الأربعاء ٤ آب (أغسطس) ٢٠٢١
بقلم أسامة الأشقر

محمد العلامي- غوتيريش والجيش الأكثر أخلاقية

الطفل الشهيد محمد العلامي ابن الثامنة من عمره هو آخر ضحايا جيش الاحتلال الإسرائيلي، كان الشهيد الطفل البريء يجلس بجانب أخته ابنة التاسعة من عمرها داخل سيارة والده والذي أراد أن يُشعر أبناءه الصغار بأن لهم الحق كباقي أطفال العالم فهو أراد أن يرفه عنهم قليلا إلا أن إرادة الموت لدى عصابة الاحتلال المسماة بالجيش كانت غير ذلك، حيث استهدفت السيارة التي يقلونها بلا سبب أو مبرر حتى أن نوع الرصاص الذي أطلق على الطفل بحسب تقرير الطبيب المشرف على الطفل الشهيد كان رصاصا خاصا ترك فتحتين بطول سبعة سنتيمتر وعرض خمسة سنتيمتر في جسد الطفل الصغير.

هذه الجريمة مكتملة الأركان لم تكن إستثنائا بل هي امتدادا لحقيقة ثابتة من خلال آلاف جرائم القتل بحق الأطفال الفلسطينيين بسبب أو بلا سبب وهنا لا نتحدث عن آلاف الأطفال الذين قطعتهم أشلاء قنابل طائرات الاحتلال، فالوسائل المتعددة التي يستخدمها هذا الجيش تجعل من إحصاء جرائمه أمرا مستحيلا ففي كل يوم يتم قتل الفلسطينيين بدم بارد ، هذا السجل الأسود من جرائم القتل المباشر لم ترقى في نظر هيئة الأمم المتحدة وأمينها العام السيد أنطونيو غوتيريش بتصنيف هذا الجيش ضمن القائمة السوداء التي تستهدف الأطفال والتي تقوم بارتكاب الجرائم بحق الأطفال الفلسطينيين لم تصل بعد لمرحلة القلق أو حتى التعبير عنه لدى هذه المؤسسات التي بالفعل تفقد مبرر وجودها بفعل هذا السكوت والتواطي المتعمد مع جرائم إسرائيل على الأرض الفلسطينية.

هذا السلوك الذي لا يشجع إسرائيل على ارتكاب المزيد من الجرائم فحسب بل هو يمنحها الكرت الأخضر لأن تمارس أشكالا جديدة من هذه الجرائم، ففي كل يوم يستخدم جيش الاحتلال أنواع مستحدثة من الأسلحة الفتاكة والمحرمة دوليا هذا بالإضافة لاستمرار دولة الاحتلال بالإدعاء بأن جيشها هو الجيش الأكثر أخلاقية في العالم وبأن هذا الجيش لا يرتكب الجرائم وأن لديه منظومة من القيم والمحددات التي يعمل وفقها هذا الإدعاء الذي تدحضه الوقائع على الأرض ففي كل يوم تتكشف حقائق جديدة عن ممارسات هذا الجيش وهناك مئات الشهادات الحية من قبل جنود سابقين عن الطريقة التي يمارس فيها هذا الجيش القتل بدم بارد بحق الفلسطينيين في كل مكان، وقد كان واضحا هذا الإجرام في القدس والضفة ومسيرات العودة في قطاع غزة، وكلها جرائم قام جيش الاحتلال بارتكابها عن سابق إصرار وهو بذلك يضرب بعرض الحائط كل الشرائع والمواثيق الدولية التي تلزم القوة القائمة بالاحتلال بحماية المدنيين وعدم المساس بهم وبممتلكاتهم الخاصة أيا كانت الأسباب.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى