السبت ٢٤ أيار (مايو) ٢٠٢٥
بقلم رند الرفاعي

لطفلةٍ غزّيّةٍ

القصيدة الفائزة بالمرتبة الثالثة في مسابقة ديوان العرب رقم ١١ لعام ٢٠٢٥ دورة الصمود، والمقاومة، فئة الشعر

أبُنيّتي ما زالتِ الأحلامُ خلفَ الدّهرِ
ما زالتْ ظفيرتُكِ الرقيقةُ لم تُسابقْ في الحقولِ فراشةً
لم ترسُمْ الخطواتُ فوقَ الرملِ أجنِحَةً يُراقصُها النسيمْ
لم تهنَأي بالشمسِ تسبحُ في مياهِ البحرِ هائمةً
تُردّدُ أُغنياتِ العاشقينَ بِحُرقةٍ
فتذوبُ حُمرتُها بوجهِ الماءِ من خجلٍ وتغرقَ في النعيمْ
أبُنيتي.. لا خوفَ بعدَ اليومِ
لن يأتي ملاكُ الموتِ ثانيةً ولن تتألَّمي أبدا
ولن تتناثرَ الأشلاءُ من لُعَبِكْ
ولن تتشتَّتي ما بينَ مقبرةٍ وأخرى تحت أنقاضِ البيوتْ
لن تحزني
لن تفزعي
لن تُطفأَ النجماتُ ليلًا
لن يغيبَ البدرُ عن ليلِ الشهيدْ

طيري بكُلِّ براءةِ الأطفالِ
والتقطي النجومَ وراقِصيها
وامسحي بالحُبِّ عتمة
ستُرافقين النورَ لا تتأسّفي
فالنورُ أحلى من وجوهِ الأمّهاتِ
وأصدقُ الأصحابِ إن حلَّ الظلامُ
لضوءُ نجمة..
أبُنيتي
في الطينِ معصيةٌ تشوِّهُ قلبَنا
لا حُرمةٌ للموتِ تصفعُ عجزَنا
لا حميةٌ تجتاحُنا فتثيرُنا
لعروسةٍ نادتْ قُبيلَ رحيلِها: وااااااا إخوتي
سكتَ الكلامُ صغيرتي
سكتَ الكلامْ
ما عادَ نوحُ النايِّ يُجدي
لم يعدْ يُجدي من المُلامْ
سكت الكلامْ
فلترحلي
فلترحلي ولتتركِ الأوجاعَ فينا حيَةً
فالموتُ في هذا الزمانِ كرامةٌ
والعيشُ ذلٌّ قد توارى في قناعٍ للسلامْ
فلترحلي
فالعالمُ المجنونُ أعلنَ حربهُ
ضدَّ البراءةِ ضدَّ أجنحةِ الحمامْ
والعالمُ المجنونُ ينظرُ واجمًا
والوحشُ ينهشُ قلبَ أمٍّ أو جنينًا من حشاها
ينظرون بحسرةٍ فيغيّرون قناتَهُمْ
وكأنّما كلّ الذي قد شاهدوه محض أفلامْ
لكنّهم في غزّةَ الأحرارِ لم يتوقفوا
لم ينتهي التصويرُ بعدْ
ولم يزلْ تحت الرُّكامِ أصابعٌ
مرفوعةٌ بالنصرِ تشهدُ أنّها ستعودُ ألفًا
كي تُبادرَ الانتقامْ
ولتُشهِدَ الدنيا بأن أسودَ غزَّةَ لااا تُضامْ.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء او المديرات.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى