

مُهَندِسُ الطُّوفَان
يَا سَامِعَ الصَّوْتِ هَلْ جَائَتْكَ أَخْبَارُ
أَمْ رَاعَكَ الْأَمْرُ حَتَّى قُلْتَ أسْمَارُ
أَوْ أَنَّ أُذْنَكَ وَدَّتْ لَوْ بِهَا صَمَمٌ
غَدَاةَ فِيهَا جَرَى قَدْ مَاتَ سِنْوارُ
وَلَا يَرُوعُ الفَتَى مَوْتٌ إِذَا أَلْفِهْ
وتَذْرِفُ العَيْنُ إِن مَا مَاتَ مِغْوَارُ
شَيْخٌ قَضَى فِي سَبِيلِ اللهِ مُحْتَسِبًا
لَمْ يُثْنِهِ عَنْهُ لَا مُلْكٌ ولَا دَارُ
حَامِي حِمَى بَلَدٍ مِنْ جَوْرِ أُمَّتِهَا
شَحَّاذُ عَزْمٍ وَيَوْمَ الْكَرِّ كَرَّارُ
هُوَ الْجَسُورُ فَلَا خَوْفٌ سَيُقْعِدُهُ
يَصُولُ عِزَّا وَكَأْسُ الْمَوْتِ دَوَّارُ
كَمْ حَاوَلُوا قَتْلَهُ لَمْ يَتْرُكُوا سَبَبًا
مُرَوِّضُ الْمَوْتِ حَارَتْ فِيهِ أَمْصَارُ
مُتَوَّجًا فَوْقَ عَرْشِ الْمَجْدِ مُنْتَظِرًا
مَنْ حَارَبُوهُ وَهُمْ مِنْ رَوْعِهِمْ غَارُوا
وَمَا تَرَجَّلَ مِنْهُمْ وَاحِدٌ هَلَعًا
مِنَ الْعَجَائِبِ جَيْشٌ رَاعَهُ ثَارُ
لَاقَى الْعِدَى بَيَدٍ مَبْتُورَةٍ وَعَصًا
وَهَلْ لَدَى غَيْرِهِ دَاعٍ وَأَعْذَارُ
وَقَدْ رَمَى بِالْعَصَا مُوصٍ بِهَا أُمَمًا
أَنْ أَقْبِلُوا فَدِمَاءُ القَوْمِ أَنْهارُ
أَنْ حَارِبُوا خَصْمَكُمْ فِي كُلِّ مُفْتَرَقٍ
وَقَاوِمُوهُ فَسَيْفُ الْحَقِّ بَتَّارُ
أَنْ نَازِلُوهُمْ وَلَا تَسْتَسْلِمُوا أَبَدًا
وَلَا تَوَانَوْا فَرَكْبُ الْمَجْدِ سَيَّارُ
أَنْ لَا تَخَافُوا مَقَالَ الْحَقِّ إِنَّ لَكُمْ
حَقَّا تَليدَا فَإِعْلَاَنٌ وَإِجْهَارُ
أَنْ عَلِّمُوا دَائِمًا أَطْفَالَكُمْ سِيَرَ ال
مُجَاهِدِينَ وَمَنْ عَنْ قُدْسِهِمْ ثَارُوا
أَنْ لَا تَهَابُوا سُجُونًا لَا وَلَا حَرَسَا
لَا الْقُفْلُ قُفْلٌ ولَا الْأَسْوَارُ أَسْوَارُ
أَنْ نَاصِرُوا بِالدِّمَا إِخْوانَكُمْ فَهُمُ
مُلُوكُ مَجْدٍ وَيَوْمَ الْعِزِّ أَقْمَارُ
هُمْ مَنْ تَسَامَوْا عَنِ الدُّنْيَا وَزُخْرُفِهَا
جَادُوا بِمَا وُهِبُوا والْقَوْمُ مُخْتَارُ
قَوْمٌ هُمُ الْعَزْمُ إِنْ جَسَّمْتَهُ رَجُلًا
كَأَنَّهُمْ لِصُرُوفِ الدَّهْرِ أَظْفَارُ
وَصِّيتِي هَذِهِ حَرَّرْتُهَا لَكُمُ
دَمِي فِدَاهَا فَطُوفانٌ وإِعْصارُ
إِنَّ الْقَصِيدَ وإِنْ هَامَ السَّمَاعُ بِهِ
لَنْ يَرْتَقِي لِرِثَا يَحْيَى وَمَنْ ثَارُوا