الأحد ٧ نيسان (أبريل) ٢٠٢٤

مِنْ جِراحِ الشَّاعِر

محمد وحيد عمر على

على ضفَّةِ الغَيمِ
أرْفو حَنينيْ
وأُطْلقُ هُدْهُدَ روحي
إلى وَرْدةٍ في الغِيَابِ...
أسَمِّي أزاهيرَ عُمْري هُيَاماً
يَعِدُّ النُّجومَ
ويَرْكضُ خَلْفَ السَّرابِ...
أرى الرِّيحَ قادمةً بِصَفيرِ الصَّدَى
تَحْتَ جنْحِ الغُرابِ...
تدورُ بيَ الأرْضُ دَهْراً
فاُبْصرُ أنِّي أنامُ
على شَجَنِي واغْترابيْ...
أمدُّ إلى الضَّوءِ أغْصانَ روحي
غَريقاً على عشْبةِ البَرْقِ يَطْفُو
ويَمْحُو تِلالَ العَذابِ...
رأيتُ المواتَ على كلِّ بابٍ يجُولُ
ويحْصدُ مَوجاً مِنَ البَشَرِ الطّيّبينَ
ويتْركُ مِنْ خلْفِهمْ أرْضَهُمْ في عَماءٍ
مُسيَّجةً باليَبَابِ...
رأيتُ دماءَ الضَّحايا
على كُلِّ نافذةٍ تَسْتريحُ
رياحينَ مَحْزونةً
كي تَعِدَّ التَّوابيتَ
خَلْفَ كَراسِي الخَرَابِ...
فأغْلقْتُ عَيْنَيَّ في نِصْفِ إغْفاءةٍ
كَيْ أرَى ما يقُولُ كِتابيْ...
لعَلِّي أُغادرُ نَومي قليلاً
وأصْعدُ في نَخْلةٍ
تَشْربُ الماءَ مِنْ أدْمُعيْ
وعَبيرِ السَّحَابِ...
سأرْسمُ لِلْحَرْفِ أجْنحةً
تَنْشرُ النُّورَ في الكَلماتِ
وتَفْتحُ نَافذةً لِلْإيابِ...
أُسَمِّي بَسَاتينَ شَوقي ضياءً
يلمُّ وِئَامَ القلُوبِ
ويكْسرُ سُوْرَ الصِّعَابِ...
ويَمْضي إلى آخرِ الأرْضِ والانْتظارِ
حَمَامَاتِ وَجْدٍ
وعِطْرَ قِبابِ...
فأقْرأُ ما جَرَّحتْهُ السّيُوفُ
على شَامخاتِ الهِضَابِ...
كأنِّي على مَفْرقِ الليلِ
أزْرعُ روحَكِ وَرْداً
لتصْعدَ أقْمارُها
فوقَ نَهْرِ الحَنينِ لآلئَ
تَسْبحُ مثلَ الضّياءِ المُذَابِ...
فأغْمسُ رِيْشَ الحِكاياتِ
في صوتِكِ المُشْتَهى
وأخطُّ على شَجَرِ اللَيْلِ أٌنْشودَتي
وَسْطَ هذا العُبَابِ...
أُغالبُ مَوحَ الهَوَى والبُعادِ
وأعْلُو إلى فَرَسٍ
نِصْفُها غيمةٌ في العَلاءِ
ونِصْفٌ تَرَامحَ خَلْفَ الشِّهابِ...
فإنْ سَقَطَتْ زَهْرةٌ مِنْ دَمِي
قُلْتُ: هذا نَشيْديْ إليها
يُضيْءُ فَراشاتِ حُزْنيْ
ويُكْملُ حُزْنَ الرَّبابِ...
طَويتُ السّنينَ العِجافَ
على ضوءِ حُلْمٍ نَحيْلٍ
يلمُّ جراحيْ
ويُزْهرُ فَوقَ التُّرابِ...
كأنِّي إلى آخرِ العُمْرِ أمْضيْ
قَصائدَ نُورٍ
تُبَدِّدُ خَيْلَ الأسى والجُنُونِ
وتَمْحُو سُيُولَ الضَّبَابِ...

محمد وحيد عمر على

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء او المديرات.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى