الأحد ١٤ أيلول (سبتمبر) ٢٠٢٥
بقلم زياد شليوط

نادي شفاعمرو الثقافي يناقش رواية «مي» لواسيني

عقد نادي شفاعمرو الثقافي، برعاية "مؤسسة الأفق للثقافة والفنون"، لقاءه الشهري يوم الأربعاء 10 أيلول الجاري، في الساحة الخارجية لقاعة مسرح الأفق، في أجواء طبيعية قلما تشهدها الأوساط الأدبية. وخصص اللقاء لمناقشة رواية "مي ليالي ايزيس كوبيا" للكاتب الجزائري الكبير واسيني الأعرج.

افتتح الأمسية عضو إدارة النادي، الأستاذ يوسف صبح مرحّبًا بالحضور، ومتحدثا عن الكاتب وسيرته الأدبية الغنية، مشيرًا إلى معنى اسمه وبعض من مؤلفاته المتعددة.

تلاه عضو الإدارة، الكاتب زياد شليوط فقدم بعض الملاحظات التنظيمية ونوه إلى أن الأمسية القادمة ستخصص لذكرى رحيل الشاعر الشفاعمري ماجد عليان، وستكون مفتوحة أمام الجمهور الواسع.

وتولى مهمة إدارة الحوار الدكتور محمد صفوري، حيث نوه بداية الى شخصية مي زيادة كما عكستها الرواية، علاقاتها، أحلامها، وظلم المجتمع لها. كما تطرق إلى صالونها الأدبي الذي ضم كبار الأدباء أمثال طه حسين والعقاد والمنفلوطي وغيرهم، وإلى المخطوطة التي كتبتها خلال محنتها في العصفورية.

بعد ذلك شارك أعضاء النادي في النقاش المفتوح حول الرواية، حيث تناول كل متداخل الرواية من وجهة نظره. أشار الناشط إبراهيم شليوط إلى الرسائل التي حملتها الرواية منها موقف المثقف العربي من قضية تحرر المرأة، دور الدين والايمان في حياة الفرد، الايمان بين الشك واليقين. ونوه الدكتور نزار حمادي إلى ما فعلته مي من خلال ذكرياتها الواردة في الرواية، من كشف الوجه الحقيقي لجمهور الأدباء الكبار واظهارهم على حقيقتهم. أما ريدان أبو رحمة فقد رأى أن علاقة مي بجبران والرسائل بينهما، بمثابة العامل الرئيس الذي عرف الناس على مي. وأكد الشاعر إبراهيم حسنين على أن مي فضحت الميول الجنسية والشخصية للأدباء تجاهها. ونوهت المربية هدى حمودي للغة الشعرية في الرواية التي عكست مشاعر مي الجياشة. وتوقفت السيدة سعاد بحوث عند بعض القضايا التي عالجتها الرواية مثل الظلم الاجتماعي والقانوني، الوحدة والخذلان، الوية النسائية والتحرر وغيرها. ورأى الشاعر نزيه حسون أن أهمية الرواية تكمن في معالجة قضية مي زيادة التي التقى في صالونها قمم الأدب في عصرها، وأنها أنصفت مي وأعادت لها حثها من الظالمين. وتوقف هادي عباسي عند بعض الرموز في الرواية مثل اسم الرواية على الغلاف، آلام المسيح مقارنة بآلام مي، المحفل الماسوني الشرقي في فرنسا.

وطرحت عضو إدارة الأفق، روزيت خليل سؤالا على الحاضرين بأنه هل كان من حق مي، أن تنشر تفاصيل حياتها وكشف الأسرار العائلية على الملأ؟ وأشار آخرون الى إبراز فكر مي الريادي ومكانتها كأيقونة للأدب والنهضة النسوية في العالم العربي. مزج الرواية بين التوثيق التاريخي والسرد الروائي بأسلوب شائق جعل القارئ يعيش تفاصيل حياة مي من الداخل. وكما تقول مي في الرواية: "أكتب كي لا أموت صمتًا، وأترك أثري ولو في ذاكرة الورق."

وفي ختام اللقاء لخص كل من الأستاذ يوسف صبح والدكتور محمد صفوري أبرز ما جاء في النقاش، مؤكدين على مكانة مي زيادة كرمز للأدب والحرية والمرأة التي سبقت زمنها.

تصوير: الاعلامية أنوار أبو حجول


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء او المديرات.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى