الثلاثاء ١٤ تشرين الأول (أكتوبر) ٢٠٢٥
بقلم حسن عبادي

متنفَّس عبرَ القضبان «142»

بدأت مشواري التواصليّ مع أسرانا الأحرار رغم عتمة السجون في شهر حزيران 2019 (مبادرة شخصيّة تطوعيّة، بعيداً عن أيّ أنجزة و/أو مؤسسّة)؛ ودوّنت على صفحتي انطباعاتي الأوليّة بعد كلّ زيارة؛

أصدرت كتاباً بعنوان "زهرات في قلب الجحيم" (دار الرعاة للدراسات والنشر وجسور ثقافيّة للنشر والتوزيع) وتناولت تجربتي مع الأسيرات حتى أواخر شهر آذار 2024، حين تمّ منعي من الزيارات، وتم لاحقاً إبطال المنع بعد اللجوء إلى القضاء.
أواكب حرائر الدامون وأصغي لأحلامهن بالحريّة، وأدوّن بعضاً من معاناتهن.

عملت على زيارة جميع الأسيرات، كما فعلت قبل السابع من أكتوبر وبعده؛

حين أغادر بوابة الدامون أتصل مباشرة بأهالي من التقيتهنّ، وأوصل بعدها رسائل باقي الأسيرات؛

حاولت إيصال أهاتهن لكلّ بقاع العالم عبر "التحالف الأوروبي لمناصرة أسرى فلسطين" وناشطين أوروبيين.

عقّبت سما (العروس/ ابنة أخت الأسيرة ميسون): "حبيبتي يا خالتي صديقتي وخالتي وحبيبتي وأحلى روح بالدنيا، الله يفك أسر جميع أسيراتنا وأسرانا. الحكي عن خالتو ميسون قليل ما بيخلص. آخر فترة صرنا قريبات لبعض كتيير. ما بيجي حد متلك ولا الحكي معه متلك كتييير اشقتنا. الله بعلم بالعرس كانت غصة كبيرة داخل قلبي لأّنك مش موجودة حبيبتي خالتي الله يفرجها يا الله".

وعقّبت شروق شرف (أسيرة محرّرة): "الحاجة أم الاختراع... احتجت لمغيط لتنورة الصلاة وما شاء الله أم قتيبة حلت المشكلة.... بس الصعوبة ما في إبرة خياطة ولا في اشي نقص فيه ولا في خيطان كلو ندبر حالنا فيه بشغلات بسيطة... الله يفرجها عليهم يا رب ويعافيهم. الدامون خنقة بالشوب والله... والميّة سخنة ما بتروي... الله يهونها ويجزيك الخير يا رب".
وعقّبت أم محمد (أسيرة محرّرة): "والله كل رسالة بنقرأها لأسيرة بترجّعنا ورا كيف كنا وبتقطع قلبنا على الي لا زالوا هناك خالتي أم خليل وآية وربا وتسنيم وشاتيلا ربنا يكون معهم ومع التشديد الي صار بزيادة أصعب وخصوصا التركيع وقت العدد".
وعقّبت أم أمير سلامة (أسيرة محرّرة): "الله يفرجها عليها يا رب من بقايا كل شي كنا نصنع شئ. الله يكون بعونهم كنا نبحث عن فتحة صغيرة يدخل منها الهواء نحس بخننقة... ربي من عالي سماه يفرجها عليهم، ع جميع الأسرى يعطيك ألف عافية ع جهودك أستاذ حسن".

وعقبت الصديقة فاطمة جوهر (الأردن): " الله يفرجها على جميع الأسيرات والأسرى اللهم كاشف الهمّ والغم يا رب المستضعفين فرج عن أخواتنا الأسيرات وردهن إلى بيوتهن ردا كريما عزيزا... أما الأستاذ المحامي رغم أن ما يقوم به واجب وطني لكنه بدافع الشهامة والمروءة والوطنية التي لا يمتلكها إلا الأحرار.

وعقّب الصديق أحمد غازي بشتاوي: "فك الله أسرهن عاجلاً غير آجل آمين يا رب العالمين. وأقف عاجزاً وتفر من قاموس كلماتي كي أوصفك فأنت تفوق الوصف على جهودك الطيبة والمثمرة أخي الحبيب أستاذ حسن".
وعقّب الصديق حسن وتد: "بارك الله لك. أنت المتنفس وناقل الصورة، بكلماتهن، بدون تنقيح. دلالة على صدقك، وتفاصيل معهودة لكل إنسان بحياته الطبيعية بعيدا عن الارتجاع. نقلت الصورة بأعينهن، شكرا لك. يعطيك العافية. جميل ".
وعقّب الدكتور جمال سلسع: "تواصل مسيرتك النضالية تكشف خفايا كثيرة مخفية لكنها تلامس شغاف الضمير".

"صناعة الدامون الوطنيّة-تنّورة يانس من الشراشف"

زرت عصر يوم الأربعاء 23.07.2025 سجن الدامون في أعالي الكرمل السليب، للمرّة الرابعة هذا الأسبوع، لألتقي بالأسيرة ميسون محمود مشارقة (مواليد 28.03.1971) من الخليل، (مالكة روضة أطفال، جيل 4-5 سنوات)، أم ل-7 أولاد؛ محمود، يزيد (طالب ماجستير علاج طبيعي/ مصر)، نديم (طالب طب بشري/ مصر)، زيد (اشتقتله، زعلانة عليه لأنه راحت عليّ مناقشة تخرّجه/ حقوق)، هادي، يحيى وزينة.

أوصلتها سلامات الأهل وأختها سلام (زينة الحمد لله بخير اشترينا الها فستان لعرس سماء يوم الخميس، ما شاء الله اميرة، عدم وجودك يدمي القلب)، دمعت دموع فرح وعقّبت: "ألف مبروك لسماء ونضال، الليلة رايحات نعمل حفلة بالغرفة ونغنّي للحنّة".

سلام لأختي سلام وأولادها وميسر وأختي فوزية ولإمي "بعتذر منها ع القلق اللي عيّشتها إياه بحبِستي...عمرها 98 سنة).

مشتاقة لزوجي كثير وإنشالله بنجتمع قريب، دايماً بدعيلو... ولولادي كلهم، واشتقت لكلمة زينة حياتي "ماما احضنيني وأنت ساكتة".

اعتقلوني يوم 02.04.25، بعد التحقيق فكّرت حالي مروّحة، كريات أربع، المسكوبية 42 يوم (منهم 22 يوم عزل انفرادي والباقي مع زهراء ولينا)، الشارون ليلة، والدامون.

ميسون بغرفة 4؛ برفقة سامية جواعدة (سلام لزوجها وإخوتها)، سهام/ غزة (كثير منيحة، بس قلقانة ع الأهل، وبتستصعب تركع ع العدد، مين أختها اللي بتتواصل – انتصار؟)، ولاء الحوتري (قبلات لولادها وزوجها وأختها)، أماني نجار، شاتيلا (بتسلّم أكثر شي على أمها وغنيم)، إباء الأغبر (وينتا أخوها جاي من مصر؟)

البنات بعانوا من حساسيّة وحبوب على كل الجسم، الباب مغلق على طول، الغرف مخنوقة، صابونتين صغار (صابون فنادق) بالأسبوع لغرفة مع 7 بنات! عقابات متكرّرة، فش فوط صحيّة كافية للبنات، نقص كبير بملابس داخليّة، الملابس بالفوتة بوخذوها وبكبّوها، تنورة اليانس-شرشف للبنات السابقات، قصّيناه وعملناه تنورة صلاة، صناعة الدامون الوطنيّة، أكل قليل وفقير.

طلبت إيصال سلامات ورسائل لأهالي الأسيرات زهراء، حنين جابر، كرم موسى (شو أخبار حفيدتا كِندة؟)، سالي، كرمل، هناء، لينا مسك (هل تجهيز التوأم ومستلزماتهم عليها ولّا تسميتهم؟)، ميسر هديبات، ميرفت سرحان/ غزة (شو وضع أهلها؟)"، لينا وزوز (سلامات لجدّتها وبنتها توتو وولادها وزوجها)، وسماح صوف.

سلّم على الكلّ، وللترويحة خلّي جوزي يجيب لبس لكلّ البنات، وشالات، وأهالي بنات الخليل يكونوا مع بعض. خلّيه يبلّغني شو بصير بجلسة 29 الشهر، ما يخلّيني بالهوى، صعب عليّ ما أعرف.

" والله خنقَة "

بعد لقائي بميسون، أطلّت الأسيرة فاطمة عبد الفتاح منصور (مواليد 24.12.1984) من قرية بدّو/ شمال غرب القدس؛ أم لأنصار (جامعيّة/ أمن معلوماتي، أوّل عطاء ربي)، سميرة (يا قطعة روحي، سُعدت جداً بخبر كتب كتابك يوم 28.05، ألف مبروك)، محمد (يا وحيدي وقطعة روحي من بعد أبيك واليد الحانية التي تربت على رحمك، سوار (يافعتي الجميلة وشبيهتي، لا زلت أذكر كلمات قلتِها لتشد من مأزري في أسري يا ابنة الأحد عشر ربيعا: "إن الله يبتلينا، فإن علمنا الحكمة نشكر وإن لم نعلمها نصير" وكانت هذه زادي يا قرّة عيني)، فلسطين (يا وطني وعالمي، لا تذهبين من خاطري بحركاتك النغشة وكلماتك التي تنساب على قلبي عذوبة. انتظر أن تحفظي قصيدة لتلقيها في يوم الفرج)، وروح روحي وشطر عمري ومهجة فؤادي جولان ووتين (صغريات أبنائي، لا يسع حدّ شوقي أقطار السماوات والأرض لكما. أحلم بلحظة عناقكما).

أوصلتها سلامات الأهل فدمعت وقالت "بشوف أنصار بمنامي، وأختها وتين بحضنها مع طقم صلاة، حاملتها، قلتلها تعالي أحضنكن والضابط ما خلّاني...وبكيت كثير".

مشتاقة لزوجي، الله يفتخها بوجهه، دمت الصدر الحامي لي ولأبنائي.

اعتقلوني يوم 29.04.25، نصّ الليل، كرفانات، أريئيل، هشارون (4 ليالي، وحدة منهن مع ماسة وشيماء)، والدامون.
فاطمة بغرفة 6؛ برفقة بنان أبو الهيجا وشهد حسن.

الوضع والله صعب، أكيد حكولك الصبايا، الحساسيّة والحبوب على كل الجسم مضايقتنا كثير. والله خنقَة، ومضايقات كل الوقت. نازلة 8 كيلو، وقالت ضاحكة: "كرمل 49 كيلو مع الكلبشات"، نقص كبير بالأواعي والخصوصيّة.

طلبت إيصال سلامات ورسائل لأهالي الأسيرات بنان، شهد، حنين جابر، فداء، سماح صوف، زهراء، حنين جابر، كرم موسى، كرمل، رماء وإسلام (مبسوطة من اللي صار بالمحكمة وشافت صور ولادها. صلّت ركعتين شكر).

مبسوطة وسعيدة جداّ إنو ولادي بحفظوا القرآن، سلّموا على إمي وأبوي بشكل كبير وإخوتي وخواتي وحماتي وأبنائهم.
إجت أسيرة جديدة عالدامون– ناريمان.

لكما عزيزتيَّ ميسون وفاطمة أحلى التحيّات، والحريّة لكما ولجميع أسرى الحريّة.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء او المديرات.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى