الأربعاء ٤ تموز (يوليو) ٢٠٠٧
بقلم وحيد خيـــون

نعـــم يا قلــب

نصيبُـكَ أنْ يطـــولَ بكَ العناءُ
 
وحظـّـُكَ من لياليكَ الشــقاءُ
 
تخـَلـّى الأبْعَدونَ فضِقتَ ذرعاً
 
فكيـفَ وقدْ تخـلـّى الأقـرباءُ
 
مصابيحٌ تـُضاءُُ بكـُـلِّ دارٍ
 
وداري دونَ مِـصباح ٍ يُـضاءُ
 
نـلاقي كـــلّ َ حادِثـةٍ نـُـغـنّـي
 
و لا واللهِ مــا هــذا غِــناءُ
 
نَعَــم يا قلبِ , قد خدَعوكَ ألفاً
 
وألفٌ أنتَ موقِـفـُكَ الوفـاءُ
 
تـُعاني من قساوةِ ألفِ عـــام ٍ
 
وهَـمّـُـكَ ما يعاني الأصـدِقاءُ
 
وتبكي للقتيــــل ِ وقاتِـليـــــهِ
 
وماذا يَـسْـتـَعِيــدُ لكَ البُـكاءُ؟
 
لقد عاثوا بنا وجَـنـَـوْ ا عليْـنا
 
وقالـــوا لنْ يعيـشَ الأ بــرياءُ
 
وهَبْـتُ جميعَ أشيائي لِـغـَـيْـري
 
ومــرّ َ العُـمْـرُ والدنيـا فـَنـاءُ
 
أعَـــادوني إلى نفسي حُـطامــاً
 
وقدْ سُـلِـبَـتْ من الجَـسَـدِ الـدِماءُ
 
نعَمْ يا قلبِ , قد زعموا ستنسى
 
وحُـبّـُـكَ كلـّـُهُ بَـيْـعٌ , شِـراءُ
 
وقالــوا إنّـها زَفـَــراتُ صَــبّ ٍ
 
وقالـوا إنها جُـمَــلٌ هـــراءُ
 
نعَمْ يا قلبِ , قد قتلوكَ ظنـــاً
 
وأحْـيَـتـْـكَ البـراءة ُ والصَـفاءُ
 
عجـِبتُ لهذِهِ الأشــكال ِ تبـدو
 
وجوهــا ً ما بـها واللــهِ مَـاءُ
 
نعَمْ يا قلبِ , قد نفثــوا كثيراً
 
بحبل ِ اللهِ فانقطــعَ الرّجــاءُ
 
سميرُكَ ماتَ يا قلبي وعادتْ
 
لكَ الأحزانُ واندَلــَعَ البـــلاءُ
 
سميرُكَ ماتَ والدُنيا ضـروبٌ
 
وأنتَ لكَ المنــازِلُ والسَــناءُ
 
سميرُكَ أنتَ أضحى كـلّ َ وجهٍ
 
لهُ مِنْ كــلِّ داعِيَـــةٍ دُعــاءُ
 
وأنتَ تعــودُ والدُنيا غِـيــابٌ
 
وأنتَ تغـيـبُ والدُنـيــا لِـقاءُ
 
ويقـتـُـلـُني الذي لا خيـــرَ فيهِ
 
يسيــرُ وفي خـُـطاهُ الكِبـرِيــاءُ
 
وعمري بعدما أقصَـوْ كَ عني
 
حيــاتي والمَـمَـاتُ بهِ ســـواءُ
 
صديـقٌ يستـريحُ على أنينــي
 
وجيـرا نٌ قرابَـتـُـهـُمْ عـــداءُ
 
سلاما ً للندى ولكـُـلّ ِ قـَطـْـرٍ
 
لنــا فيـهِ الترَقـّـُبُ واللقـــاءُ
 
بعيــداً عهـــدُنا أمسى عليـنا
 
فأ ينَ عهودُنا و الأصْـدِقــاءُ ؟
 
وأينَ شبابُـنا هل ضاعَ حَـقـّـاً
 
وأصبحَ في يـدِ الشـَـيْـبِ الوَلاءُ ؟
 
أ عُمْـرٌ أنتَ أمْ يومان ِ مَـرّا
 
على عَجَــل ٍ , هُــمــا داءٌ دواءُ
 
نعم يا قلــبِ إنكَ ذو دهــاءٍ
 
ولكــنْ لا يليـقُ بكَ الـدّهــاءُ
 
أتيتُكِ بعد أعوامٍ كأنِّي
 
بقيتُ كما أنا والقومُ جاءوا
 
فإنْ منعوكَ عن نفسي وعني
 
فـلا دامَ الوجودُ ولا البَـقــاءُ
 
وإنْ أخذوا مكانـَكَ كلّ َ عمري
 
فعمري والعيونُ لك الفِـداءُ
 
13-3- 1990 بغداد

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى