الخميس ٢٠ أيلول (سبتمبر) ٢٠١٢
بقلم
مشيئـِة!
«ولَوْ شَـاءَ كانَ الغَزْوُ مِنْ أَرْضِ حِـمْـيَـرٍولـكِـنَّــهُ عَـمْـدًا إلـى الـرُّوْمِ أَنْـفَــرا»ومُـنْـذُ (امرئِ القَـيْسِ) القَوافِـيْ حَوامِـلٌفَـأَنَّـى بِـلاديْ أنْ تـُهـَابَ وتُـنـْصَـرَا؟!لَـبِسْـنَـا ثِيـَابَ الــرُّوْمِ، إِرْثًـا مُـؤَثَّــلًا،كَـأنـَّا عُـرَاةٌ!.. لا نُـحِـسُّ.. ولا نَـرَى!و(آخِـيْـلُ)، يا (باِريـسُ)، طَارَتْ خُيُوْلُـهُفلا «كَعْبَ» أَبْقَىِــزَّ يَــعْــرُبٌبَـلَـوْنـَاهُـمُ: ذَيْـلًا لـِمَـنْ دَالَ في الوَرَىفَطَـوْرًا مَوَالِـيْ الفُرْسِ، كِسْرَى يَسُوْسُهُمْ،وطَوْرًا مَوَالِـيْ الرُّوْمِ، يَـرْجُـوْنَ قَـيْـصَرا!* * *بِجُـوْلِ الفُـؤَادِ اصْطَـفَّ لِلْحَـقِّ دَمـْـعُـهُمْوذاكَ اليَـتِـيْـمُ ارْتَـفَّ يَـدْعُـوْ مُـبَـشِّــراأَصَـبْـنَا شِـغَـافَ الكَوْنِ، فارْتَـاعَ ظَـالِـمٌ،وثُـلَّـتْ عُـرُوْشٌ سَـامَـتِ الـنـَّاسَ أَدْهُـراسَمِعْنا سَـماءَ اللـهِ، لا صَـوْتَ دُوْنَـــها،تَـصُوغُ لَـنَا فَـوْقَ السِّمَـاكَـيـْنِ مِـنْـبَرابِـنـا الْـتَـاثَـتِ الدُّنْـيَـا غَمـامـَـةَ غـَـارةٍوأَضْحَـتْ تُـغَـنِّي: «يـا خَلِـيْلَـيَّ خَــبِّـرا:بِـأَنـَّا رَدَى الـبَـاغِـيْ، ولَـيْسَ بِضَـــائِـرٍذا صَـحَّ قَـلْبُ السَّيْفِ أَنْ لَـيْسَ عَـنْـتَرا!»* * *أيـا دانَــةَ الدَّانَـاتِ،لا وَرْدَ فـي الرُّؤَىبِحُمْرَةِ فِـيْـها، لا، ولا نَـشْـرَ أَعْـطَــراويـا غايَةَ الغـاياتِ، لا كأسَ فـي الـمُنـَىكَـخَمْـرَةِ خَـدَّيْـهَـا، ولا دُرَّ أَنـْضَــراومـا شَــادَ أَسْخِـيْلُوْسُ للشِّعـرِ مَسْرَحًـاكَما شــادَ قَـلْـبـي يَـوْمَ أَنْ قِـيْـلَ: شَمِّـرا!* * *جَـبَـهْـنَا سَمُـوْمَ الـرِّيْـحِ بِالـرُّوْحِ جَذْلَـةًوخُـضْـنَا عُـبَابَ البَحْـرِ يَـنْـدَاحُ أَبـْـحُـرافما ارْتَـدَّ صُبْحُ السَّيْـفِ بالسَّيْفُ سَـاطِـعًاولا انْهَـدَّ بَـرْقُ الرُّمْـحِ بِالرُّمْـحِ مُقْـمِـرا!* * *خَلَـعْـنَـا رِبَـاقَ الـرُّوْمِ والفُـرْسِ، نَـهْــزَةً،وعُـدْنَـا، كمـا كُـنَّـا، رُعَـاعًـا وبَـرْبَــراجَلَـوْنـا جَلِـيْـدَ الـوَقْتِ، فاهتاجَ مارِجًا،ومِـن سِـيْـرَةِ الـثَّاوِيْـنَ، فُـلْـكًـا مُؤَسْطَـرارَضِعْـنَا غُـبَـار الدَّهْـرِ لم يَـشْفِ نَخْـلَـةًولم نَـرْتَشِـفْ مِـنْ نـارِ جَفْـنَـيْـكَ كَـوثَـرارَحَلْتَ بِـنا في لُـجَّـةِ الـجُـرْحِ مُـشْـئِـمـًافما اصطدتَ مِنْ سَبْعٍ ولا اصطدتَ جُؤْذَرافَـعُـدْ، أَيـُّـها الضِّلِّـيْـلُ، فيـنا سُهَـيْـلَـنا!وعُـدْ، أَيـُّـها الـمَـأْمُـوْرُ، فيـنا مُـؤَمَّـرا!