الأربعاء ١٠ تشرين الأول (أكتوبر) ٢٠١٢
بقلم سامي العامري

لكِ الضفائرُ ولي نواقيسُها

وطني توارى خلفَ أشلائي ومدَّتْ جسرَ وحدتها، عصافيرُ استقامتْ بعد إلحادي
هي الآتي، أنا الغادي
ومن سطح الطفولة رحتُ أهذي، كنتُ قد طيَّرتُ لي وطناً من السعفِ
يفوقُ عشاءَ ربِّ البيتِ بالتهريجِ والقصفِ
ويرجعُ باصقاً في الدرب ميراثَ الشبابِ، يدي تُسبُّ لأنني في كل ثانيةٍ سأنشدُ للمحيطِ الفظِّ، والدانوبُ عاد يحنُّ لي ولكلِّ باراتي،
سأحملها على ظهري وظهر جواديَ المحنيِّ كالمسرى , كخطواتي
ففيمَ الذنبُ أفعلُهُ ليرفدَني النسيمُ براقِمٍ ويقدَّ لي وبراً خريفياً فيدخلَ منه بحرٌ عاصفُ
اشتعلتْ عليه يتيمةٌ ومضائفُ
التأريخُ ليس يُساقُ كالأطباقِ
بل سيُراقُ كالسفنِ التي ترتاح في الأحداقِ
ثورةُ ذلكَ الزنجيِّ مَن سيريقُها؟ يبقى السؤالُ مؤجَّلَ الأوصالِ،
يعجبُ كيفَ لا تبكي الضفائرُ حينَ تُقطَعُ بل بكى ناقوسُها مليونَ قافيةٍ وقافلةٍ ودارَ عليَّ يَبكيني
ودارَ على البلاد، الرمحُ أقطفُهُ فيهديني
إلى جمعٍ من اللاءات ضجَّتْ ضد تكويني
وضد الجمر، جمر الشِّعر أو راحتْ على نُسْغي تجدِّفُ أو على قلمي
فأنزَلَني إلى قَدَمي
وقد ضلتْ معالمها وضلَّلَ دربَها سقمي
أمن مأوىً إلى مأوى
ومن مثوىً إلى مثوى؟
فيا متبعثِراً بالوردِ جمِّعْ لي عناويني
ومنذ اللهِ كان اللهُ يَنْجُرُ لي مغاراتي
وينجرُ لي جهازَ تنفُّسي وجهازَ عصياني كحلوى
ثم بلوى
رغم رغم رغامِ ظاهرتي فلَم تشفعْ لها نجوى
ولم أفضحْ بمائدتي مساكيني
كأنَّ الفكرَ قام يقومُ من شبحٍ ومن قرطٍ بأذن الموجة العمياء يرشدُها وتحتَ الراء في تَمرٍ وقد تمَّتْ عليه نهايةُ الأشياءِ والأشياءُ سوفُ تفرُّ من كفيَّ صاريةً ولم توجدْ نوارسُ بعدُ كي أرتاحَ من مصباح سوءتها ومَن ذا يحمل الناموسَ غيرُ الملحِ أرضياً تفجَّرَ فارتمى شفقي رمادا
ماجَ بيْ يقفو حِدادا
ماجتِ الروحُ التي رفضتْ أماناتٍ لكثرِ شيوعها فغدتْ مدادا
إنني إذْ أنذرُ الشمسَ المُسِنَّةَ لستُ أبغي طَعم ميتتها ولكنْ أشتري بالريحِ مجرى الفأسِ، أحْرِفُهُ لأعلنَ قامتي فتشفَّ عن فَلَكٍ بلا رمقٍ وكان يَرود لي زغباً، وبعضُ مسيل ضوئي جفَّ كالمحراث وارتُهِنَ الأثاثُ، أثاثُ مقبرتي , فمقبرتي الوثيرةُ لم أعد أرعى مغانمها ولكني بليغُ الثكلِ أطوي الكلَّ في بدئي وآخرتي وها إني تمشتْ في عروق الناي أنّاتي فسالَ لعابها العدميُّ واستولى على حقلٍ فكلُّ غصونهِ سوداءُ، كل ثمارهِِ سوداءُ إلا ذلك العصفورَ قاومَ فاهتدى لي نُصفُه... فصبغتُهُ تلكم قلوعي قد طويتُ وذاك بحري قد أشارَ فليس يكفي ضِعْفُهُ
لأحلَّ كالتنين فيه لجامَ عاصمتي
وأرجعُ والوهادُ الخضر أشرعةٌ
وهذا كلُّ ما حضنتْهُ عاصفتي

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى