نيرفانا
ماذا يفعل الإنسانُ
بعقلِ الآلهةِ
وحظ القرود!
أنا نيرفانا
الابنة غير المعترف بها
في قريةِ الذكور
كان لي بيتٌ من المَرمَر
بيتٌ لم يُخلَق مثله في البلاد
جمَّعته حبةً حبةً
قبل أن يقرّر الملكُ الظالم
ألا بيت لي
ألا بيت لامرأة تستخدمُ دماغها
ألا بيت لأنثى لا تخضع
هجرتُ القريةَ
وعشَّشْتُ في المدينة
وفي المدينة..
في أرض الحضارة
صرتُ بيتًا
في مساحةٍ
تعاير فيها البيوت بعضها
بماضيهم القروي الآثم
الذي لا دخل لهم فيه
من بعد المدينة
اخترتُ المنفى
في أول الليل
أستوحش مثل سلطانٍ يدعك أرواح جواريه
في آخر الليل أكون طفلةً محطمةً
لا تصدّق في حنانِ الأمهات
ما من شيءٍ خلف حدود المنفى
لأستنطق منه الحياة
لا شيء بعد حدود الخوف
لأرتعد أكثر
أو لأبتعد أقل..
وأنا هنا مجرد قرية قديمة طاغية
تقاومُ رغبةَ الحواسِ في الأفول
تحاربُ شبقَ الموت السريع
وتُعد نفسها للخلود في الزمن
أنا هنا مجرد مدينة متعالية
تعيد تعريف الوحدة بالكِبر
والحضارة بإنكار تاريخ الجُرح
والحب بالانفجار الكبير
أنا هنا مجرد منفى
لا يكترث إن كنت قريةً،
مدينةً
أو نهرًا سكبوا فيه الوقود.