟
هل أنا بلا ضمير؟!
وكأنني لم أُحبّكَ يوماً؟!
ألا هل لأشواقي إليكَ سبيل؟
وهل لاشتعالي في هواكَ مثيل؟
عشقتُكَ حتى لو ضلوعي تكسّرتْ
وليس قليلاً أن يضمّكَ خافقي
لكنني حَيرى أُحدّقُ في الظلام
لا شيء يُطفئُ لهيبَ حزني
أنا هنا أكتبُ لك،
وماذا ستفعلُ الكتابةُ لي؟
الحزنُ أكبرُ من جميعِ قصائدي
ماذا ستصنعُ للحزينِ قصيدة؟
أحتاجُ شعرَ العالمينَ لوهلةٍ
كي أستطيعَ كتابةَ التنهيدة
أنا هنا حَيرى أُحدّقُ في الظلام.