معرض «اقرأ » للكتاب يشهد إقبالا كبيراً

في خطوة تحدٍ واضحة تعتبر الأولى من نوعها منذ سنوات طويلة وبرغم الحصار الظالم والخانق المفروض على قطاع غزة, افتتحت وزارة الأوقاف والشئون الدينية معرضا للكتاب أطلقت عليه اسم معرض «اقرأ».
في قطاع غزة غابت كثيرا مثل هذه المعارض عن الساحة, بسبب منع دخول الكتب الجديدة, مما جعل رواد المكتبات وطلبة العلم يبحثون عن طرق أخرى, منها الانترنت, للحصول على ما هو جديد لكن دون جدوى, مبررين ذلك أن ما يوفره الكتاب لا توفره التكنولوجيا.

الأول والأضخم من نوعه

وفا عياد المشرف العام على المعرض قال : «يعد معرض اقرأ» المعرض الأول والأضخم من نوعه في تاريخ سنوات حصار غـزة، وذلك بما يحتويه من كتب القيمة وصور واللوحات ووسائل تقنية وتكنولوجية، وما له علاقة بالمتخصصين وطلبة العلم والعامة.

وحدثنا عياد عن الفكرة الأولى لإقامة المعرض, قائلا: كانت الفكرة صغيرة بتزويد الخطباء والوعاظ بالكتب الدينية والعلمية المهمة لتطوير أدائهم وقدراتهم في مجال الوعظ والإرشاد إلى أن استحسنت الوزارة وطورتها لإقامة معرض كبير للكتاب بشتى أنواعه ومجالاته العلمية.

وأضاف, حيث تم مراسلة العديد من المكتبات العلمية والمؤسسات الخيرية والداعمة في الخارج والداخل وتم إدخال كميات كبيرة من الكتب والعناوين الجديد رغم الحصار وإغلاق المعابر,بالإضافة إلى تشكل لجان متعددة من لجان فرز وإحصاء وتسعير الكتب بما يتناغم مع الحالة الاقتصادية للشعب الفلسطيني.
ولم يقتصر المعرض على الكتب والمجلدات، بل كان هناك قسم خاص لأحدث ما توصلت إليه التكنولوجيا من وسائط متعددة واسطوانات وأجهزة حاسوب.

إقبال كبير

وعن إقبال الناس على المعرض مضى يقول: توقعنا أن يكون الإقبال ضعيف جدا بسبب الحصار والشح المادي في المجتمع, لكن تفاجئنا بنسبة كبيرة جدا من طلبة العلم والمتعلمين دخلوا المعرض, مما أدى لإقبال كبير من الزوار.
وينقسم المعرض بالإضافة إلى الكتب والمجلدات الدينية لعدة أجنحة وأفرع شاركت فيه العديد من المؤسسات والجمعيات التي لها علاقة ببيع الكتب والأجهزة الالكترونية والكمبيوترات وما له علاقة بالعلم والتكنولوجيا.

ومن بين الأقسام, أقسام للكتب المتنوعة، وقسم المهن الهندسية ومعرض للصور، وقسم القدس، والمنتوجات الفنية، ولوحات إرشادية وثقافية، وعدد أخر من الأقسام العامة والمتخصِّصة.

ويحتوي المعرض على ( 4000) أربعة آلاف كتب ومجلد, منها (400) أربعمائة عنوان جديد لم يكن معروضا بالأسواق من قبل.

ارتفاع الأسعار

«أحمد» أحد زوار المعرض حدثنا وهو يبتسم قائلا منذ فترة وأنا أنتظر مثل هذه المعرض سنوات لأن مكاتب غزة فارغة وننتظر كل جديد لكننا لا نرى شي بسبب الحصار, إلا بهذه المبادرة الجيدة للإخوة في وزارة الأوقاف.

وعن الأسعار أشار أحمد على أن أسعار الكتب الموجودة في المعرض متفاوتة بين الرخيص الغالي, لكنه ابدي استغرابه من ارتفاع بعض أسعار الكتب والمجلدات بخلاف عن الأسعار الموجودة في السوق الخارجي.

وأجاب المشرف «عياد» على سؤالنا بارتفاع أسعار الكتب بالقول: لا ننكر أن هناك بعض الأسعار العالية لكنها خارج المعرض فهي أغلى مما هي متوفرة بالمعرض, لأن من أهداف المعرض هو توفير الكتاب الإسلامي والعلمي لطلبة العلم في الوقت الذي أصبح هناك شح وتسهيل الحصول عليه, حيث يتم تخفيض بعض الأسعار لطلبة العلم والمهتمين.

ونوه إلى أن تحديد الأسعار لم تحدده الوزارة ولكنه متعلق بطبيعة دور النشر والمكتبات التي قدمت منها الكتب ورغم ذلك عملنا تخفيضات على بعض الكتب وخاصة أول يوم بالمعرض, مضيفا, هناك خصومات لمن يقوم بشراء كميات كبيرة من الكتب ومن يجد صعوبة مادية ومحتاج لشراء كتاب معين فيكون هناك مراعاة لظروفه.

وتقدم الزائر أحمد بالشكر لوزارة الأوقاف والشئون الدينية لهذه المبادرة الجميلة متمنيا المزيد منها لإثراء المجتمع بما هو جديد ومفيد للمهتمين وطلبة العلم, كونه غاب كثيرا عن الساحة الفلسطينية, كما تمنى عياد أن تتحرر غزة ويفك الحصار حتى تدخل كميات كبيرة من الكتب وبأسعار مخفضة ليستفيد منها الجميع.

فعاليات على هامش المعرض

و نظمت إدارة المعرض وبالاشتراك مع العديد من الوزارات والمؤسسات المحلية عدد من الأنشطة والفعاليات ضمن فعاليات على هامش المعرض. من بينها نشيد ومسرح ومحاضرات وعروض وأمسية شعرية, شارك فيها لكثير وسجلت نجاحا ملموسا.

فدوان أبو شريعة مديرة دائرة التدريب والتنمية بوزارة الأوقاف, تشارك دائرتها على هامش اقرأ للكتاب بمنتجات فنية تقوم بإنتاجها العاملات في الوزارة, في مجال الخياطة والدباج وأعمال السيراميك والأشغال الفنية التي تعكس التراث الفلسطيني العصري

حيث أكدت أن الإقبال على المعرض مميز وملحوظ بشكل كبير, ووجهت دعوة مكثفة للمجتمع الفلسطيني لزيارة المعرض واغتنام الفرصة للمشاركة وحضور المعرض قبل انتهاء أيامه.