

لم يحدث شيء
القصيدة الفائزة بالمرتبة الأولى في مسابقة ديوان العرب رقم ١١ لعام ٢٠٢٥ دورة الصمود، والمقاومة، فئة الشعر
لم يحدث شيء بعد
فقط بدأتُ أنسى ملامحي
يقول شخص ما يدعّي أنّه أخي
إنّ وجهي يشبه قرية بعد طوفان
بينما أراه أنا سُنبلة مَشْحونة بالموسيقى
لم يحدث شيء بعد
فقط لا ماء في المدينة
والمدينة ستختفي بعد قليل
قالوا في الأخبار إنّهم سيُصلّون من أجل المطر
لكنّهم فقدوا اتجاه القِبلة فجأة...
عندما اختفت الشّمس خلف طائرٍ رُباعيّ الدّفع
قال أحدهم صلّوا جهة البحر...إنّه طاهر
وقال آخر صلّوا جهة الجبل...إنّه شامِخ
بينما قال طفل صغير بشهقة:
صلّوا جهة أمّي...إنّها ميّتة
لم يحدث شيء بعد
نحتاج النّزوح لنعرف كيف تتواصل الطّيور المهاجرة
وكيف تنام محلّقة في السّماء
وقد سمعت أنّ ثمّة فتاة جميلة هناك...تعرف كيف تخدع الموت
تجمع رائحة الزّيتون المبلول بتاريخ المطر
مِزاجَ الهواء...
ومَوّالا قديما لا يعرف أحد نصّه الأصليّ
ثمّ تدسّها لك في ابتسامة...
لم يحدث شيء بعد
الحرب معلّم جيّد...اكتشفت أنّ هنالك فرقا
بين صوت الطّلقة وصوت الرّصاصة
وكلّ صباح عندما ألْعق رأس مِلعقة القهوة
أتخيّل ذلك المشهد...
أنّني أُرَكِّب ذراعين وقدمين ورأسا
لأجد أنّني جمعت خمسة أطفال في جسد واحد
وأتساءل:
ماذا كان سيفعل سليمان...
لو تنازع خمسة أشخاص في جسد طفل واحد؟
كيف يصير الزّمكان تابوتا؟
وهل ينام الإنسان واقفا؟
لم يحدث شيء بعد
فقط... ما زلنا هنا