الثلاثاء ٢٤ حزيران (يونيو) ٢٠٢٥
بقلم ‎⁨عمرو حسانين

ما يَتلُو الْمُقَاوَم

الوحيُ ما يتلو المقاوِمُ صامِدًا
لَيسَ الّذي يُتلى لِطيفِ سَلامِ
غَزَّةُ يا وَجْعَ القَصيدِ، وَمَجْدَهُ
تَجتاحُ في عُمقِ الضَّميرِ مَقامي
مَضى الحَزَنُ بينَ الضُّلوعِ، كأنَّهُ
طَيفٌ يُنادي في الدُّجى أحلامي
وَمَضى الفُؤادُ يُقيمُ صَرحَ عَزيمَةٍ
فَتُضيءُ في كَفِّ المَدى إِقدامي
أَدْلَيتُ دَلوَ الدَّمعِ في جُرحِ المَدى
فَجَرى لِيَروي ظَمأَه الأيّامِ
سُبحانَ مَن سَوَّى القُلوبَ فأصبَحَتْ
رَجُلًا يُقاتِلُ أو أُسًى بِحِزامِ
سُبحانَ مَن واسَى الجِراحَ فَخَلَّدتْ
صَبرًا كَسَيفٍ في يَدِ المُقدامِ
سُبحانَ مَن أَهوَى القُدُودَ كَرامَةً
وَرَفَعْتُها عَن مَوطِئِ الأقدامِ
غَزَّةُ يا بَحرَ الدِّماءِ، وَمِنْبَعًا
لِلمُؤمِنينَ، وَمَحرَقَ الأيتامِ
فيكِ القَتيلُ يُزَفُّ نَحوَ جِنانِهِ
وَيُقيمُ عُرسَ النَّصرِ بَعدَ ظَلامِ
فيكِ الثَّباتُ، وَصَخرُكِ المُتَجذِّرُ
حَرْفٌ يُسَطِّرُ عِزَّةَ الأقوامِ
فيكِ النِّساءُ مُجاهِداتٌ، قُلبُهُنَّ
كالسَّيفِ، لا يَخشَينَ سَوطَ لِئامِ
فيكِ الطُّفولَةُ تَحْمِلُ الحَجَرَ الَّذي
يَرمي الجَبَانَ بِمِعْوَلٍ حَسَّامِ
سَتبقَينَ، يا أُمَّ العَزائِمِ، شُعلَةً
في كُلِّ دَربٍ مُظلِمٍ وظَلامِ
سَيَعودُ فَجرُكِ مُزهِرًا بِعَبيرِهِ
وَتُضيءُ في الأُفُقِ البعيدِ خِيامي
سَيَعُودُ مُسرى المُصطَفى مُتَوَجِّهًا
بِالنَّصرِ، يَحمِلُ رايةَ الأَعلامِ
لَن يُطفِئوا ضَوءَ اليَقينِ، وَإِنَّهُ
نورٌ يُنيرُ مَسيرَةَ المُقدامِ
سَيُحَطِّمُ الأَحرارُ قَيدَ ظُلومِهِمْ
وَيُعيدُ لَحنَ العِزِّ بَعدَ رُكامِ
سَيُزَلزِلُ التَّكبيرُ عَرشَ طُغَاتهِمْ
وَيَهُبُّ يَومُ الثَّأرِ َوالإِعصَامِ
سَيُفَتَّحُ الأَقصى بِسَيفِ صُمودِكُمْ
وَتُعيدُهُ أَكُفُّكُم لِأَمامِ
غَزَّةُ لَن تَهوي وَإِن جارَ الأَسَى
أَنتِ المَقامُ بِعِزَّةٍ وَقِيَامِ
لَن يُرهِبَ الأَحرارَ سَيفُ عُداتِهِمْ
أَو قَصفُهُم، أَو حِقدُهُم، وظَلامي
أَنتِ البِدايَةُ لِلخُطى، وَنِهايَةُ
لِلمُعتَدينَ وَمَن غَوى بِسِهامِ
كُونِي العَصِيَّ عَلَى الهَوانِ، فَإِنَّهُ
لَن يَستَبيحَ النَّورَ كَيدُ لِّئامِ
فَالمَوتُ في دربِ الكَرامَةِ مَشرِقٌ
وَالحُرُّ لَا يَرضَى بِذُلِّ خِتَامِ
سَيُزَفُّ نَصرُكِ فِي الرُّبُوعِ مُكَبِّرًا
وَيَطِيرُ نَحوَ المَجدِ كَالأَحلامِ
سَيُحَطَّمُ القَيدُ اللَّعِينُ، وَتُفتَحُ
أَبوابُ حُرِّيَّاتِكُم بِحُسَامِ
يَا غَزَّةُ الثُّوَّارِ صَبْرُكِ مَشرِقٌ
كالشَّمسِ تُومِضُ فِي دُجَى الأَيَّامِ
لَنْ يَكسِرُوا العَزْمَ المُقَدَّسَ فِي الوَرَى
أَنتِ الحَيَاةُ، وَأَنتِ بَحرُ الهَامِ
قَدْ صَاغَكِ الرَّحْمَنُ دُرَّةَ عِزَّةٍ
وَجَعَلتِ مِنْ دَمِكِ الشَّهِيدِ وِسَامِ
مَا ضَاعَ حَقٌّ فِي يَدَيْكِ وَإِنَّمَا
سَيبقَى لِلمُتَجَبِّرِينَ حُطَامِ
أُقسِمتُ يَا غَزَّةُ لَن نَرضَى بِغَيرِ
المَجدِ يَعلُو فَوقَ كُلِّ رِجَامِ
وَسَنُعيدُ الأَقصى بِجَيشٍ ثَائِرٍ
لَن يَرتَضِي ذُلًّا وَلا استِسلَامِ
وَسَنُقيمُ العَدلَ فِي أَرضِ الهُدَى
وَنُزِيلُ عَنها ظُلمَةَ الأَوَّامِ
فَاثبُتِي يَا غَزَّةُ الحُرِّ يَشهَدُ
أَنَّكِ فِي التَّاريخِ أَبهَى خِتَامِ
سَيُشرِقُ النَّصرُ المُبينُ وَيَنجَلِي
لَيلُ الظُّلُومِ بِرَعدَةِ الإقدامِ
وَسَتُزهِرُ الأَرواحُ فَوقَ تُرَابِهِا
وَتُعيدُ فَوقَ رُبَاهُ وَسْمَ كَرَامِ
مَا زَالَ يُكتَبُ فَوقَ كُلِّ جَبِينِهَا
أَنَّ البَقَاءَ لِقَاهِرِ الآثَامِ
لَن يَكسِرُوا جِدرَانَ عِزِّكِ يَا دُمَى
بَاغٍ يُسَطِّرُ خِدعَةَ الأَوهَامِ
فَالصَّمتُ سَيفٌ لَا يُقِيمُ عَدَالَةً
إِلَّا بِمَوجِ الحَقِّ وَالإِقْدَامِ
وَسَتُرفَعُ الرَّايَاتُ بَعدَ صُمُودِكُمْ
وَتَسِيرُ جُندُ الحَقِّ فِي الإِعصَامِ
مَا زَالَ فِي التَّاريخِ ذِكرُكِ شَامِخًا
وَالمَجدُ يُكتَبُ فَوقَ كُلِّ أَيَّامِ


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء او المديرات.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى