السبت ١٩ تموز (يوليو) ٢٠٢٥
بقلم أحمد ناصر المعمري

هُمْ قُدوَتِي بأسًا وَهُمْ أُلّافِي

1. أَلِفَتْ قُريشُ الْبَيْعَ بالإيلافِ
وأَلِفْتَ وَصلَ النَّاسِ بالإتلافِ

2. فكأنّ بينك والدراهم جفوةٌ
كالنّار لا تُبقي على الأليافِ

3. لا يسأل المحتاج أين دياركمْ
فدياركمْ مُلئتْ من الأضيافِ

4. وتجودُ بالمجهود دون شكايةٍ
لو كان بالموجود غيرك جافي

5. وتَبِشُّ في وجه النّزيل كأنّهُ
ولدٌ لديك نجا من الأسيافِ

6. ذُقتَ الغنى فوجدتهُ دون النّدى
فاخترتْ أبقاها من الأصنافِ

7. إنّ الكريم عن الغنى في معزلٍ
فيدُ الكريمِ مظنّةُ الإسرافِ

8. جعل الدّراهم دِرعهُ عن عرضهِ
إنْ كان درعُ القابضين "عوافي"

9. كثر الرّماد بفعل نارك فاتّئد
فلقد أصاب الرّبوَ كلّ مُوافي

10. أخجلتْ من بخلوا فصار أَشَحُّهُمْ
يُعطي العُفاة كصاحبِ الأوقافِ

11. وإذا البسيطة قُيّرتْ وتشقّقتْ
وجدوك يوسفَ عصرهمْ بعجافِ

12. في اليسر أو بالعسر جودك واحدٌ
تالله هذي شيمة الأشرافِ

13. لمْ تستدنْ لبناء قصرٍ عامرٍ
لكنْ لتُكرمَ نازلًا أو حافي

14. أنفقتَها فيما تَراهُ مُخلّدًا
ما ذاك عن ربّ البريّة خافي

15. ما زلتَ تُكرمُ والخلائقُ تقتدي
منْ ناصرٍ عنْ أَمْجَدِ الأسلافِ

16. وتسنّ للنّاس المآثر والعُلا
وتسوسُ أمرَ الناسِ بالإنصافِ

17. وتنيرُ درب السالكين مُعلّمًا
ليس المُضاف إليه مثلَ مُضافِ

18. آبائي الصيدُ الجماجمُ عِزوَتي
هُمْ قُدوتي بأسًا وهُمْ أُلّافي

19. من طول ما حملوا السّلاح وحاربوا
تَجِدُ القروحَ بهمْ على الأكتافِ

20. شُمّ المعاطس لا تُجاسُ ديارُهمْ
فأقلّهمْ أقوى من الجّحافِ

21. شقّتْ فِعالهمُ على الساعي لها
فكأنّ بينهما كما الأعرافِ

22. يا سائلي لِمَ عَيْنُ كَسْفَةَ سُخْنةٌ
فأجبتُهُ مُتَأَوّهًا بالشّافي

23. لمّا أتتْ رُسُل الحبيب بصدّهِ
وأنا عليها مُستجمًّا طافي

24. ذرفت عيوني حُرقةً فتمازجتْ
بمياهها فتغيّرتْ للدّافي

25. لا تطمعوا أبناء رُمحٍ بردها
حتّى يَردّ إليّ خِلّي الجافي

26. لا تُصبحي هندًا فأصبح حمزةً
فيطيب طعنك لي وأكل شغافي

27. وكأن بعدك حوت يونس ضمّني
يوم الصدود لأجوف الأجوافِ

28. فرجوت قلبك أنْ يرقّ لحالتي
وبأنْ ستصغي برهةً لهتافي

29. فمضتْ سنينٌ بحّ صوتِيَ إثْرَها
لمْ تسألي هل مات من إجحافي؟

30. فأعيذُ قلبك أن أعيش معذّبًا
من قلّة النّظراتِ والإنصافِ

31. ما نفع خارطتي وقلبُك موصدٌ
كسفينةٍ مُنِعَتْ دخولَ مَرافي

32. وتشيرُ بوصلتي إليك كأنّما
أنت الشّمال فساعدي مجدافي

33. يحتاجُكِ قلبي كحاجةِ تائهٍ
بالبحرِ لا يحتاجُ غيرَ ضِفَافِ

34. فرّطتُ فيك كفعل إخوة يوسفٍ
إن لم أَرُدّكِ رُغمَ أيّ خلافِ

35. والخضرُ سنّ ثلاثةً لصدودهِ
لا مثل فعلك واسألي الصوّافي

36. خافي الإله فإنّ هجرك مُحرقي
والرّيق في ذي الحال خيرُ مطافي

37. لو يُمزج البحر الأجاج بريقها
لغدا نقيّا مثلَ ماءِ مَسَافي

38. وأنا الغريقُ بِكِ فهّلا تُسرعي
بالنّفخِ فيّ كأطقمِ الإسعافِ

39. يكفي هواك لكيْ أعيشَ مُهَنّأً
فهواك يُغني عن ولوجِ مشافي

40. ترنو إليك العين مثل مُشجّعٍ
يرنو إلى حكمٍ بوقتِ إضافي

41. وكأنّ نورك ماسةً ورديّةً
ومضاءة الأرجاء بالكشّافِ

42. ويكاد تبصرُ دمّها في جسمها
كزجاجةٍ مملوءةٍ بِسُلافِ

43. روحان أصفى من مياهِ غمامةٍ
وكأنّنا ماءٌ لزمزمَ صافي

44. صادتْ فؤادي رغمَ أنفِ شراستي
ما نفع بأسُ القرشِ بالخَطّافِ

45. حاشاي أبرحُ عن تخيّلِ طيفها
حتّى أجندل داخل الأصلافِ

46. لو ذاقَ (حمدان بن سيفٍ) لوعتي
لبكى فكيف أنا المحبّ الوافي

47. رجلٌ إذا قيس الرجال بمثلهِ
لاحتجتَ أولي البأسِ بالآلافِ

48. أعمامهُ من وائلٍ أُسد الشرى
قطفوا الرؤوس ولاتَ حينَ قطافِ

49. وخؤولهُ من ماجدٍ سمّ العدا
يسقون من عادوه سمّ زُعافِ

50. لم يكفهِ ما حازهُ أجدادُهُ
فمضى يَجِدُّ السّعيَ بالأكنافِ

51. ما كان أكبر همّهِ في بطنهِ
كالحُمْرِ أعينها على الأعلافِ

52. قطع المهامه لا يُبالي صرفها
وكأنّهُ في رحلة استكشافِ

53. فالحرّ يأنفُ أن يسودَ بجَدّهِ
إن لم يسد بالفعل والأهدافِ

54. وإذا العشار تعطّلتْ من هول ما
رأتِ المكارهَ قُلتَ باستخفافِ:

55. عزمي عصا موسى، وكلّ صعوبةٍ
نهرٌ، فمن يرجو بهِ إيقافي؟!

56. والله قدّرَ للأُلى آجَالَها
لا ينقصُ المقدورُ باستهدافي

57. وكُفيتُ من قابوسَ جُهدَ مؤونةٍ
ما قد أردتُ لهم من استشرافِ

58. لو كان مثلك ينثني عن عزمهِ
أثنتكَ قبلُ عداوة القذّافي

59. ما هبتَهُ في دارهِ مُتلبّدًا
أتخاف مَن همْ عندهُ بضعافِ

60. ويخوّفونكَ بالذي من دونهِ
عبدًا، أليس اللهُ عنه بكافي

61. أتعبتَ كتّاب المناقب فارتأوا
أنْ يتركوها دون أي غلافِ

62. وانزلْ بغشبة يحمدٍ ومَقامِها
بمنازل الأجواد والأشرافِ

63. من يأتِ عيسى زائرا ومحمدًا
يلقَ النّدى ما فاق عن أوصافي

64. خُذْ من فتىً سبق الكهول بعقله
حِكَمًا عقدتُ جُمانها بقوافي

65. لا تستقيم لدى الزعيم رئاسةٌ
حتى يحوز سلافة الأوصافِ

66. عزمٌ وحزمٌ واصطناعُ عشيرةٍ
هذي الثلاثة كالثلاثِ أَثافي

67. ولقد أرى رأيًا يُرى مستقبلًا
رأيٌ تعدّى قُدرةَ العَرّافِ

68. فتجنّبِ الرأيَ الفَطِيرَ تَعجُّلًا
كيْ لا تُورّدَ مَوْرِدَ الأحقافِ

69. فلرُبَّ رأيٍ حازمٍ في مُشكلٍ
أجدى وأنفعُ من أحدّ ثِقافِ

70. والنّاسُ أنفعها الذي تُقضى بهِ
منْ كفّهِ الحاجاتُ باستعفافِ

71. والشيخُ مَن يَقضي لُبانةَ قومهِ
لا مَن غدا فِيلًا مِن الإترافِ


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء او المديرات.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى