

موت شاعر
مات الشاعر…
لكن موته لم يكن انطفاءً،
بل كان إشعالاً لشمعةٍ جديدة
في قنديل السماء.
حين أغلق عينيه
لم يظلم الكون،
بل انفتح فيه بابٌ آخر
يطلّ على حدائق لا يراها إلا العابرون بالنور.
في موته
لم تنكسر القصيدة،
بل نهضت مثل طائرٍ عنيد
يعلو فوق ركام الجسد،
يعلو…
حتى يصل السماء السابعة.
هناك،
جلس الشاعر بين الأنبياء والعاشقين،
يرسم بالكلمات أنهاراً من موسيقى،
ويزرع على أرصفة الغيم
أزهاراً لا تذبل أبداً.
موت الشاعر ولادة،
ولادة في كتابٍ لا تمحوه الأزمان،
ولادة في حنجرة طائرٍ يهاجر،
وفي حكاية طفلٍ يتهجّى اسمه،
وفي قلب امرأةٍ تنام على صوته
وتستيقظ على رجع حروفه.
أيها العابرون على الأرض،
لا تقولوا: مات الشاعر،
قولوا: صعد،
تحرّر،
صار جزءاً من سرّ الله،
وصارت كلماته صلاةً أبدية
تحرس وحدتكم.