الخميس ١٣ آب (أغسطس) ٢٠٠٩
إلى محمود درويش
بقلم سليمان يونس الحزين

من يغسلُ الموجَ من الملحِ

لملمْ بقايا شيخوختك
واشرب الشَّمس
في كأسك
حرِّرْ عنق البخور
واغسل سكة الجمر
من يأسك
مشانقهم معلقة في سحابة
إن الهنود الحمر
أهل التشابه وإخوتك
إمبراطور بني صهيون
يعلو في برج الظلمات
وفى طقوسك.
***
يا أمتي أنا الكنعاني
أغسل الموج من الملح
وأجلس القرفصاء
بين سماءين وهاويتين
والمماليك يعبروا
خرائط المديح
هنا صلاة القديس
أمام سفسطائية المذبح
بين قاب قوسين
أو قوس قزح.
***
شيِّد رثاءَكَ
فوق مؤنث الصواعق
يا سرب الفوضى
فضاء يكفن الكون
ولا وصايا للخلائق
على ساحل البلاغة
نرمى أرواحنا.
هذه الرايات ليست هويتي
وطوائف تخترع
الوجوه من بقايا الحرائق.
***
يا آدم
من أين لك هذا الاسم
مثلك أنا
أستعير لي اِسماً
كل يوم
الدنيا تخلع زينتها أمامي
أي خطيئة هذه
يا جهنم.
وأمي تدنو
بين يدها
مئذنة غيم.
***
أرى أفلاطون
نازلاً من الزلازل
عند زوجة البحر الميت
وصبر الإبل
جيش الفيل
يغزو إقليم العسل
طوفان الفيروسات
يستعمر زمني الأول
زوارٌ يجيئون زوراً
في تاريخنا العاجل
لا تغمض رؤيتك
وتنبأ إنك
سفير الجوع
ووالي ممالك زحل
لا تستعر لقد قرأت
ميزان الزمن
يا زجاج الخيال
دلني على بقية رمل.
***
هل سألن الكنعانيات
والعنقاء والراهبات
من هي غزالة عزلتي؟
جنكيز خان يداهم وقتي
وأنا الهارب
على أبواب النهاية
واخبىء حلمي
في أوراق الملكوت
من أين لي
جغرافيا الصقيع !
يا باخرة نوح
من يصالح الخراب
مع البخار
أشلائي موزعة
بين قبائل
الروم والهولوكوست.
***
يا أيها
الآتون من دول الثلج
هنا بئر النار
أيةُ أفعى تعبر صخرتي
لها صرختي -
كأنني في غرف الأعاصير
مقيم
يا جبل الطور
أمي تسأل أمها
عن نظرية الإبستيمولوجيا !
وأنا أسأل جدتي
عن جديلتها ؟
من أية بذرة شعر
جئت أنا ؟
***
أودية حمراء
تتدلى تحت فُوَّهة البراق
عربة التاريخ
تعبر فوق دمعتي السمراء
أين الممر
وصلوات الغجر
إكليل ناي
من حديقة الغبراء
لو كنت حكيماً
من يجيء لي بحكمتي
من الحكماء ؟
لو كنت طيراً
علمني كيف أتسكع
في مدار السرطان ؟
وخلصني
من فتنة الثرثرة
فوق منبر الفضاء
أنا المتحول
في أوحال أحوالها
شتتنا ألقابنا
وقبائلنا ليس لها قبلة
نحو جسد الإستواء
الديناصورات الكبرى
تجيء من كونك المصلوب
ترقص على طبولك الأولى
تمسكوا بجماجمكم
إن تدركوا هامشي
فهو هامش ضوضاء
الهمس يؤسس سهم
ليغتال وجه العراء
أساطيلهم تعوم
في جمجمة الغبار
إبليس يلبس
أقنعته العمياء
كلّ الذين طحنتهم الكوارث
سينتخبوا شيئاً
من رمادي بعد الفناء 0
 
سليمان يونس الحزين - 2008
شاعر فلسطينى مقيم فى غزه
Fmh_2009@hotmail.com
( حارس أودية الحزن )
رتل جرحك فوق أوتاري ترتيلا
زعزع إعصارك منى
احرسني من أوهامي
أو كن سلسبيلا طويلا
جاءت أوراق الجنون
قالت قلبي قبلي زهرة أرجوانية
يا سارق نعشى مهلا
أخبرني أين موتى الأول
إنا أعطيناك النفط بحرا
هذا هو حزن للموؤدة هنا
لو ترسل نهارك لأكواخ أهلي قنديلا
يا ساري نحو الغياهب
لم ترحم ضلي الرمضاء
من يشهد شيبوبة الليل ثلجا على قيدها
ماتت في ضباب الزنزانة الفرعونية
بر محمول على ريش الغبار
كان السلطان الماجوسى
يرقص الهايكو عند أوتار الجحيم
أشلائي حيرى إلى يوم الهول الأعظم
أنت قبري هنا يا برقى
أم تدنو في صدري
في عينيها غزاوى
يصحو فينا طفل
من هذا الفسفوري؟
هل ينجو من ألواح ذكراه؟
يصرخ أي مرثية
ترمى نهرها للنهار!
نحن عطشى في بئر من رماد
من يدثرني خلسة بالفضاء
 
في جنبي بحر لم ينج من تمساح الغضب
نبظى مطلق زملنى بالزنبق
من يرى انتحار الشواطئ
في غرفة النسيان
خانني حدسي كي أدنو في قبضة الناي
نحن أفرحنا نكست
تحت أشجار من الأجساد
من بدئنا0
هذا الدهر سيف على أعناقي كي أفني
هل لنا طقس للوجع؟
طرز بالندى ذاتي
آه كم سالت دماء الحنون في موسمي
ارض تغزو رأسي
الدنيا جاءتني ترتدي أصوات السر
يا معشوقة ترتوي من وريدي ملحا
لا تسأليني عن أيامي يوم الفزع
هل هذى دماء الأرض التي تغزو ضالتي
من عبث؟
مريم ترمى ندبها فوق زندي
ذابت في جرحى خلجان ملح وحنظل
كم أرهقتني المراثي وأنات الكائنات
وحدني يا شكي في ليل الله
أو كن سرا للسكون

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى