الأربعاء ٢٦ أيلول (سبتمبر) ٢٠٠٧
بقلم حسن توفيق

مسيو عمر.. يستعيد الزمان الذي عبر

.. وبعينيه مفاتيح السهر!

لم يسمع أحد عن ضحكة باللغة العربية أو ضحكة بالانجليزية أو الصينية أو اليابانية.. الضحكة صوت. ينطلق في الهواء وقد يتجدد.. أو يتبدد.. ولذا يستطيع كل الناس.. رغم اختلاف اللغات والأجناس.. أن يفهموا الضحكة ومعناها.. وأن يدركوا مغزاها وفحواها.

هكذا راح مسيو عمر بن أبي ربيعة يتفلسف.. بعد أن أطلق ضحكة حلوة.. غمرت قلوب سامعيه بالنشوة.. وقد سرت عدوى النشوة إلى قلوب كل الجالسين في الليدو من فرنسيين ويابانيين.. ومن سود وبيض.. ومسيحيين وبوذيين.. والى غيرهم من
الآخرين.

قال عمر للمجنون: أتعرف أن كل نساء الليدو يعرفنني.. وبالحب والخير يذكرنني!.. تماما كما كانت نساء مكة يعرفنني ويذكرنني.. هذا طبعا أيام زمان.. عندما كانت كل امرأة منهن تراني أتبختر بالحصان.. أما الآن.. فإن نساء الليدو يعرفنني من خلال موقعي على الانترنت!.. وبين الحين والحين أتلقى منهن رسائل بـــ«الإيميل»!!

 وهل يعرفنك الآن شخصيا؟.. وكيف؟!

 أيها المجنون الغبي.. إن موقعي على الانترنت مزين بالصور.. وكلها تروي حكاياتي مع السهر.. عبر الزمان الذي عبر.. وحتى هذا الزمان الحاضر.. وإذا فتحتَ موقعي ستجد صورا لي مع هند وفاطمة ونُعْم.. كما ستجد صورا أخرى لي مع سوزي و جاكي وجين!

 أنا أفهم أن هند تعرف قصائدك الغزلية.. لأنها مكتوبة بلغتنا العربية.. ولكن كيف تفهم سوزي هذه القصائد وهي لا تعرف غير لغتها الفرنسية؟

 ألم تسمع أبدا بالمستشرقين.. والمترجمين!.. قبل أن تجيئوا أنتم استقبلتني ثلاث فتيات جميلات.. بأجمل الورود مع ألطف البسمات.. وسأروى لك أيها المجنون.. ما جرى عند دخولي حتى لا تساورك الظنون.. والآن اسمع يا مجنون:

حين مس الأرضَ غيثٌ وانهمرْ

رحت لليدو بشوقٍ قد كَفَرْ

عرفتني نسوة الليدو اللواتي

ليس فيهن حياءٌ أو خفر

«.. قالت الكبرى: أتعرفن الفتى؟

قالت الوسطى: نعم.. هذا عمر

قالت الصغرى.. وقد تيمتُها:

قد عرفناه.. وهل يخفى القمر..»

إنه ينعش أحلام الصبايا

إنه العاشق في أبهى الصور

إنه كنز من الحب تجلى

وبعينيه مفاتيح السهر

إنه يقطف ورداً من خدودٍ

ويغني لزمان قد عبر

وهو في الحالين حلوٌ ووسيمٌ

ساحرٌ يُلقي دعابات السمر

تمايل المجنون من الطرب.. وتمايل معه كثيرون من العرب.. لكن المجنون قال - فجأة - لعمر.. بقدر كبير من الحذر:
 إن كل قصائدك يا عمي عمر مكتوبة في النساء.. فلماذا لم تمدح أي خليفة من الخلفاء؟

 أولا.. لا تكرر أبدا عبارة عمي عمر .. قل لي يا أخي عمر.. فأنا اكثر شبابا منك!.. وثانيا.. لقد سبق أن قلت للخليفة الأموي أنا لا أمدح الرجال، إنما أمدح النساء وذلك بعد أن طلب مني أن أمدحه.. والحقيقة أنني فعلا أعشق النساء.. وتركت السياسة لبني أمية.. خصوصا إنني من عائلة ثرية.. ولست محتاجا إلى المال.. وبالتالي فإني لا أمدح.. وانما أتغزل في كل وجه مليح، ثم اتركه الى ما هو منه أملح.. وثالثا.. ان الحكام يضعون الشعراء في المعتقلات والسجون.. إذا كتبوا عما هم يفعلون أو يرتكبون.. ولهذا فأنا أتقي شرهم واكتب في الحب، بل أحيانا في المجون.. أليس هذا أفضل يا مجنون؟!

فجأة ترنح عمر.. لا بسبب ما شرب.. وإنما من فرط الطرب.. بعد ان سمع موسيقى التانجو والسامبا والجاز.. فأمسك سيفا من سيوف الزينة.. واخذ يتمايل أمام فتاة بدينة.. لأنه لا يحب النحيفات.. وهنا تحرك شاب مفتول العضلات..

يسمونه «بودي جارد» لكي يقبض على مسيو عمر.. لكن إحدى العاملات في الليدو اندفعت بسرعة.. وقالت للبودي جارد.. ان هذا الرجل الجميل.. ليس إرهابيا وليست له أي علاقة بخطف الطائرات.. وإنما يحب أن يخطف قلوب الجميلات.

لم يهتم عمر بهذا البودي جارد ... وواصل الرقص بكل ثقة واعتداد.. ثم اطلق ضحكة حلوة.. غمرت قلوب الجميع بالنشوة.. بينما أمسكت سوزي كتف مسيو عمر.. وأخذت تراقصه دون حياء أو خفر.. فقال عمر للمجنون.. اسمع ما سأقول يا عم
مجنون:

يُقبلُ الليل فينسينا النهارْ

عندما يُلقي على الدنيا ستار

هذه سوزي بتانجو تتلوى

هذه جين تحيي بون سوار

ونبيذٌ من شفاه تتغنى

أخطفُ القُبلة منها باقتدار

وأنا أرقص كالساحر لما

يتمشى بين أولاد صغار

قدمي تبدعُ إيقاعاً عجيباً

بينما النسوةُ حولي في انبهار

كل هذا في ستار الليل يجري

كيف بالله نرى نور النهار؟

.. وبعينيه مفاتيح السهر!

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى