السبت ١٥ آب (أغسطس) ٢٠١٥
بقلم سعيد العلمي

مُعْـجـِـزةٌ في طـنـْجة

إنـْـقـَـطـَعَـت عـنه طويلا فـقـيل له أنها ما عادت تقيم في إسبانيا وأنها رجعـت إلى مدينـتها (طنجه) فاجـتاز البحرعـلـّـهُ يعـثـر عـليها هناك

أراكِ في كـُلِّ الوُجودِ
ألفاكِ في هـذي الوجوهِ المليـحَهْ
وأحِـسُّ عِطـْرَكِ كـُلـّما هَـبّ النـَّـسيمْ
فـتـَخالِـني مِـثـلَ الطيور ِ الذبيـحَهْ
أحِـسُّ نـَـبـْضَكِ كـُلـّما نـَبـَضَ الـهَـوى
في قـلـْبــِيَ المَفـْـلولْ...
أو حـلـَّـقـَتْ حَـوْلي عـصافـيرُ المَدينهْ
أرنو لصَـدركِ كـلّما اشـتدّ الحـنينْ
وتمايـَلـَتْ هـذي الورودُ الحَـزيـنـَهْ
اليومَ ها قـدْ جـِئـتُ أرضَـكِ هائِما ً
ولعَـلَّ مُـعـْجـِزَة ً تـكونْ
ولـعَـلّ وجْـهَكِ ساطِعا ً حـُـبـّا ً ونورْ
يـَـنـْفي عـنِ القـلبِ المَنـونْ
إنّ الحـياة َ تـقَـلـّصَتْ في مُقـْـلـتي
ومِنـْجَـلٌ حـَصَدَ المِراحَ بمُـهْـجَـتـي
لـمّا احـتـَجـَـبـْتِ خـَطـَفـتِ مِـنـّي بـَهـْجَـتي
فـَـذَرَفـْـتُ دمْعَ البَـرْدِ مِنْ وَقـْع ِ الظـُـنونْ
هَـيـْهاتَ في لأواءِ بُـعْـدكِ
أنْ أعي يوما ً حـُـبـورْ
نهْـرُ السعادةِ في غِـيابـِكِ نَـبـْعُهُ حـتـْما يـَغـورْ
والريـحُ تـَصْفـُرُ في صحارى الوَجْـدِ والحِـرمان ِ
تـَخْــشاها النـُّـسورْ
تـَعـلو وتـَعـلو في سَماءِ الصّـدِّ
تـهـفـو إلى المَـحْـبـوبِ
خـَلـْـفَ الـبَحر ِ
تـَـقـْـتـَـنـِصُ الـعُـبـورْ
إنـّي هُـنا أسعى وأبـْحَـثُ عَنْ خـَيالِكْ
وألوذُ بالذِّكرى لتـأخُـذَني حـِيالِـكْ
قـلبي الجَريحُ تـقـُضُّ مـَضْجَعَـهُ الحِـسانْ
ويـَظـَـلُّ يـَخْـفـِقُ مِثـلـَما يـَوم امـتِحانْ
فإذا أطـَـلَّ عَـليَّ وَجْهُ مليـحةٍ مِـنـهُنْ
بشَعـْرِكِ اللـيْـلِـيْ
بـِعـودِكِ الـرَّيـّانْ
وكُـلـَّـما وقـَعـَـتْ خُـطى أنـْـثـى
تـدُقُّ بـكـَعْـبـِها الرّنانْ
بـِقَـدِّها الفـَـتـّانْ
لتذوبَ فـيـما بعـدُ في الأبوابْ
يدورُ بـيَّ الناسُ والأصواتُ والمـيدانْ
أتـُرى تـكونُ المُعْـجـِزَة ؟!
أتـُرى سَـيـُسْعِـفـُـني المَكانْ ؟!
أتـُرى سَـيـُنـقِـذني مِنَ اليـَأس ِ الزّمانْ ؟!
هـذي هِـيـَهْ !!
مَحْـبـوبَـتي هـذي هِـيـَهْ !!
وأغُـذ ُّ "خـَلـْـفـَـكِ" خُـطـوَتي مُـتـَلـَهـِّـفا ً
مَمْـشوقـَـتي هـذي هِـيـَهْ !!
قـدٌّ يـُضاهي قـَـدَّها الـرَّيـّانْ
عِـطـْرٌ يـَهُبُّ عَـلـَيَّ مِنْ أوصالـِهـا
لا مـِثـْـلـهُ فـُـلٌّ ولا رَيْـحانْ
فإذا بـِهـا شَعَـرَتْ بـِخَطـوي خَـلـْـفَـهـا
فاسْـتـَوقـَـفـَـتـْـنـي بادِيا ً فـيـهـا حَـنانْ
"ماذا دهاكْ ؟!
إني أراكَ مُـعـذ ّبا ً
شَئٌ مِنَ الحُـمّـى اعـتـَـراكْ
هل جـئـتَ تـنـشـدُ بي شِـفـاك ؟!"
رَدّدْتُ مَـشدوها ً ومشدودا ً هُـناكْ
لحُـسْـنـِهـا الفـتـّاكْ
" بلْ جـِئـتُ أنـْـشُـدُ مُعْـجـِزَهْ "
ورَوَيـْـتُ كَـنـْهَ المُـعْـجـِزَهْ
فـَـقـَهْـقَـهَـتْ مِنْ قِـصّـتـي
فـَكَأنـّها بالسّـيْـفِ شَـقّــتْ سُــرّتي
وتـَحَـدثـَـتْ لـتـَزيدَ ألـفا ً حَـسْـرَتي
" هذي المدينة ُ طـَـنـجـتـي
وليـْسَ فـيـها مـُعـجـزاتْ
هَـيْهاتَ في طـَـنـْجَهْ علاءَ الدينْ
يا أيـُّهـا المـِسكـينْ
هـيـْهاتَ فـيـهـا المـِصباحَ والعِـفـريـتْ
فـتـِلكُـمـو بـغـدادْ
هيـّا ألا انـْهـَضْ مِنْ سـُباتْ
واستـَقـْـبـِل ِ الصُّـبـْحَ المُـنيـرْ
فأنـا أمـامـكَ يا غـَـريـرْ
سأدَعْــكَ تـَـلـثـُـمُ جَــبـْهَـتـي
سـَـتـَظـَـلُّ تـرعى خـُـصْـلـَـتـي
إنـّي رأيـْـتُ بـنـاظِـريـْـكْ
أنـّي سَـأسْـكـُـنُ مـُقـْـلـتـَيـْـكْ ".

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى