الاثنين ٢٨ كانون الثاني (يناير) ٢٠٠٨
بقلم حسن أحمد عمر

لقد كتبنا .. فأين القراء؟

سؤال وجيه ومهم ويجب على كل كاتب محترف عاشق للكتابة أن يسأله لنفسه وأستثنى من ذلك من يكتب مأجورا لنصرة باطل على حق او مأزوما حاقدأ لحاجة فى نفسه تجاه شخص بعينه أو شعب بعينه أو دين بعينه أو عرق بعينه أو لون بعينه أو أيدلوجية بعينها ، حيث لا أعتبره كاتبأ بقدر ما أعتبره جنديأ مرتزقأ بلا هدف وبلا هوية غير الحصول على أكبر قدر من مال وذهب ومتع رخيصة وحصانات زائفة ولكننى أخص بكلمة ( كاتب) أصحاب المبادىء والقيم والمثل ، حيث يتمسكون بها ويمسّكون بها ، ويدعون لها ويدافعون عنها ، ويضعون برامجهم لإقناع العقلاء والشرفاء بها ، ويكون هدفهم عامأ وليس خاصأ ، وأقصد به عموم النفع والفائدة من مشروعه الإصلاحى للبشرية كلها ، وليس لطائفة بعينها دون الأخرين أو شعبأ دون باقى الشعوب ، غاضأ نظره عن مكانهم ومكانتهم ، ودينهم وعقائدهم ، ولونهم وبشرتهم ، وأصلهم ومحتدهم.

الكاتب الذى يهتف له الجميع لا بد ان يكون منافقأ ، إذ كيف يتسنى له إرضاء جميع الأهواء والإستحواذ على إعجاب الكل على إختلاف آرائهم ومعتقداتهم وأهدافهم وتوجهاتهم ، اللهم إلا إذا كان يلعب دور البلياتشو أو الأراجوز الذى يصفق له كل الحاضرين من عقلاء وسفهاء وأدباء وحمقى ولصوص وشرفاء لأنه اضحكهم جميعأ ، فكيف لكاتب ذى مبدأ يعيش له وليس عليه ويدافع عنه عن قناعة ورضا وليس بسبب قبض معلوم مادى أو ذهبى أو منصبى ، كيف لهذا الكاتب المغلف بمثله العليا والمبطن بها أيضأ ، أن يرضى كل الأطراف المتنافرة والأضداد المتحاربة المتناحرة فيصفقون له جميعأ إلا إذا كان قد رقص على كل الموائد ولعب على جميع الحبال وهو أمر لا شك محال ، إلا على مزيف دجال و نصاب محتال يرتزق من قلمه بغض النظر عن تضارب ما يكتبه مع ما يؤمن به فقد همش قضية الإيمان ولم يعد لها ترتيب فى أرقام أولوياته.

فليكتب كل كاتب ما يؤمن به وما يعتقد انه صحيح وليحترم كل الردود ويقدرها خير التقدير ويرد عليها بأدب جم ولا يحقرها ولا يتعالى عليها ولا يجعل من نفسه كوكبأ فى أعالى السماء يلقى بنوره ولا يمسه أحد ولا يدرك كنهه ولا يصل إليه ، بل عليه أن يرد وأن يدافع عن مبدئه الذى أرساه فى مقاله وإلا لو هرب من الرد فإن أقل قول يقال هو أنه يكتب ما لا يؤمن به ولا يستطيع الدفاع عنه ولا يكلف نفسه مشقة الرد على القارىء الذى بدونه لا يخرج مقاله لعالم النور والمعرفة ، فليدافع كل كاتب عن مقالاته بروح طيبة ولا يرد على الإساءة بمثلها بل يدفع بالتى هى أحسن فكم من كلمة طيبة صنعت صديقأ من عدو ، وصنعت حليفأ من ضد.

لا تظن أنك سترضى كل الأذواق والتوجهات والعقول والافكار والأحلام إلا إذا كنت أراجوزأ كما أسلفنا ، ولكنك فى معرض كتاباتك لا تقلل من شأن إنسان ولا تعتدى على دين من الأديان ولا تهاجم فارسأ من فرسان الزمان فلكل دين أتباعه ، ولكل إنسان اشياعه ، ولكل فارس أوضاعه ، فلو تعرضت لدين بنقد لنا تنال غير الكراهية والحقد ، ولو تعرضت لفارس بهمز لن تنال غير اللمز والغمز ، ولو تعرضت لإنسان بسوء لن تحصد غير ما يسوء.

لا تظن – عزيزى الكاتب الشريف الذى أخاطبه--- أننى أخيفك او أحدّ من قدراتك الإبداعية أو أقلل من جهد قلمك المتحمس المتحفز ليل نهار ، لا والله ، ولكن الكتابة عن المبادىء أعظم وأجمل وأجدى من الكتابة عن الأشخاص ، أما فى موضوع الأديان فإن نقد السلوك البشرى أنفع وأجدى واقوم واقوى من التوجه لنقد نص سماوى كل المؤمنين بالله تعالى ورسله يعلمون انه من عند الله ، فهل ينقد العبد ربه وخالقه تعالى الله علوأ كبيرأ ، ولكنه ينقد إنسانأ ما أخفق فى فهم أو تطبيق مبدأ ما واراد فرض إخفاقه كأنه دين ، أوفرض فشله فى فهم مراد الله كأنه مراد الله تعالى.
يجب ألا يعتمد الكاتب الشريف الثقافة السمعية مصدرا من مصادر العلم فيكتب موضوعأ طويلأ عريضأ بناءأ على إشاعة أو خبر عابر دون التحقق من سلامته وصدقه فيقع الكاتب فى زلل عظيم ويصبح موقفه فى غاية الحرج والمرج ، وتبدا الاقلام المضادة فى الهجوم عليه وتقع المعارك االكتاباتية التى قد تمتد وقتأ طويلأ وقد تنتهى بكوارث وقد توقع شعوبأ فى بعضها وقد تسبب قتلى والسبب خبر كاذب أو إشاعة عابرة لم يتم التأكد منها وكان الهدف سبقأ صحفيأ وشهرة زائفة تعود بالشقاء على طالبها الذى لن يحصل عليها ولن يكون صاحبها .

لا تتوقع ان يقرأ لك الناس جميعأ ، ولا تنتظر أن يصفق لك كل من يقرؤن كتاباتك ، ولا تحلم بالهدايا والحفلات والرحلات فكل هذه مقاصد لا تتحقق اللهم إلا للاراجوز كما أسلفنا ، اما اصحاب القيم والمبادىء والمثل التى يعيشون لها وليس عليها فإنهم يعلمون ان فى كل متر لهم أحباب ولهم أعداء ، لهم مشجعون وضدهم مثبطون ، لهم مناهضون ومعهم مناصرون ، وسيظل الناس كلهم مختلفين إلى يوم الدين ولن يتفقوا على رأى واحد أو فكر واحد أو مذهب واحد أو دين واحد او حتى إله واحد ولو شاء الله تعالى خالق الكون لجعلهم امة واحدة ولا يزالون مختلفين ، فالإختلاف سنة الله فى خلقه وفى كونه ولن يوجد كاتب واحد يصفق له الجميع وإلا إذا كان اراجوزا!!!!

عزيزي الدكتور نرجو أن تهتم بوضع مقالك في القسم الخصص له ولا تنقر على زر إضافة المقال أولا إلا إن كنت تعرف كيف تغير القسم، وبما أنك على ما يبدو تجهل ذلك فابدأ بالنقر على القسم المخصص للمقال ثم انقر على زر إضافة المقال.

كما ننوه أن لا تستخدم الفاصلة المستخدمة في النص غير العربي ، واترك سطرا فارغا بين كل فقرة وأخرى.

رجاء فهذه أمور تتعبنا في التنقيح.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى